مقال مميزالتحدي المناخي.. حاجة ملحة إلى عمل قوي وفوري

مقال مميز

desertification
30 نوفمبر

التحدي المناخي.. حاجة ملحة إلى عمل قوي وفوري

ارسو- يتطلع مؤتمر الأطراف الرابع والعشرون لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 24)، المقرر عقده في مدينة كاتوفيتشي جنوب بولونيا من 2 إلى 14 دجنبر المقبل، إلى توضيح القواعد وسن خارطة طريق لبلورة اتفاق باريس الى إجراءات مناخية ملموسة، ووقف المنحنى العالمي التصاعدي لانبعاثات الغازات الدفيئة في ضوء الأخطار العديدة والمخيفة التي تقلق بال المجتمع الدولي.

هذه القمة، التي تدق ناقوس الخطر مرة أخرى بخصوص الخطر الكارثي المتمثل في تعطل آلة المناخ، يتعين عليها تقييم وتثبيت الإجراءات التي يجب اتخاذها لتجنب تخطي العتبة التي سيكون من المستحيل بعدها العودة الى الوراء.

كما يهدف مؤتمر المناخ العالمي إلى التوصل إلى قواعد دقيقة لتنفيذ مقتضيات اتفاق باريس للمناخ، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في عام 2020 لضمان بيئة صحية لكوكب الأرض وضمان مستقبل سليم للعالم وللبشرية.

ويتطلع هذا الاتفاق، الذي تم التفاوض بشأنه منذ عام 2015، الى توفير الآليات الممكنة لاحتواء ظاهرة الاحتباس الحراري  في أفق 2100، وبلوغ “أقل من 2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعة”، كما يهدف الى “مواصلة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1,5 درجة مئوية”.

وينعقد هذا المؤتمر الأممي في وقت تقبع جميع المؤشرات في اللون الأحمر مع تزايد مظاهر تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة على صعيد كل مناطق العالم، وتلوث التربة والمياه والهواء، وانهيار التنوع البيولوجي، وحدوث الكوارث الطبيعية، وتراجع مساحات الغابات بسرعة مخيفة. ومن المؤسف كون هذا السيناريو ليس مجرد تنبؤ مستقبلي بل هو حقيقة واقعة تنذر بكوارث أخرى غير منتظرة.

ويشكل اليوم وليس الغد دعوة الى استيقاظ المجتمع العلمي والضمائر الحية والانتباه الى هول ارتفاع حجم غازات الاحتباس الحراري، التي تعد السبب في ارتفاع الحرارة عالميا بدرجات خطيرة، وذلك وفقا لآخر تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الداعي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذا التدهور غير المسبوق.

وفي هذا الصدد، حذر بيترى تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية من هذا الوضع المقلق، قائلا إن “ما يثير أكثر التخوف هو أن البيانات العلمية لا لبس فيها، وإذا لم نخفض بسرعة انبعاثات غازات الدفيئة، وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، فستكون لتغير المناخ عواقب مدمرة للحياة على الأرض، لا قبل للعالم بها”.

وتشير أحدث القياسات إلى أنه في عام 2017، وصل ثاني أكسيد الكربون إلى 405.5 جزء في المليون (عدد جزيئات الغازات الدفيئة  من كل مليون جزئيات من الهواء)، مقارنة بـ 403.3 جزء في المليون في عام 2016 و 400.1 جزءا في المليون في عام 2015.

وتبقى معدلات انبعاث الكربون هذه “غير مسبوقة” منذ 66 مليون سنة، كما أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في مستوى أعلى بمقدار 2.5 مرة مما كان عليه الحال قبل الثورة الصناعية.
ويشكل تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أساسا علميا لاتخاذ القرار في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في مدينة كاتوفيتشي، جنوب بولونيا.

وقبل بضعة أيام من افتتاح مؤتمر الأطراف (كوب 24)، ذكرت الأمم المتحدة في تقرير سنوي صادم أن العالم ينتقل بعيدا عن هدفه المتمثل في السيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري، مع وجود فجوة متنامية بين انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وطموح وتطلع اتفاق باريس.

وبالتالي، فإن تحديات (كوب 22) في بولونيا تعد حاسمة، إذ يجب على الدول الالتزام بتكثيف الجهود للحد بشكل كبير من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، حيث أن الالتزامات الحالية ستقود، وفقا للهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ، إلى زيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية لأكثر من 3 درجات مئوية، مقارنة مع مرحلة ما قبل الثورة الصناعية.

ولمواجهة التحدي المناخي، تعد هذه القمة فرصة كبيرة لتكثيف العمل والتقدم في وضع التدابير التي تعزز الطاقات المتجددة وتحمي الموارد الطبيعية وتضمن مستقبلا للأجيال القادمة.

وستترأس بولونيا للمرة الرابعة ل(كوب 24)، باستضافة كاتوفيتشي لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ. فقد عقد مؤتمران للأطراف في بولونيا، الأول (كوب 14) الذي جرى في مدينة بوزنان في عام 2008، والثاني (كوب 19) الذي انعقد في العاصمة وارسو عام 2013. كما ترأست بولونيا مؤتمر (كوب 5)، الذي جرى في بون في عام 1999.

(نادية الغزاوي)

 

اقرأ أيضا