كوب 24.. المفاوضون يحاولون تبديد الخلافات في أفق التوصل إلى الوثيقة النهائية

كاتوفيتشي- أفادت رئاسة مؤتمر المناخ (كوب 24)، المنعقد حاليا بكاتوفيتشي (جنوب بولونيا)، اليوم الخميس، بأن المفاوضين في طور تبديد الخلافات، رغم أن العمل على الوثيقة النهائية لا يزال قيد الدرس.

ونقلت وكالة الأنباء البولونية، استنادا الى رئاسة المؤتمر، أنه مع بداية أشغال الكوب 24، تجاوزت المواد الخلافية بخصوص تنفيذ اتفاق باريس 2000 نقطة، وبعد مفاوضات مكثفة تقلص عدد النقاط الخلافية، الى حدود مساء اليوم، الى نحو 600 نقطة، ومع ذلك لا يزال العمل على الوثيقة النهائية قيد الدراسة والنقاش.

وتابعت الوكالة أنه تم تخصيص الأسبوع الأول من مؤتمر كاتوفيتشي للمناقشات التقنية، وشاركت في هذه المفاوضات الهيئات الفرعية لاتفاق المناخ، وفي صباح أمس الأربعاء قدمت الرئاسة البولونية للمؤتمر اقتراحا جديدا للمفاوضين بعد عدم إحراز تقدم حاسم في المفاوضات الحالية.

وأوضح المصدر ذاته أن رئيس المؤتمر ميشال كورتكا منح الأطراف المتفاوضة وقتا أوسع ليكون بالإمكان تقريب وجهات النظر، وفي المقابل أكد الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس أنه “على الرغم من التقدم في المفاوضات في قمة المناخ في كاتوفيتشي، ما يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، ولم يتم بعد حل القضايا الرئيسية”.

وسجل أنه بعد الأسبوع الأول كان هناك تقدم كبير في أكثر من 30 موضوع تفاوضي، أو ما يسمى بالمسارات، ولكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي فعله، وتم تخصيص جولات تفاوضية خاصة على المستوى الوزاري.

ومن أجل تسريع وتحسين المفاوضات، شكلت مجموعات عمل تضم بالتساوي وزراء من البلدان المتقدمة ومن البلدان النامية، وكل واحدة منها تجري مفاوضات في نطاق موضوعاتي مختلف، مثل التمويل أو التكيف أو الأهداف الجديدة بعد عام 2020.

وتزامنت بداية عمل هذه المجموعات مع انتهاء المرحلة السياسية لحوار تالانوا، وتم بالمناسبة حث دول العالم على مضاعفة اهتماماتها بقضايا المناخ، تماشيا مع تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

وأشار المصدر إلى أنه لا تزال هناك طرق وآليات لمعالجة تقرير الهيئة البين حكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشأن الاحتباس الحراري بمقدار 1,5 درجة، وعلى الرغم من أن أي دولة لا تنفي نتائج التقرير، إلا أنها تختلف في استعدادها لضمان تنزيل بنودها وتحقيق نتائج ملموسة بخصوصها.

ويحذر الفريق البين حكومي الدولي المعني بتغير المناخ من أن الاحتباس الحراري على صعيد العالم قد يبلغ  مستوى 1,5 درجة في وقت أبكر مما كان متوقعا في عام 2030.

كما يدعو التقرير إلى المزيد من الالتزامات من قبل دول العالم، أكثر مما هو مطلوب بموجب اتفاق باريس.

وأبرز المصدر ذاته أن الخلافات بين المفاوضين تتركز، أساسا، حول مسألتين، هما الشفافية والمالية، وفي الحالة الأولى، يتعلق الأمر بوضع قواعد موحدة لكل الدول بدون استثناء للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالمناخ، كما ينطوي الخلاف الثاني على مسألة التمويل، في وقت كانت البلدان الغنية قد تعهدت بتخصيص 100 مليار دولار للبلدان النامية، وحاليا هناك نقاش ليس فقط حول ما إذا كان من الممكن الحصول على الكثير من الأموال، ولكن أيضا حول توفيرها أو طرق الإنفاق.

وقدم وزراء مختلف الدول المشاركة مقترحات لتضمينها في الوثيقة النهائية، أو ما يعرف بكتاب القواعد، على أساس أن يتم التشاور مع جميع الأطراف في وقت لاحق. ومن المحتمل توسيع نطاق المفاوضات الى غاية نهاية الأسبوع الجاري.

ومن المقرر أن تختتم أشغال مؤتمر (كوب 24) يوم غد الجمعة.