رواد / قياديونفطومة الجراري بنعبد النبي.. ناشطة متفانية في الدفاع عن قضايا التنمية المستدامة

رواد / قياديون

29 ديسمبر

فطومة الجراري بنعبد النبي.. ناشطة متفانية في الدفاع عن قضايا التنمية المستدامة

الرباط – فطومة الجراري بنعبد النبي ناشطة متفانية في الدفاع عن قضايا التنمية المستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية، عبر جمعيتها “الأرض والإنسانية المغرب”.

بعد سنوات عديدة من العمل الدؤوب، اكتسبت السيدة الجراري بنعبد النبي سمعة مدافعة شرسة عن الفلاحة الإيكولوجية، وهو نظام إنتاج فلاحي يعتمد على الخصائص الوظيفية التي توفرها الأنظمة البيئية، إذ تقلص هذه التقنية من حجم الضغط على البيئة وتحافظ على الموارد الطبيعية مع الإبقاء على قدرات التجديد الخاصة بها.

وأبرزت السيدة الجراري بنعبد النبي ذات التكوين السوسيولوجي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ولوجها إلى عالم الفلاحة الإيكولوجية كان منذ حوالي عقدين من الزمن. وكان اهتمامها “بمخاطر التصحر التي تهدد بعض المناطق المغربية”، دافعا قويا للإيمان بضرورة التحرك من أجل جلب الاهتمام للحفاظ على الموارد الطبيعية والضرورة العاجلة لاعتماد مبادئ التنمية المستدامة.

وأشارت إلى أن هذا الأمر كان وراء فكرة المشاركة في تأسيس حركة “الأرض والإنسانية المغرب” إلى جانب الشخصية البارزة في ميدان الفلاحة الإيكولوجية بفرنسا بيير رابحي، من أجل إرساء قواعد مقاربة إنسانية وفلاحية ترتكز على “احترام الطبيعة لضمان استمراريتها”.

وتقول هذه الناشطة في مجال البيئة “من واجبي احترام الطبيعة والإقرار بفضلها واستعمالها بكيفية معقلنة لأنني لست خالدة”.

وأبرزت أن احترام الطبيعة يؤدي بالضرورة إلى التنمية المستدامة، التي تعتبر “مسؤولية الجميع”، مشيرة إلى ضرورة التفكير الجماعي حول سبل المحافظة على الموارد الطبيعية، المسؤولة عن رفاهية عيش الإنسان.

وشددت على أنه “ليس من مصلحتي أن أسيء التعامل مع الطبيعة، لأنني أسيء بذلك الإنسان الذي أمثله”، مبرزة أن الإضرار بالطبيعة ستكون له تداعيات بالغة على الأجيال المستقبلية.

وأضافت “لا أستطيع تصور مشروع تنموي لا يحترم الطبيعة، لأنه لن يكون مستداما”، بل قد يؤدي إلى حالة عدم الاستقرار من خلال التسبب في انعدام الأمن الغذائي أو التصحر، سواء البشري أو الطبيعي”.

وحول مهمتها، تؤكد فطومة الجراري أن النضال البيئي لايجب أن ينحصر فقط على “منصة لإعطاء الدروس”، لأنه قد يتجلى أيضا عبر “الانبهار والإعجاب أمام الطبيعة التي وهبنا إياها الخالق”.

وعلى رأس جمعيتها، تقود السيدة الجراري بنعبد النبي مبادرات الفلاحة الإيكولوجية داخل المغرب (مزرعة بمساحة هكتارين بجماعة سيدي بوبكر)، وقرية ايكولوجية (كرمة بنسالم بمولاي ادريس زرهون)، ومشروع “نساء البذور” الرامي إلى تزويد النساء بالخبرة الكافية من أجل إنتاج بذور تقليدية، ومشروع التنمية للإدماج الإقتصادي لدوار الحرش بدار بوعزة.

ولضمان استدامة هذه المبادرات، تقترح الجمعية أيضا تكوينات لمنشطي الفلاحة الإيكولوجية لضمان نقل هذه المعارف للساكنة القروية ومساعدتها في اعتماد ممارسات فلاحية جيدة، تحترم البيئة وتحمي الموارد.

وأبرزت أنه من خلال اكتشاف مبادئ الفلاحة الحضرية والفلاحة الايكولوجية، تسعى السيدة الجراري بنعبد النبي إلى تحسيس الشباب وتأطيرهم.

ولأن الممارسة الفلاحية الايكولوجية موجهة نحو تحقيق مستقبل أفضل، دعت الناشطة في مجال البيئة إلى “الاستثمار في المستقبل”من خلال تزويد المدارس بحدائق وإحداث أنشطة للأطفال من أجل “مصالحتهم مع الطبيعة” وفتح أبواب “الانبهار بالطبيعة” أمامهم.

اقرأ أيضا