مقال مميزمترو دبي.. وسيلة نقل حديثة تساهم في ترشيد الوقت والحفاظ على البيئة

مقال مميز

18 سبتمبر

مترو دبي.. وسيلة نقل حديثة تساهم في ترشيد الوقت والحفاظ على البيئة

(إبراهيم بنحمو)

أبوظبي – منذ اطلاقه عام 2009 ، يعرف مترو دبي تزايدا في عدد ركابه سنة تلو الأخرى حيث نقل في النصف الأول من العام الجاري أزيد من 103 ملايين راكب ليشكل بذلك أهم وسيلة للنقل العمومي بالمدينة تساهم في ترشيد الوقت والحد من التلوث وتكريس مفهوم البيئة النظيفة.

ويتوفر مترو دبي، الذي يعد أكبر نظام مترو في العالم يعمل بدون سائق وبطول 74.6 كيلومترا، وتطلب انجازه غلافا ماليا ناهز 28 مليار درهم (أزيد من 7.6 مليار دولار) ، على 49 محطة منها 9 تحت الأرض حيث تتوزع على خطين يغطيان مسارات ووجهات متعددة يتمثلان في الخط الأحمر بطول 52.1 كيلومترا والخط الأخضر الذي يمتد على 22.5 كيلومترا.

ويلتقي الخطان الأحمر والأخضر لهذا المشروع عند كل من محطة (الاتحاد) التي تعد أكبر محطة مترو في العالم تحت الأرض، وفقا لهيئة الطرق والمواصلات، ومحطة (برجمان)، الأمر الذي يتيح لمستعملي مترو دبي إمكانية التبديل بين الخطين عبر هاتين المحطتين.

ويتكون كل قطار من قطارات مترو دبي، التي تتميز بانتظام رحلاتها، من خمس عربات مكيفة بالكامل، تسع ل 650 راكبا، وتضم مقصورات خاصة للنساء والأطفال. وللولوج إلى محطات المترو يكفي اقتناءاحدى بطاقات “نول” التي تتوافر في أربع فئات هي الحمراء (رحلة واحدة)، والزرقاء (بطاقات خاصة)، والفضية والذهبية. أما الطلبة وكذا المسنون ممن تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر فيستفيدون من خصم يبلغ 50 في المائة من الرسوم، فيما يلج الأشخاص ذوو الإعاقة لخدمات المترو مجانا.

وقال المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات بدبي مطر الطاير، في تصريح صحفي، كشف فيه عن أعداد مستخدمي النقل الجماعي بالمدينة، إن مترو دبي بخطية الأحمر والأخضر نقل في النصف الأول من العام الجاري 103 ملايين و292 ألف راكب مقابل 100 مليون و558 ألف راكب في الفترة ذاتها من العام الماضي، حيث بلغ عدد مستخدمي الخط الأحمر 66 مليونا و862 ألف راكب، فيما بلغ عدد مستخدمي الخط الأخضر 36 مليونا و430 ألف راكب.

وأضاف أن مترو دبي، الذي أصبح جزءا من طبيعة الحياة في إمارة دبي والعمود الفقري لأنظمة المواصلات العامة، استحوذ على النسبة الأكبر من عدد مستخدمي وسائل النقل الجماعي بمعدل 37.17 بالمائة تلته سيارات الأجرة بنسبة 31.61 بالمئة ،فيما حلت حافلات المواصلات العامة في المركز الثالث بنسبة 27.4 بالمائة.

أما بخصوص العدد الاجمالي للركاب برسم سنة 2017 فقد نقل مترو دبي 200 مليون و75 ألف راكب مقارنة بنحو 191 مليوناً و300 ألف راكب في 2016 .

وتكشف هذه الارقام المسجلة خلال السنوات الثلاث الاخيرة أن مترو دبي، يحظى بإقبال كبير من لدن معظم فئات المجتمع، من عمال و موظفين، وطلاب المدارس والجامعات، وكذا السياح وزوار المدينة الذين يرون فيه الوسيلة الأرخص ثمنا والأسهل للتنقل ولزيارة مختلف المعالم التي تزخر بها إمارة دبي وكذا لانتظام رحلات قطاراته.

وبخلاف مشاريع مترو الانفاق في عدد من بلدان العالم، فمترو دبي وسيلة نقل مكشوفة تمر عبر جسور عالية حيث تجوب المدينة ذهابا وايابا في اتجاهين متعاكسين متوازيين مما يتيح للركاب، لاسيما الزوار والسياح، استكشاف معالم المدينة والانتقال بين محطات المترو التي تم تصميم مداخلها في تناسب مع النسيج العمراني والتراثي للمنطقة، كما أن بعضها يحمل اسماء مستوحاة من التراث العربي والطبيعة كمحطتي (ابن بطوطة) و(النخيل) مما جعل من مترو دبي وسيلة نقل عصرية بعبق التاريخ .

ومن جهة أخرى، يعرف مترو دبي اشغال توسعة حيث تم في هذا الصدد، نهاية شهر أكتوبر الماضي، إطلاق أعمال الحفر الأساسية في نفق مشروع “مسار 2020” الذي خصص له اعتماد مالي قدر بأزيد من 10 مليارات (أزيد من 2.7 مليار دولار ) درهم لتمديد الخط الأحمر للمترو من محطة “نخيل هاربر أند تاور” إلى موقع معرض إكسبو 2020 على طول 15 كيلومترا مع إقامة 7 محطات جديدة.

وتتوقع هيئة الطرق والمواصلات الانتهاء من كل الأعمال الخاصة بالنفق في شهر دجنبر 2018 و أعمال السكة الحديدية في “مسار 2020 ” في شهر يوليوز من عام 2019 على أساس بدء التشغيل التجريبي للمترو في شهر فبراير 2020.

ووفقا لتقارير إقتصادية ،سيتحول موقع معرض إكسبو 2020 بعد انتهاء الحدث إلى مدينة متكاملة تحمل اسم “دستركت “2020، وستضم مناطق سكنية تمتد على مساحة 65 ألف متر مربع، إلى جانب 135 ألف متر مربع من المساحات التجارية، علاوة على باقة من مرافق الابتكار والخدمات التعليمية والثقافية والترفيهية، ومركز للمعارض والمؤتمرات.

ويرى متتبعون بأن مترو دبي يعتبر من أبرز المشاريع الكبرى في الامارة، والذي راعت فيه هيئة طرق ومواصلات دبي عند تصميمه و إنشائه تطبيق معايير الحفاظ على البيئة، إذ يعتمد في تشغيله على الكهرباء، بصفتها طاقة نظيفة 100 بالمائة، معتبرين ان التركيز على هذه الطاقة، يسهم في تعزيز مفهوم المحافظة على المصادر الصديقة للبيئة والتي تلتزم بها دبي، كما سيساهم بشكل غير مباشر في الحد من تلوث الهواء جراء تقليص حدة الازدحام المروري الذي له تكلفة اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة.

اقرأ أيضا