زوار الحدائق العجيبة لبوقنادل يستكتشفون فن تقطير النباتات العطرية
الرباط – كان زوار الحدائق العجيبة ببولقنادل ،يوم أمس الأحد، على موعد مع عبق الزهور و الروائح الطيبة، بمناسبة يالدورة الخامسة للتقطير التقليدي للنباتات العطرية.
وكان هذا الموقع الطبيعي الفائق الجمال، والذي يقع على بعد كلمترات من العاصمة،مشبعا في هذا اليوم المشمس ،برائحة عبقة للزهور والورود.
وفي جو عائلي،قدم المتطوعون من جمعية أصدقاء الحدائق العجيبة لبوقنادل عرضا لتقنيات استخلاص عن طريق التقطير لزهرة البرتقال المر وتويجة الزهرة ،وسط سعادة كبيرة للزوار الذين احتشدوا من أجل المتابعة .
وبواسطة هذه العملية التقليدية،يتم انتاج ماء الزهر في وعاء من النحاس يستوعب ما بين 2 و 10 كيلوغرامات من الزهور الطرية.
ويتكون هذا الوعاء من ثلاثة أجزاء وهي جزء سفلي به ماء ساخن ينتج البخار ويمر بالورود التي توجد داخل الجزء الثاني للاناء.
ويتم وضغ البخار المحمل بالزيت الضرورية بواسطة الماء البارد الموجود في الجزء العلوي للاناء قبل ان يتم استرجاع البخار في اناء أخر.
وقال نائب رئيس جمعية أصدقاء الحدائق العجيبة لبوقنادل ،السيد عبد اللطيف لحلو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا النشاط يروم احياء تقليد متأصل يعود الى فترة الوجود العربي بالأندلس وهو ذائع الصيت في المنازل القديمة للحواضر المغرببة، مضيفا أن هذا الطقس هو في حد ذاته احتفاء بمقدم فصل الربيع.
وأوضح أن ماء زهرة البرتقال المر مطلوب بكثرة لدى المغاربة وله استعمالات كثيرة، سواء في الطبخ الرفيع او التجميل .
ويتعلق الأمر، بمهارة عريقة تكتسي عملية نقلها واعادة احيائها أهمية بالغة، علما أن المرأة عبر الزمن كانت مصدر هذه المهارة .
وتروم الدورة الخامسة للتقطير التقليدي للنباتات العطرية، الى الحفاظ على هذه المهارة التي تعد ارثا غير ماديا وواثراء الجانب التنشيطي داخل فضاء الحدائق العجيبة.
ونظم هذا العرض في اطار البرنامج التربوي والتحسيسي للشباب من أجل حماية الطبيعة والذي وضعته مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في الحدائق العجيبة.
وأكد رئيس الحدائق العجيبة السيد براهيم حدان أن هذا النشاط يتوخى اطلاع التلاميذ والنساء وأعضاء الجمعيات على مختلف مراحل تقطير النباتات العطرية.
واوضح انه في هذه الفترة من السنة، والتي تصادف ازهار البرتقال المر،تكون طاقة النبتة افضل،مضيفا،أنها لحظة مميزة من أجل استخراج عطرها.
وتم خلال هذا اليوم الذي شارك فيه تلاميذ مؤسسات تعليمية من المنطقة، وكذا أعضاء عدد من الجمعيات ، تقديم قراءات شعرية أدتها أصوات نسائية مصحوبة بمقطوعات على الة العود.