مبادراتأربعة أسئلة لعالم بيولوجيا الحفريات والجيولوجي المغربي عبد الرزاق الألباني

مبادرات

22 يناير

أربعة أسئلة لعالم بيولوجيا الحفريات والجيولوجي المغربي عبد الرزاق الألباني

— أجرى الحوار: ادريس تكي–

باريس – خص عالم بيولوجيا الحفريات والجيولوجي المغربي، عبد الرزاق الألباني، الأستاذ بمعهد كيمياء الأوساط والمواد ببواتيي (جامعة بواتيي/المركز الوطني للبحث العلمي)، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار، بمناسبة تمكن فريق دولي من الباحثين تحت إشرافه، من القيام باكتشاف غير مسبوق لحياة ميكروبية يعود تاريخها إلى 570 مليون سنة بجهة ورزازات.

وفي هذا الحوار، يتطرق الخبير المغربي، على الخصوص، لأهمية هذا الاكتشاف من أجل مستقبل البحث في هذا المجال بالمغرب وفي العالم، ويدعو إلى تثمين المواقع الجيولوجية في المملكة، قصد جعلها تتبوأ مكانتها بين الدول الرائدة في هذا المجال.

-بخصوص هذا الاكتشاف غير المسبوق، ما هي القيمة المضافة التي تقدمها للبحث العلمي ؟

إنها إضاءة كبيرة للبحث بشكل عام وللبحث في المغرب بشكل خاص، والتي ستتيح إنشاء شبكة تعاون متعددة التخصصات، شاملة ومنفتحة على العالم. وسيساعد هذا البحث أيضا في فهم أصل الحياة على كوكب الأرض، حتى عندما كانت الظروف قاسية. إلى جانب ذلك، فهو تشبيه أرضي ممتاز للبحث عن حياة بسيطة يحتمل وجودها على كواكب أخرى، ما يفسر الاهتمام الذي توليه وكالة “ناسا” للموقع الذي تم به هذا الاكتشاف في منطقة ورزازات.

-ما هي الأهمية التي يكتسيها هذا الاكتشاف العلمي بالنسبة للمغرب ؟

في قلب هذا المشروع، ينبغي تثمين عمل طلاب الدكتوراه والباحثين الشباب، من خلال مشاريع دكتوراه أو لما بعد الدكتوراه جيدة التنسيق والتأطير. وسيكون بوسع المغرب بعد ذلك المنافسة بجدية على مستوى القارة الإفريقية، علما أن جنوب إفريقيا تعد في الوقت الراهن رائدة بهذا الخصوص، لكن المملكة ستكون قادرة أيضا على التموقع في الساحة العالمية.

آمل أن يمكن هذا الاكتشاف، بمساعدة سلطات البلاد، من وضع هذا الموقع على القائمة الإرشادية للتراث العالمي لليونسكو. وسيسمح هذا أيضا للمغرب بالاستفادة من المنظور الجيو-سياحي والثقافي، باعتباره إضاءة وازنة للمنطقة والبلاد، نظرا لندرة مثل هذه المواقع عبر العالم.

-يضم المغرب عددا من المواقع ذات الأهمية العلمية الكبيرة، والتي أحيانا ما تكون غير معترف بها أو مهجورة، ما هي الإجراءات التي توصون بها من أجل تثمينها ؟

بالفعل. لقد عدت للتو من مهمة ميدانية تمكنت خلالها من اكتشاف مواقع أخاذة. لعل الأمر الصعب هو أن عددا قليلا فقط من الجامعات الأجنبية (من خارج أوروبا) تستفيد من ذلك. مع العلم أنه لا يوجد نقص في الموارد الفكرية بالمغرب، أتمنى أن أكون قادرا، من موقعي المتواضع، على تعزيز البحث العلمي في إطار مشروع تعاون بين فرنسا وعلى وجه الخصوص جامعة بواتيي، وهي واحدة من أقدم الجامعات الأوروبية التي تأسست سنة 1431، والمركز الوطني للبحث العلمي والمغرب. حيث يتمثل الهدف الرئيسي في جعل البحث جذابا ومتاحا للجميع. يبدأ تثمين وحماية موقع جيولوجي من خلال إصدارات رفيعة المستوى وأعمال بحثية متينة قائمة على تكوين الشباب. إنهم المستقبل… تثمين موقع ما يعني أيضا حماية والحفاظ على تاريخ البشرية.

-ما هي مشاريع فريقك المستقبلية في المملكة ؟

لدي الكثير من المشاريع والأفكار من أجل المغرب، على اعتبار أنه بلد استثنائي وغني من حيث موروثه وشبابه. أشدد على ضرورة دعم طلاب الدكتوراه لأنهم يمثلون العمود الفقري ومستقبل بلدي. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى موارد بشرية ومالية. اليوم نتوفر على دعم ثمين من أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات وكذا منطقة نوفيل آكيتين في فرنسا. بدون هذه الدعم، لن يكون هناك شيء ممكن. أود أن أشير إلى أن البحث الأساسي يحتاج إلى الدعم على جميع المستويات، لكن ذلك ينبغي أن يمر أولا عبر إصلاحات بنيوية وعميقة من أجل جعلها مؤثرة للغاية وتنافسية على المستوى الدولي. وفي مقابل ذلك، سيمر قطار التطوير ولن ينتظر أحدا. أود أن أشير إلى أنه من دون تشجيعات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، “الشغوف” بالعلوم، لم يكن المشروع الذي أشرف عليه بالقرب من ورزازات ليؤتي ثماره أبدا. فباسم فريقي، أود أن أعرب لجلالته عن كامل إجلالي وخالص شكري.

اقرأ أيضا