أخبارالسيارات الكهربائية .. إيطاليا تطمح إلى التربع على عرش السوق الأوروبية

أخبار

09 نوفمبر

السيارات الكهربائية .. إيطاليا تطمح إلى التربع على عرش السوق الأوروبية

روما – تسعى إيطاليا إلى التربع على عرش السوق الأوروبية للسيارات الخضراء من خلال اعتماد خطط طموحة وتنظيم معارض ترويجية وطنية ودولية، لكن طموحها يواجه تحديات استعمال المركبات الكهربائية على نطاق واسع بالبلاد، وذلك رغم التطور التقني والتكنولوجيات الهندسية التي ابتكرت أفضل المحركات وأكثرها مرونة وقوة.

أبرز خطة تبنتها الحكومة الإيطالية، خلال الستة أشهر الأخيرة لبلوغ هذا الهدف، هي تلك المتعلقة بتسويق مليون سيارة كهربائية في البلاد و أضعاف هذا الرقم في أوروبا، وهو ما قد يكلف الدولة تحفيزات قدرها 10 مليارات دولار.

هذه الجهود بدأت تعطي ثمارها، إذ كشفت بيانات للجمعية الأوروبية لصناعة السيارات، أن الإيطاليين اشتروا حوالى 2600 سيارة كهربائية العام الماضي، من أصل 2 مليون سيارة تم بيعها إجمالا.

وحسب صحيفة (لاريبوبليكا) فإن مبيعات السيارات الخضراء، تتزايد يوما بعد يوم في صفوف الإيطاليين من مختلف الفئات العمرية ، إذ ارتفعت بنسبة 167 في المائة خلال شهر أكتوبر الماضي، بعد أن شهد سوق السيارات ركودا في الأشهر الماضية.

وأضافت اليومية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن استطلاعا للرأي شمل عينة تضم 100 الف مستهلك أوروبي أظهر أن إيطاليا تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المشترين للسيارات الخضراء بنسبة 60 في المائة، لكن بالنسبة لخبراء اقتصاديين يظل ذلك غير كاف لكسب رهان التميز في ظل نقص البنيات التحتية الخاصة بعربات صديقة للبيئة ارتفاع تكاليفها.

والواقع أن قلة محطات الشحن تشكل العائق الأكبر لشراء سيارة كهربائية، إذ يخشى ستة من أصل عشرة إيطاليين تقريبا من عدم وجود نقاط إعادة الشحن” كافية ، لاسيما في الأماكن التي يتم التردد عليها ، إضافة إلى ضعف التحفيزات الاقتصادية.

وبحسب الصحيفة فإن الاقتراحات الكفيلة بتوسيع نطاق استعمال السيارات الخضراء أكثر تتمثل في عرض تحفيزات متنوعة لشراء سيارة كهربائية”، ثم التزام الحكومة “بتثبيت محطات شحن في مواقف السيارات بجميع المحلات التجارية الكبرى.

وسبق أن وقعت وزارة البيئة الإيطالية في نهاية سنة 2017 مذكرة تفاهم مع شركة (إنيل) العالمية منتجة وموزعة للكهرباء والغاز، و تنص على تركيب 250 محطة شحن في العديد من مواقف السيارات بمختلف أنحاء إيطاليا.

وبالنسبة لخبراء في هذا المجال فإن بناء محطات الشحن الأولى على الطرق السريعة من شأنه تبديد المخاوف و الضبابية المحيطة بصناعة السيارات الكهربائية، وذلك بمساعدة الاتحاد الأوروبي و التعاون بين الدول التي تريد التخلص في أسرع وقت من العربات التي تعمل بالديزل.

كما أعلنت عمدة روما فرجينيا راغي، مؤخرا عن قرار حظر السيارات التي تعمل بالديزل ابتداء من عام 2024، وعلى نفس الخطى تمضي مدن إيطالية في وضع مخططات من أجل مستقبل خال من الديزل من بينها ميلانو و فيرونا .

وبالموازاة مع جهود إيطاليا، قررت المفوضية الأوروبية بناء 180 محطة لشحن السيارات الكهربائية على أراضي ثماني دول بأوروبا ، إذ بفضل هذه الشبكة الجديدة من محطات الشحن ستتمكن السيارات الخضراء من عبور القارة من شمال النرويج إلى مضيق “ميسينا” جنوب إيطاليا من دون أي انقطاع في الطاقة الكهربائية.

و من المتوقع أن يكون عدد محطات الشحن الكهربائية على الطرقات الأوروبية السريعة 180 محطة، وستبلغ المسافات بين المحطة والأخرى ما بين 120 إلى 180 كيلومترا بقوة شحن كهربائي تصل إلى 150 كيلوواط في كل محطة، مع إمكانية رفعها إلى 360 كيلوواط تدريجيا.

تزايد الإقبال على السيارات الخضراء والرغبة في اكتشاف مزاياها و عيوبها ، خلق أيضا نقاشا علميا دوليا و زاد الحاجة إلى تعميق البحث و الدراسات حول مدى صحة أثرها البيئي الإيجابي و كيفية التخلص من البطاريات التي يعمل بها محركها و العمر الافتراضي لهذه السيارات التي تتسابق الدول على ريادتها لكونها تبشر بمستقبل واعد وبإحداث ثورة جديدة وصديقة للبيئة في عالم النقل والتنقل.

 

(سهام توفيقي)

 

 

اقرأ أيضا