جهاتمبادرات خلاقة للنهوض بقطاع النظافة في فاس

جهات

16 أكتوبر

مبادرات خلاقة للنهوض بقطاع النظافة في فاس

فاس – شكلت مدينة فاس منذ سنوات مسرحا لمجموعة من المبادرات المدنية الهادفة لتعزيز انخراط النسيج المجتمعي في الحفاظ على نظافة المدينة وجماليتها، اعتبارا لكون قطاع النظافة يعد أحد المظاهر الأساسية لتحسين الجاذبية الحضرية.

وفي هذا الإطار تشهد فاس طوال السنة، انبثاق مبادرات مدنية متواصلة تروم الحفاظ على جمالية ونظافة المدينة، من خلال العديد من حملات التحسيس والتوعية في صفوف الناشئة وكذا داخل الأحياء الشعبية، قصد تحفيز عموم السكان على استعمال بدائل جديدة تساعد في الحفاظ على إشعاع العاصمة العلمية للمملكة.

وتطلق جمعيات مهتمة بالمجال البيئي في أوقات مختلفة من السنة حملات نظافة بالمقابر وداخل المساجد وبالأزقة والشوارع، تعبئ لهذا الغرض متطوعات ومتطوعين للقيام بحملات ميدانية، كما تعمل على غرس السلوك المدني المواطن الذي يرتكز على التطوع والانخراط الإيجابي في الحفاظ على جمالية المجال.

وعرفت المدينة مبادرات مختلفة أبرزها التحسيس والتوعية بخطورة أكياس البلاستيك التي قادتها وزارة البيئة بشراكة مع جمعيات بيئية بفاس، تمت فيها التوعية بخطورة هذه الأكياس على المجال البيئي، كما رافقتها عملية واسعة لتوزيع أكياس قماش بديلة، وصديقة للبيئة.

ومن بين التجارب المتميزة بالمدينة في الحفاظ على النظافة ما أنجزته (جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض فرع فاس) في مشروعها “من أجل تدبير أنجع وفعال للنفايات بالمغرب” خلال السنة الحالية، حيث خلصت الدراسة التقنية المتعلقة بتقييم القانون رقم 28.00 المتعلق بتدبير النفايات والبرنامج الوطني للنفايات المنزلية والمماثلة، إلى الدعوة العاجلة لمراجعة القانون رقم 28.00 وإعادة صياغة التعريف القانوني للنفايات واعتبارها ثروة، مع مراجعة دفاتر التحملات وجعلها ملائمة للاقتصاد الدائر، واعتماد الفرز في المنبع بشكل تدريجي، وتطوير المقاربة الحالية، واعتماد استراتيجية تواصلية قوية، واللجوء إلى الشفافية والتشارك في الإعداد لدفاتر التحملات.

وقد توج مشروع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض (فرع فاس)، بإيداع عريضة لدى جماعة فاس، دعت المجلس الجماعي إلى اعتماد فرز النفايات في المنبع ثم تثمينها، كتدبير أكثر نجاعة وفعالية يعتبر النفايات موردا يمكن الاستفادة منه.

وإلى جانب المبادرات المدنية التي تعمل على تكريس الوعي البيئي في صفوف ساكنة مدينة فاس، تعمل شركة تدبير النفايات بالمدينة على تطوير منظومة اشتغالها بشكل متواصل، عبر إدخال آليات وتقنيات جديدة، حيث أنشأت الشركة سنة 2015 مركزا لفرز النفايات، ارتفعت معه عملية معالجة النفايات وتثمين مادة الكرتون والبلاستيك، مع تسجيل زيادة في منسوب معالجة أطنان النفايات بشكل يومي.

وأدخلت المجموعة أول حاوية صديقة للبيئة سنة 2016، وقامت لاحقا بتعميمها على مجموعة من النقط بفاس وصلت في الوقت الحالي إلى أكثر من 36 نقطة، كما قامت سنة 2018 بضخ استثمارات جديدة وعملت على جلب آليات حديثة في مقدمتها الحاويات الهوائية التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى ثلاثة أمتار مكعبة.

و عملت أيضا في هذا الإطار على التنسيق مع جماعة فاس والنسيج المدني لإطلاق الفرز القبلي في مجموعة من الأحياء مثل حي ميموزا والراشيدية (مقاطعة أكدال).

وحسب مسؤولي الشركة “فهناك مبادرة أخرى بشراكة مع وزارة البيئة وجمعية بيئية، تم فيها توسيع نطاق الفرز القبلي للنفايات نحو أحياء جديدة. ويقول مصدر من المجموعة إنه في الوقت الحالي تمت تغطية 140 نقطة بالحاويات الهوائية، كما سيتم وضع حاويات تحت أرضية هوائية جديدة تصل طاقتها الاستيعابية إلى ثلاثة أمتار مكعبة يتم رفعها بشاحنات خاصة.

وأطلقت المجموعة شهر نونبر من العام الماضي بشراكة مع جماعة فاس، مركز فرز وتثمين النفايات الذي يوجد بجانب مطرح النفايات بطريق سيدي احرازم، حيث تم إدماج مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يعملون بشكل عشوائي في فرز النفايات.

وتطمح مختلف الفعاليات بمدينة فاس إلى التغلب على إشكالية النفايات التي تلقى أحيانا بشكل عشوائي بعيدا عن الحاويات المخصصة لجمعها، مع تحفيز انخراط السكان في عملية الفرز القبلي للنفايات المنزلية (الفرز من المنبع) لتسهيل عملية الفرز لاحقا بالمطارح.

اقرأ أيضا