جهاتسبخة إمليلي.. فضاء إيكولوجي متميز بجهة الداخلة – وادي الذهب

جهات

Dakhla
20 فبراير

سبخة إمليلي.. فضاء إيكولوجي متميز بجهة الداخلة – وادي الذهب

الداخلة  –  تشكل “سبخة إمليلي”، إحدى المناطق الرطبة الأكثر شهرة بالمغرب، فضاء إيكولوجيا فريدا يعكس غنى وتنوع المجال الطبيعي بجهة الداخلة – وادي الذهب.

وتعتبر هذه السبخة من بين المناطق ذات الأهمية البيئية على الصعيد الدولي، بالنظر إلى قيمتها كمجال صحراوي يزخر بتنوع بيولوجي مهم، مما يؤهلها لأن تشكل مستقبلا إحدى الدعامات الأساسية للتنمية المستدامة بالجهة.

وتمتد “سبخة إمليلي”، التي يصل طولها إلى 13 كيلومتر، وعرضها الأكبر إلى 2.5 كيلومتر، وعمقها ما بين 0.4 و4.6 أمتار، على مساحة تقدر بنحو 20 كيلومتر مربع، وبنسبة ملوحة تتراوح ما بين 24 و350 غرام/لتر.

فعلى بعد حوالي 130 كيلومتر جنوب شرق مدينة الداخلة، جوهرة الجنوب المغربي، تتراءى للزائر عشرات الجيوب المائية الدائمة في هذه السبخة، والتي ساهمت في تشكل أحد الأصناف النادرة من المناطق الصحراوية الرطبة حول العالم.

وتضم السبخة، في جهتها الشمالية، أزيد من 160 من الجيوب المائية الدائمة التي تزخر بأعداد هائلة من الأسماك من نوع “تيلابيا غينيا” المتواجد بمنطقة غرب إفريقيا جنوب نهر السينغال، بالإضافة إلى أنواع أخرى من النباتات والحيوانات التي تتواجد بالمنطقة.

ويبرز تفرد “سبخة إمليلي” في تواجدها بمنطقة ذات مناخ صحراوي جاف، حيث لا يتجاوز معدل التساقطات 30 ميلمتر في السنة وبدون انتظام، إلا أن جيوبها المائية تحافظ على نفس الكميات المائية الموجودة بها بشكل دائم.

وينضاف إلى هذا التفرد تميز آخر يتمثل في تواجد أسماك تعيش بشكل معزول داخل الجيوب المائية للسبخة، ما جعل شكلها ولونها وحجمها يتغير ليتلاءم مع خصائص هذا الوسط الطبيعي (ملوحة عالية وحرارة مرتفعة). وبالمقابل، تضم الجيوب المائية الخالية من الأسماك أصنافا أخرى من النباتات والقشريات والزواحف والثدييات والطيور.

وقال المنسق الجهوي للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة بجهة الداخلة – وادي الذهب، السيد محمد يداس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الائتلاف يعمل، عبر العديد من المنصات، على التوعية والتحسيس بأهمية “سبخة إمليلي”، لكونها حاضنة لتنوع بيولوجي مهم ومناظر طبيعية خلابة، وباعتبارها فضاء صحراويا هشا يتعين حمايته والمحافظة عليه.

وأشار، في هذا الصدد، إلى أن النسيج الجمعوي البيئي بجهة الداخلة – وادي الذهب سجل العديد من الممارسات السلبية للزوار والسياح في حق “الجيوب المائية” التي تضمها السبخة، في تجاهل كبير لوجود لافتات تمنع منعا كليا رمي الأزبال أو السباحة فيها.

واعتبر السيد يداس أن “هذه الممارسات غير المبررة من شأنها إلحاق الضرر بمخطط التنمية المستدامة في جهة الداخلة – وادي الذهب، والذي يسعى إلى تثمين كافة المؤهلات الطبيعية والإيكولوجية المحلية كنقطة جذب رئيسية للسياح”.

وأكد على ضرورة توحيد جهود جميع المتدخلين، من سلطات عمومية ومؤسسات منتخبة وفعاليات جمعوية وهيئات إعلامية، من أجل المحافظة على هذه المنطقة الرطبة كمحمية تحظى بتصنيف “رامسار”، فضلا عن تكثيف وصلات إشهارية وحملات للتوعية والتحسيس بأهمية الاستفادة منها من دون الإضرار بها.

وأشار إلى أن كلا من جمعية “الطبيعة مبادرة” ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط والسلطات المحلية عملت على دراسة هذه السبخة وإدراجها ضمن المحميات الطبيعية الدولية، بهدف إعطاء هذا الموقع الإيكولوجي القيمة التي يستحقها.

وخلص السيد يداس إلى أن العناية بهذه المنطقة الرطبة وتثمينها على نحو أمثل، من شأنه تعزيز استغلال مثل هذه المؤهلات الطبيعية كرافد من روافد التنمية المحلية المستدامة بجهة الداخلة – وادي الذهب.

وبإدراج “سبخة إمليلي” ضمن لائحة المناطق الرطبة ذات الأهمية الإيكولوجية على الصعيد الدولي، وفقا لاتفاقية المناطق الرطبة “رامسار”، يرتفع عدد المواقع الإيكولوجية المغربية التي تم تسجيلها ضمن قائمة “رامسار” إلى 26 موقعا على مساحة إجمالية تبلغ 274 ألف و286 هكتار.

وتجدر الإشارة إلى أن قائمة المناطق الرطبة ذات الأهمية الإيكولوجية تم إحداثها وفقا لاتفاقية المناطق الرطبة (رامسار 1971)، وبموجبها تكتسب المناطق الرطبة المدرجة ضمن هذه القائمة وضعا جديدا على الصعيدين الوطني والدولي، باعتبارها خزانا طبيعيا وإيكولوجيا بالنسبة للبشرية جمعاء.

   (سعد أبو الدهاج)

 

اقرأ أيضا