أحداثاليوم العالمي للمياه .. الاستدامة المائية آلية أساسية لمكافحة تغير المناخ‎

أحداث

familles
22 مارس

اليوم العالمي للمياه .. الاستدامة المائية آلية أساسية لمكافحة تغير المناخ‎

(محمد إدسيموح)

الرباط – باتت مسألة تدبير المياه وظاهرة الاحتباس الحراري من القضايا المفصلية في ما يتصل بحاضر المنظومة البيئية ومستقبلها. وحيث أن الأمم المتحدة لا تفوت أي فرصة سانحة للتوعية بالتهديد الذي تواجهه الموارد المائية، وكذا تداعيات التغير المناخي على مختلف مناحي الحياة، فقد اغتنمت ذكرى اليوم العالمي للماء لتطرح سؤال “المياه وتغير المناخ”، وذلك قصد التأكيد على الترابط الوثيق بين المسألتين.

وتشكل هذه الذكرى مناسبة للوقوف عند التدابير الكفيلة بتحقيق الاستدامة المائية، علاوة على أهميتها في رفع الوعي بأهمية الاستخدام المستدام للمياه بغية تلافي أزمة الندرة وما يترتب عنها من اضطرابات بيئية واقتصادية وسياسية واجتماعية.

ويتأطر شعار هذه السنة ضمن ثلاثة محاور أساسية، تتمثل في دعوة واضعي السياسات المناخية إلى وضع قضية المياه في صلب خطط العمل، والتعريف بأهمية الاستخدام المستدام للمياه في مكافحة تغير المناخ، والتوعية بدور الأفراد في مكافحة تغير المناخ عن طريق اتباع خطوات بسيطة.

كما تروم هذه الفعالية دعم الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يسعى لضمان توافر وإدارة مصادر المياه وخدمات الصرف الصحي واستدامتها للجميع بحلول عام 2030، ويوضح هذا الهدف الارتباط الجوهري لتوصيل إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي بتغير المناخ وإدارة موارد المياه وندرتها وجودتها.

وحسب إحصائيات لمنظمة الأمم المتحدة، يفتقر نحو 2,2 بليون نسمة من سكان العالم إلى مياه الشرب المأمونة، ونحو 4,2 بلايين نسمة إلى خدمات الصرف الصحي الملائمة. ويتوقع أن تزداد هذه الأرقام سوءا من جراء آثار تغير المناخ.

وفي رسالة بمناسبة اليوم العالمي للماء، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتريش، أن الموارد المائية تواجه اليوم تهديدا غير مسبوق، مشيرا إلى أنه بحلول سنة 2050، سيواجه ما بين 3,5 و 4,4 بلايين نسمة محدودية في إمكانية الحصول على المياه، وسيكون أكثر من بليون نسمة من هؤلاء من قاطني المدن.

وأبرز غوتيريش أن التركيز سينصب هذه السنة على سؤال “المياه وتغير المناخ” لأن 2020 تعد سنة مفصلية سيتحدد على ضوئها مصير العمل المناخي، موضحا أن ” الماء هو المادة الأساسية التي نستوعب بواسطتها آثار الاضطراب المناخي، ابتداء من الظواهر الجوية القصوى، كالجفاف والفيضانات، وصولا إلى ذوبان الجليد وتسرب المياه المالحة وارتفاع مستويات سطح البحر”.

واعتبر أن الاحتباس الحراري والاستخدام غير المستدام للموارد المائية سيؤديان إلى حدوث تنافس غير مسبوق على المياه، مما سيفضي إلى تشرد ملايين البشر، علاوة على آثارهما السلبية على الصحة والإنتاجية، ومساهمتهما في مضاعفة الأخطار الناجمة عن القلاقل والنزاعات.

الحل واضح، يضيف المسؤول الأممي، يجب أن نقوم على وجه السرعة بزيادة الاستثمارات في مستجمعات المياه الصحية والبنى التحتية المائية، مع إجراء تحسينات جذرية على صعيد كفاءة استخدام المياه، فضلا عن توقع المخاطر المناخية والتعامل معها على كل مستوى من مستويات إدارة المياه، وتكثيف الجهود لتعزيز قدرة الأشخاص المتضررين من الاضطراب المناخي على الصمود والتكيف.

ودعا كل الجهات المعنية إلى زيادة إجراءاتها المتخذة على صعيد العمل المناخي والاستثمار في تدابير التكيف القوية الكفيلة بتحقيق الاستدامة المائية، وكذا من خلال الحد من الاحتباس الحراري بحيث لا يتجاوز 1,5 درجة مئوية.

وعلى صعيد آخر، غادرت قضية تغير المناخ دائرة الظواهر البيئية الصرفة لتلج عالم الاقتصاد والسياسة، وذلك راجع إلى اصطدام مصالح البيئة والاقتصاد في ما يتصل بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة.

ولأن ظاهرة الاحتباس الحراري مقرونة باختلال التوازن المائي، فإن الوضع يستلزم مراعاة الأهداف المستدامة وتعزيزها خلال مؤتمرات الأمم المتحدة لتغير المناخ، وتقديمها على المسارعة في تحقيق المكاسب الاقتصادية.

اقرأ أيضا