أخبارالعالم يعيش بفعل توسيع التضامن بين الدول لمواجهة التغيرات المناخية على مشارف نهاية نموذج تنموي…

أخبار

23 نوفمبر

العالم يعيش بفعل توسيع التضامن بين الدول لمواجهة التغيرات المناخية على مشارف نهاية نموذج تنموي وبداية آخر ( صلاح الدين مزوار )

برشلونة – قال صلاح الدين مزوار رئيس مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية ( كوب 22 ) إن العالم يعيش بفعل تكثيف وتوسيع التضامن بين الدول لمواجهة التغيرات المناخية ومخاطرها عند نهاية نموذج للتنمية ساد لعقود ليلج نموذجا جديدا للاستهلاك والتصنيع والتمدن مغاير للذي سبقه تماما.

وأضاف صلاح الدين مزوار في عرض حول ” الاقتصاد الأخضر ” قدمه اليوم الخميس ببرشلونة في إطار المنتدى الرابع للبحر الأبيض المتوسط للمالية الإسلامية حول موضوع ” التمويل الإسلامي .. التركيز على استراتيجيات البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا ” أن التطورات التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم تفتح آفاقا كبيرة أمام الفاعلين الاقتصاديين وأمام الدول من أجل تبني خيارات اقتصادية صديقة للبيئة ونظيفة.

وأوضح رئيس مؤتمر (كوب 22) خلال هذا المنتدى الذي نظم في إطار الدورة 11 للملتقى السنوي لحوض البحر الأبيض المتوسط للقادة الاقتصاديين ( ميدا ويك 2017 ) أن الزخم الكبير للتضامن بين الدول والحكومات والفاعلين الاقتصاديين لمواجهة التحديات والرهانات التي تطرحها التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية على مختلف مناحي الحياة واكبته ثورة هائلة ودينامية متطورة في ميدان الابتكارات والتكنلوجيات الجديدة مما يفرض على الجميع استغلالها على أكمل وجه للحد من الانبعاثات وبالتالي حماية البيئة والنظم الإيكولوجية التي هي ملك للإنسانية .

وأشار إلى أن الإمكانيات التي تتيحها الطاقات المتجددة بمختلف مكوناتها بإمكانها إذا ما تم استغلالها بطريقة فعالة أن تساهم في تطوير الاقتصاد العالمي دون الإضرار بالمجال البيئي مضيفا أن هناك العديد من القطاعات الواعدة التي بإمكانها أن تستفيد من الإمكانيات الهائلة لهذه الأخيرة لتطوير هياكلها وبنياتها كالفلاحة والنقل الحضري وقطاع البناء الأخضر .

وأكد على أن ما تتيحه الطاقات المتجددة من فرص وإمكانيات هو الجواب الواقعي على أزمة النموذج التنموي الذي اعتمدته البشرية منذ عقود والذي شارف على مرحلته النهائية باعتبارها تفتح آفاقا جديدة في الاقتصاد وفي توفير فرص الشغل وتحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي.

واستعرض مختلف المبادرات وآليات التقارب بين دول منطقة البحر الأبيض المتوسط في ميدان مكافحة انعكاسات التغيرات المناخية مشيرا إلى أن تضامن واتحاد بلدان الحوض المتوسطي بضفتيه الشمالية والجنوبية يظل هو القوة الضرورية لمواجهة التحديات التي تطرحها هذه المخاطر مشددا على ضرورة انخراط القطاع الخاص في مختلف الجهود التي يتم القيام بها في هذا المجال.

وفي حديثه عن مشكل التمويل بالنسبة للمشاريع والمبادرات التي يتم إعدادها لمواجهة انعكاسات التغيرات المناخية والتي تتطلب موارد مالية كبيرة أكد صلاح الدين مزوار أن التمويل الإسلامي يمكنه إذا ما تم توجيهه الوجهة الصحيحة أن يلعب أدوارا ريادية في هذا المجال وينتقل بدوره إلى ما يمكن تسميته ب ” التمويل الأخضر ” .

ودعا بلدان الحوض المتوسطي خاصة بالضفة الجنوبية إلى العمل من أجل إعداد الكفاءات الضرورية لمواكبة هذه التحولات مع اعتماد مقاربات واضحة وقابلة للتنفيذ لمواجهة الرهانات المستقبلية مشيرا إلى أن منطقة الحوض المتوسطي تظل كباقي جهات العالم مهددة بمجموعة من المخاطر من بينها ندرة الموارد المائية والهجرة الناتجة عن الجفاف وغيرها .

وخلص إلى التأكيد على أن التحديات التي تواجهها إفريقيا ودول الساحل خاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي ستكون لها انعكاسات سلبية بارزة على الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط مما يفرض على الجميع أن ينخرط في الجهود المبذولة لرفع مختلف التحديات وبالتالي الحفاظ على الفضاء المتوسطي كفضاء للسلم والتعايش .

اقرأ أيضا