أخبارالتأكيد على القيادة “المتبصرة” و”الاستثنائية” لجلالة الملك في مجال النجاعة الطاقية بواشنطن

أخبار

08 مايو

التأكيد على القيادة “المتبصرة” و”الاستثنائية” لجلالة الملك في مجال النجاعة الطاقية بواشنطن

بقلم فؤاد عارف

واشنطن – تم اليوم الاثنين بواشنطن منح الجائزة المرموقة “الشخصية المتبصرة في النجاعة الطاقية”، (إينيرجي إيفيسنسي فيزيوناري أوارد)، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تكريسا لقيادة جلالته “الاستثنائية” و”المتبصرة”، باعتباره صوت العالم قاطبة في الدفاع عن المناخ، وحماية البيئة، وتشجيع الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وهي من بين قضايا عدة استأثرت مبكرا باهتمام جلالة الملك.

وتحت قيادة جلالة الملك، كان المغرب، الوفي لالتزاماته في مجال المناخ، في مستوى وضع وتنفيذ سياسة وطنية مندمجة للحفاظ على هذا الملك المشترك، أي البيئة، ومكافحة آثار التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات الغازية المتسببة في الاحتباس الحراري بنسبة 32 في المئة في أفق عام 2030. ضمن هذا الإطار أطلق المغرب سلسلة من المبادرات بهدف الانخراط بحزم في الاقتصاد الأخضر، خاصة عبر المصادقة على الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، واستراتيجية النجاعة الطاقية، وتحرير قطاع الطاقات المتجددة.

ووفق هذا المنظور، رفعت المملكة من سقف طموحاتها لتضع استراتيجية وطنية تروم زيادة مساهمة الطاقات المتجددة في القدرة الطاقية الوطنية إلى 52 في المئة في أفق عام 2030، وذلك من خلال العديد من المشاريع الضخمة في الطاقات النظيفة، خاصة حقول الطاقة الشمسية والريحية.

وكان المؤتمر الثاني والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، الذي انعقد بمراكش بين 7 و 18 نونبر 2016، بمثابة دفعة جديدة لتفعيل مشاريع ملموسة تزيد من مصداقية الالتزام الذي اتفق عليه المجتمع الدولي لتقديم حلول ملموسة للبلدان الهشة التي تعيش تحت تهديد التغيرات المناخية.

وأشار عدد من المراقبين بواشنطن إلى أن مصداقية التزام المغرب في إطار التعاون جنوب – جنوب، تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، تعتبر بالفعل عاملا موجها سيساعد على تحقيق أهداف مؤتمر “كوب 22”.

وأكد جيل كينيونيس، الرئيس المشارك لمجلس إدارة تحالف النجاعة الطاقية (آليانس تو سايف إنيرجي)، المنظمة لهذا المنتدى العالمي، أن “المغرب، الذي استضاف مؤتمر كوب 22 يتفرد بمقاربته المثالية في مجال الطاقة المتجددة، تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك”.

واعتبر أنه بفضل هذه الريادة الملكية، “كان المغرب في مستوى وضع استراتيجية شاملة مكنت من تحسين ملموس للنجاعة الطاقية بالمملكة، في طريق تحقيق الأهداف المسطرة في اتفاق باريس حول المناخ”.

وأضاف الرئيس المشارك لتحالف النجاعة الطاقية أنه “بالنظر لكل هذه المنجزات وللمقاربة التي اعتمدها المغرب في مجال النجاعة الطاقية، وهي المقاربة التي تتميز بطابعها المتوجه بعزم نحو المستقبل، يسعدنا ويشرفنا أن نمنح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس جائزة الشخصية المتبصرة في النجاعة الطاقية برسم عام 2017”.

وأشار جلالة الملك في رسالة ملكية بشأن قبول جلالته لجائزة “الشخصية المتبصرة في مجال النجاعة الطاقية”، والتي تلتها سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة، للا جمالة العلوي، إنه “ليشرفنا أن نتسلم هذه الجائزة المرموقة برسم السنة الجارية. وما حرصنا على قبولها، إلا دلالة على الاهتمام الكبير الذي نوليه لموضوع النجاعة الطاقية، في إطار رؤيتنا للتنمية السوسيو- اقتصادية، وبالنظر لدورها في مجال تعزيز الحقوق الأساسية للمواطنين، وحماية البيئة، والحفاظ على الصحة العامة، والحد من التبعية الطاقية وعقلنة ميزانية الدولة”.

وأضاف جلالة الملك أن “هذه الجائزة لتؤكد مجددا مكانة المملكة المغربية ضمن البلدان التي نجحت في تثمين قدراتها في مجال الطاقات المتجددة، عبر تطوير محطات للطاقة الشمسية، وحظائر للطاقة الريحية، ومحطات للطاقة الكهرومائية، وإدراج تدابير النجاعة الطاقية في جميع القطاعات الأساسية للاقتصاد المغربي”.

ولاحظ جلالة الملك أن “التحدي المطروح بشكل ملح على عالمنا اليوم، لا يتعلق بحدوث نقص في الموارد الطاقية، بقدر ما يتمثل في تعبئة الاستثمارات التي لا غنى عنها في هذا المجال”، لافتا إلى ان هذا “ما يجعل من الضروري تشييد البنيات التحتية الطاقية اللازمة وتطوير تكنولوجيات بديلة”.

لهذا، تابع جلالته، “تعمل المملكة المغربية، بشكل دائم، على التكيف باستمرار مع التحولات القادمة، بغية تأمين تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، والاستجابة بشكل مستدام لحاجياتها المتنامية من الطاقة. فتأمين التزود، وتوفير الطاقة، فضلا عن تحقيق النجاعة الطاقية والحفاظ على البيئة تشكل ركائز استراتيجيتها الطاقية”.

واعتبر جلالة الملك أن “النجاعة الطاقية تشكل اليوم، إلى جانب الطاقات المتجددة، ثورة جديدة في القطاع الطاقي، انطلاقا من التطور التكنولوجي الذي يؤمن ترابطا بين هذين المكونين. وذلك ما يقتضي إدماجهما وأخذهما بعين الاعتبار في القرارات المتعلقة بالاستثمار وبالخيار التكنولوجي في مجمل القطاعات الأساسية، وذات الاستهلاك الكبير للطاقة، خاصة الصناعة، والبناء، والنقل، والإنارة العمومية، والفلاحة”.

وجدد جلالته التأكيد على أن “التزامنا في هذا المجال يمتد إلى ما وراء التراب المغربي. وقد تجسد بشكل ملموس من خلال الأعمال والمشاريع التي أطلقناها، في إطار شراكات مربحة للجميع، خاصة مع البلدان الإفريقية الشقيقة”، لافتا إلى أن “هذا الالتزام كان ملحوظا بمناسبة قمة كوب 22، المنظمة بنجاح في مراكش، والتي تميزت بعقد قمة العمل الإفريقية بمبادرة منا، بهدف تحقيق الانسجام في عمل القارة لصالح تنمية منخفضة الكربون”.

وخلص صاحب الجلالة إلى أننا “نجدد التأكيد على التزامنا الدائم على المستوى الوطني، والإقليمي، والقاري، ببذل كل الجهود لتشجيع مناخ للتنمية المستدامة للنجاعة الطاقية، والطاقات المتجددة، والابتكار التكنولوجي والمهن الخضراء عموما”.

اقرأ أيضا