مقال مميزقمة كوكب واحد.. المغرب فاعل نشيط وديناميكي في مجال مكافحة التغيرات المناخية

مقال مميز

12 ديسمبر

قمة كوكب واحد.. المغرب فاعل نشيط وديناميكي في مجال مكافحة التغيرات المناخية

(أمينة بلحسن)

باريس – باحتضانه لمؤتمر (كوب 22) سنة 2016 وتولي رئاسته بفعالية،يتموقع المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بدون شك كفاعل ديناميكي في مجال مكافحة التغيرات المناخية، عبر انخراطه بحس عال من المسؤولية في مختلف المبادرات الرامية الى تعبئة الطاقات والوسائل في هذا الميدان.

وتبرهن المشاركة المنتظرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في القمة العالمية حول المناخ (وان بلانيت ساميت) التي تفتتح اليوم الثلاثاء، بما لا يدع مجالا للشك على الاهمية الخاصة التي توليها المملكة لقضية المناخ، وللمكانة التي تحتلها التغيرات المناخية ضمن انشغالاتها.

وكان رئيس مؤتمر (كوب 22 ) صلاح الدين مزوار قد اكد مؤخرا ان “المغرب اطلق عبر المؤتمر الدولي للمناخ (كوب 22) جيلا جديدا من مؤتمرات المناخ موجهة نحو الفعل والالتزام والدعوة بقوة للتضامن”، مبرزا ان الامر يتعلق هنا ببناء “عالم جديد”.

واضاف انه اذا كان اتفاق باريس الموقع خلال مؤتمر (كوب 21 سنة 2015 ) وراء بروز ارادة دولية ، فان اتفاق مراكش شكل ترجمة ملموسة لهذا الطموح العالمي”.

وقال مزوار ايضا ان المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اولى اهمية قصوى لقضية المناخ، من خلال اعطائها دفعة جديدة، تجعل من الفعل والمقاربة الشمولية ركيزتيها الاساسيتين .

ومن اجل خدمة هذه القضية واصلت المملكة التزامها وانخراطها خارج رئاستها لمؤتمر المناخ، من خلال البرهنة على تعبئتها وتضامنها، و المساهمة بشكل ملموس في الجهود الرامية الى تحقيق مزيد من المكاسب في مجال التصدي للتغيرات المناخية .

ولاشك ان التقدم المحرز تحت الرئاسة المغربية لمؤتمر المناخ على صعيد قضية تمويل المناخ خاصة عبر “شراكة مراكش للعمل المناخي الشامل” ،تشكل في هذا الصدد انطلاقة بالنسبة لجزر فيجي التي تتولى منذ نونبر رئاسة مؤتمر (كوب 23 ) من اجل البحث عن وسائل جديدة وتحقيق شراكات مثمرة .

وتتوخى المرامي الفورية لهذه الشراكات كما هي محددة خلال الرئاسة المغربية، تسريع مبادرات المناخ للفترة ما بين 2017 و2020 عبر توحيد جهود الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين المنخرطين في مبادرات المناخ، حول ارضية واحدة من اجل تعبئة الطاقات وتقاسم النجاحات، والدروس والممارسات الفضلى.

وبالتالي فان الامر يتعلق بتفعيل اتفاق باريس،والاستفادة من التوصيات المنبثقة عن مؤتمر (كوب 22 ) الذي تمت الاشادة بنجاحه في تأكيد التزام البلدان الموقعة على اتفاق باريس، واتخاذ اجراءات ملموسة من اجل التقدم في تنفيذ خارطة الطريق التي تم اعدادها بمراكش.

فبالاضافة الى الحفاظ على التوافق المتعدد الاطراف المنصوص عليه في اتفاق باريس من اجل التقليص الملموس من انبعاثات الكربون، تضع رئاسة فيجي لمؤتمر المناخ ضمن اولوياتها مواصلة الزخم الذي خلقته العديد من المبادرات في مجال المناخ والتي تتطلب انخراط الجميع.

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ، ناصر بوريطة قد اكد في شتنبر الماضي بنيويورك انه “ليس أمام الإنسانية من خيار سوى العمل التضامني والمتناسق لكسر حلقة التدهور البيئي، والعودة إلى مسار يضمن حياة مستدامة للأجيال المقبلة على كوكب الأرض”.

واضاف الوزير في كلمة له خلال “القمة من أجل ميثاق عالمي للبيئة “عندما تطرح القضايا المرتبطة بالبيئة والمناخ، فإن الأمر لا يتعلق بإبداء التفاؤل أو التشاؤم، بل بالتصرف بسرعة والعمل على نحو جماعي لاستدراك الوقت الضائع”.

واوضح أن “إعلان مراكش أكد أن عزم المجتمع الدولي لا يجب أن يلين، وأن العمل لصالح المناخ على أساس الاتفاق التاريخي لباريس، لارجعة فيه”.

وتندرج قمة باريس حول المناخ ضمن هذه الاهداف ، وتتوخى على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس الى الرقي بالفعل الى مستوى الالتزامات، من خلال تبني مبادرات ملموسة تكون في مستوى الخطر الذي يهدد الكوكب.

وتطمح القمة التي اطلق عليها “قمة كوكب واحد” اشراك المالية العامة والخاصة عبر مبادرات وحلول ملموسة مبتكرة وتضامنية خاصة لفائدة بلدان الجنوب والسكان الاقل حظا.

وتأتي هذه القمة التي تنظم بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بتعاون مع الامم المتحدة والبنك العالمي، بعد سنتين على اتفاق باريس التاريخي حول المناخ ، كما تشكل امتدادا لمؤتمري (كوب 22 ) وكوب 23 ) الذين نظما سنتي 2016 و2017 ، على التوالي بكل من مراكش وبون.

ويشارك في هذه القمة الهامة عدد كبير من قادة الدول ، وفاعلون عموميون ومسؤولون حكوميون وجهويون ومنظمات غير حكومية وابناك ومقاولات ومواطنون ملتزمون بقضية المناخ عبر العالم.

اقرأ أيضا