جهاتالرشيدية .. الدعوة إلى اعتماد الالتقائية في مجال تدبير الموارد المائية في الوسط الواحي

جهات

11 مايو

الرشيدية .. الدعوة إلى اعتماد الالتقائية في مجال تدبير الموارد المائية في الوسط الواحي

الرشيدية – دعا المشاركون في ندوة عن بعد، اليوم الثلاثاء، حول انطلاق مشروع التدبير المندمج للموارد المائية بالوسط الواحي بواحة فركلة بإقليم الرشيدية، إلى اعتماد الالتقائية في التدابير والسياسات الوطنية الترابية في مجال تدبير الموارد المائية بالوسط الواحي.

وأبرز المشاركون خلال هذه الندوة، التي نظمتها جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، أهمية تطبيق مقاربة تشاركية في تدبير الموارد المائية على مستوى الواحات من أجل الحفاظ عليها وعلى النظام الإيكولوجي.

وبالمناسبة، دعا رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، السيد عبد الرحيم كسيري، إلى ضرورة المراجعة المستمرة لنموذج تدبير الموارد المائية في الوسط الواحي، مع تبني الالتقائية في السياسات الوطنية والترابية.

وأشار إلى ضرورة ضمان التنسيق بين الإجراءات الحكومية وغير الحكومية في هذا المجال، بهدف الحصول على نتائج ذات تأثير ملموس على سكان الواحات والبيئة.

من جهته، ذكر والي جهة درعة تافيلالت، وعامل إقليم الرشيدية، السيد يحضيه بوشعاب، بأن المشاكل التي تعيشها الواحات بشكل عام ترجع إلى عنصرين أساسيين، هما التغيرات المناخية التي تفرض ضغوطا مائية متزايدة، والتحولات التي يشهدها النموذج الاقتصادي لهذه المناطق.

وتطرق السيد بوشعاب إلى قضية تدبير الموارد المائية في الوسط الواحي، داعيا إلى تضافر جهود جميع المتدخلين في هذا المجال من أجل إبراز النتائج التي يتم تحقيقها.

وأكد ضرورة تضافر جهود شركاء مشروع “التدبير المندمج للموارد المائية بالوسط الواحي بواحة فركلة بإقليم الرشيدية” بغية تحقيق أهداف هذه المبادرة، لا سيما ضمان الاستدامة والمحافظة على هذا التراث الإنساني المتمثل في الواحات.

من جانبه، أكد رئيس قسم التنمية الاقتصادية والبيئة والبنيات التحتية لدى مفوضية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، السيد أنطوان سانترانت، أن موضوع تدبير المياه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لجميع النظم البيئية في المملكة، لا سيما تلك الخاصة بالواحات.

وقال إن المشروع الذي تم إطلاقه على مستوى واحة فركلة (الرشيدية) وأكنان (طاطا) يندرج في إطار طلب مقترحات أطلقه الاتحاد الأوروبي في مجال تدبير الموارد المائية في حوض البحر الأبيض المتوسط.

وشدد على أن أهمية هذه الدعوة تكمن في القدرة على تعميم تبادل الخبرات، معتبرا أنه من المهم أن يتم تطبيق الدروس المستخلصة من مشروع التدبير المندمج للموارد المائية بالوسط الواحي بالواحتين ضمن مبادرات أخرى في المغرب أو في بلدان أخرى حول البحر الأبيض المتوسط.

وأشار المدير الجهوي للفلاحة لجهة في درعة تافيلالت، السيد سعيد أقريال، إلى أن هذا المشروع له أهميته الكبرى، خاصة في الوسط الواحي الذي يتميز بقلة هطول الأمطار والتبخر الشديد للمياه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، لاسيما خلال فصل الصيف.

وأبرز أن هذا الوضع يؤدي إلى استغلال كبير للمياه الجوفية، موضحا أن هذا المشروع يضاف إلى ما أنجز أو يتم إنجازه في الجهة من قبل الإدارات العمومية المعنية بتدبير الموارد المائية.

يذكر أن مشروع “النهوض بالتدبير المندمج للموارد المائية في الأوساط الواحية”، الذي سيمتد على مدى ثلاث سنوات بواحتين نموذجتين، هما واحة فركلة بإقليم الرشيدية وواحة أكنان بإقليم طاطا، يتبنى مقاربة تجمع بين الأمنين المائي والغذائي وتحقيق التنمية المستدامة، لمواجهة الوضعية المقلقة للواحات، وذلك في سياق مساهمتها في المجهودات المبذولة من طرف مختلف الفاعلين، للمحافظة على واحات الجنوب المغربي.

ويتوخى المشروع إرساء مقاربة تشاركية للتدبير المندمج للموارد المائية بهاتين الواحتين، وتسهيل تملكه الفعلي والمستدام من طرف الساكنة من خلال وضع مخططات عمل، وتنظيم أنشطة نوعية، بغية تقليص الهجرة القروية في فئة الشباب الواحي، عبر تشجيع مبادرة إنشاء مقاولات في مجال الماء والتطهير الصحي وإنجاز مشاريع تنموية أخرى.

ويعتبر واضعو المشروع أن الواحات بالمغرب، التي تحتل مساحة مهمة لا يستهان بها، تمثل فضاء تلاق وتوازن لقرون، بين منظومات مائية بموارد نادرة وثمينة من جهة، والساكنة التي تتميز بغنى تراثها اللامادي ورأسمالها القيمي والاجتماعي وبثقافة تدبيرية للماء والفلاحة والرعي جعلتها تعيش في تناغم وانسجام مع وسطها الإحيائي.

اقرأ أيضا