جودة الهواء مشكلة تتعلق بالصحة العامة

مدريد – أكد العديد من الخبراء في المجال البيئي والإيكولوجي على أن جودة الهواء “ليست مطروحة باعتبارها مشكلة بيئية أم لا ولكنها في الحقيقة هي في الأول والأخير مشكلة تتعلق بالصحة العامة “للمواطن خاصة في المدن”، مشددين على أن إسبانيا “لا تزال متأخرة عن الدول الأوروبية الأخرى في مجال مكافحة التلوث”.

وحسب كزافيي كيرول، الباحث في المجلس الأعلى للبحوث العلمية وخبير تلوث الهواء، فإن تحسين جودة الهواء “يشكل في الواقع سباق المسافات الطويلة، حيث يجب أن يكون مستوى التلوث منخفضا في كل يوم من أيام السنة وليس فقط في بعض الأحيان”.

وأوضح كزافيي كيرول في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية، أن أحدث حلقة من التلوث في العاصمة مدريد لم تكن مرتبطة بحركة المرور على الطرق التي انخفضت بشكل كبير للغاية في ظل تفشي جائحة فيروس (كوفيدـ19) ولكن نتيجة “الانعكاس الحراري جراء وصول موجة قوية من الضغط العالي، بالإضافة إلى الاستخدام المكثف للتدفئة بسبب موجة البرد القارس التي عاشتها المدينة في الأسابيع الأخيرة”.

وأضاف الخبير الإسباني أن تنقية وتحسين جودة الهواء المحلي يفرض إعادة التدوير المناسب للمواد مع استخدام المركبات الخاصة بأقل قدر ممكن في المدينة، لأن المراهنة على وسائل النقل العام تبقى التوصية الأكثر كفاءة في المجال البيئي باعتبارها تساهم بشكل أساسي في خفض مستويات التلوث.

وأكد على ضرورة تحفيز السياسيين وأصحاب القرار على جعل جودة الهواء إحدى الأولويات الأساسية بالنسبة لإسبانيا، لأن استنشاق هواء ملوث تكون له عواقب وتداعيات على الصحة وعلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض، وكذا الوفيات والعديد من المشاكل الصحية والاجتماعية والاقتصادية.