أخباركندا .. أنصار البيئة يدعون إلى عدم إهمال قضية المناخ في خضم التركيز على الجائحة

أخبار

Des écologistes
28 سبتمبر

كندا .. أنصار البيئة يدعون إلى عدم إهمال قضية المناخ في خضم التركيز على الجائحة

(بقلم: خديجة بنحدوش)

مونتريال –  في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة الكندية أن مكافحة جائحة (كوفيد-19) “أولوية قصوى” بفعل تفاقم الحالات خلال الخريف، تعبأ أنصار البيئة لإبقاء قضية التغيرات المناخية في صلب الاهتمام، إذ يرون أن الجائحة استأثرت بكامل الاهتمام وكادت تغيب تماما قضية المناخ.

على أن حكومة الوزير الأول جاستين ترودو كانت قد أعلنت أمام البرلمان، قبل أيام، أن قضية البيئة تعد واحدة من الركائز الأربع الكبرى التي يتمحور حولها مخطط عملها، إلى جانب كل من الصحة، والاقتصاد، والمساواة.

وتعهدت بوضع خطة لـ”بلوغ أهداف كندا المناخية لسنة 2030″، فضلا عن اعتماد القوانين الرامية إلى تحقيق “هدف صفر انبعاثاث في أفق عام 2050”.

ووعدت الحكومة الكندية بأن تكون التغيرات المناخية حجر الزاوية في استراتيجية تتوخى إحداث مليون منصب شغل. وهكذا تعتزم الحكومة إطلاق صندوق جديد لجلب الاستثمارات في مجال صناعة المنتجات الخالية من الانبعاثات، وتقليص معدل الضريبة على الشركات بمقدار النصف لصالح هذه المقاولات.

وتعتزم الحكومة أيضا منع المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام اعتبارا من سنة 2021، والاستثمار في كافة أنواع البنيات التحتية في غضون السنتين القابلتين، بما في ذلك النقل الحضري، والتجديدات الطاقية-الاقتصادية، والطاقة النقية، والسكن الميسور التكلفة.

ويرى أنصار البيئة أن الحكومة قطعت على نفسها التزامات طموحة، غير أنه يتعين عليها أن تحول أقوالها إلى أفعال وتعمل على تفعيلها على أرض الواقع.

واعتبر مدير العلاقات الحكومية في مؤسسة (Équiterre)، مارك أندري فيو، أنه “من وجهة نظر بيئية، رسم الخطاب توجهات جيدة، سواء تعلق الأمر بالتعهد باعتماد قانون يتعلق بالبيئة قريبا، من خلال المراهنة على تنمية وسائل النقل الخالية من الاتبعاثات، أو موقعة الفلاحة المرنة باعتبارها رهانا مركزيا لمجابهة الأزمات القابلة”.

واستدرك، تعليقا على خطاب ترودو، بالقول إن ‘الوعود لا تكفي، وينبغي للحكومة أن تنتقل من القول إلى الفعل. فالحكم إنما يكون على التنفيذ وأجرأة الحلول”.

وخلال نهاية الأسبوع، جابت مظاهرات شوارع مونتريال للمطالبة بمشروع مجتمعي يربط الفعل البيئي بالعدالة الاجتماعية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتعبئة البيئية.

ونظم هذه التظاهرة تحالف مجموعات مناضلة بعد مرور سنة على التظاهرة الكبرى التي أقيمت يوم 27 شتنبر 2019 بمونتريال، والتي شهدت مشاركة المناضلة البيئية السويدية غيتا تونبيرغ، للمطالبة بتحركات ملموسة للحد من التغيرات المناخية.

وقد حضر كل من رئيس الحكومة جاستين ترودو، إلى جانب سياسيين آخرين، هذه المظاهرة الكبرى التي ضمت 500 ألف شخص، بحسب المنظمين.

وتشمل مطالب التحالف بلوغ هدف الحياد من حيث الكربون في أفق عام 2030، وتسوية حكومتي أوتاوا والكيبيك لوضعية جميع المهاجرين وتسريح قوات الأمن.

من جانبه، أقر وزير التراث الكندي، ستيفن غيلبو، الذي كان ضمن المشاركين في مسيرة مونتريال من أجل البيئة قبل سنة، بأن الجائحة فرضت “وتيرة أبطأ على عدة أولويات”، و”يجب بذل مجهودات أكبر”.

وقال إن “إعادة اجترار وعد قديم بزرع ملياري شجرة بعيد عن تحقيق المراد، إذ إننا بحاجة إلى استثمار هائل في وظائف تخدم البيئة، من أجل المحافظة على غاباتنا، ومحيطاتنا، وتنظيف أنهارنا”.

أما الناطق باسم منظمة السلام الأخضر الكندية، جيس فيرمبزنغ، فاعتبر أن خطاب الحكومة شكل فرصة للإقرار بأن محاربة الفوارق في مواجهة فيروس كورونا، وفي مواجهة الأزمة المناخية، تسير جنبا إلى جنب.

يشار إلى أن حكومة ترودو تعهدت بأن تجعل محاربة التغييرات المناخية ضمن أولوياتها على الرغم من استفحال الجائحة، إلا أن تجسيد هذه الالتزامات يشكل تحديا كبيرا في الوقت الذي تتهيأ فيه دول أمريكا الشمالية لموجة ثانية من (كوفيد-19) هذا الخريف.

اقرأ أيضا