جهاتالموقع البيولوجي والإيكولوجي (واد تيغزرت) بإقليم أسا الزاك قاطرة لتدبير مستدام للموارد الطبيعية

جهات

17 نوفمبر

الموقع البيولوجي والإيكولوجي (واد تيغزرت) بإقليم أسا الزاك قاطرة لتدبير مستدام للموارد الطبيعية

(إعداد: أحمد الكرمالي)

كلميم – تزخر منطقة لبطانة (دائرة الزاك) بإقليم أسا الزاك بمؤهلات ثقافية وطبيعية هائلة يكتنزها موقع (واد تيغرت) ذو الأهمية البيولوجية والإيكولوجية بالمنطقة.

ومن أجل استغلال ناجع للموارد المحلية الثقافية والطبيعية للمنطقة (شمس، مخزون مائي، سهول، واحات، نقوش صخرية)، بادرت المديرية الإقليمية للمياه والغابات بالإقليم إلى اعتماد استراتيجية لتثمين وتنمية موقع (واد تيغرت) وذلك عبر إعداد تصميم لتهيئة وإدارة هذا الموقع الإيكولوجي ليشكل نموذجا لاستثمار هذه المؤهلات وقاطرة للتدبير المستدام للموارد الطبيعية بالموقع وحماية تنوعه الطبيعي والمحافظة على المجال الحيوي بالمنطقة.

ويتميز هذا الموقع ، حسب دراسة تتعلق بإعداد تصميم لتهيئة وتدبير هذا الموقع تم تقديم نتائجها ، مؤخرا، على هامش عملية غرس 2500 شجيرة في إطار مبادرة المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر الرامية إلى غرس ما يزيد عن مليون شجرة في يوم واحد (السبت الماضي) على الصعيد الوطني ، بقيم تراثية تتمثل في تواجد أنواع حيوانية ونباتية لها أهمية بيئية عالمية ووطنية كبيرة، وتنوع في النظم الإيكولوجية .

كما يتميز هذا الموقع، الذي يقع بتراب جماعتي البيرات (لبطانة) وتويزكي، بقيم اقتصادية تتمثل في إمداد مربي الماشية في المنطقة بالماء وتوفير الكلء على طول السنة واستغلال النباتات العطرية والصيدلية والاستجمام، فضلا عن قيم ثقافية وطبيعية من مناظر طبيعية وتراث أثري وثقافي وتاريخي.

وتوقفت هذه الدراسة، بعد تشخيص للوضعية، على حجم الضغوطات والإكراهات التي تؤثر على التكامل الايكولوجي لهذا الموقع من قبيل تراجع أنواع وأعداد الوحيش نتيجة فترات الجفاف المتتالية، والقنص العشوائي، وتراجع الغطاء النباتي بسبب التفحيم، والرعي المفرط ، وتكاثر الحمير الوحشية.

ودعت الدراسة إلى صون الموارد الطبيعية للموقع واستدامة نظمه الايكولوجية وتثمين المنتوجات المتعلقة بالموروث الثقافي والطبيعي وخلق رؤية إيجابية لدى الفاعلين المعنيين بهدف المحافظة على الطبيعة .

وقد سطرت هذه الدراسة مجموعة أهداف للتدخل على المدى البعيد والمتوسط من أجل المحافظة والتدبير المستدام للموارد الطبيعية بالموقع، منها العمل على إيقاف تدهور النظم الايكولوجية، واعتماد مقاربة تشاركية ومندمجة في تدبير هذا الموقع ، وتحسين الحالة الراهنة للموروث الطبيعي وتنمية الطاقات المؤسساتية لتدبير الموارد الطبيعية، وكذا تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للساكنة المحلية والرحل .

ويمتد موقع (واد تيغزرت) على مساحة 21 ألف و730 هكتار (طوله 28 كلم وعرضه 5ر7 كلم) بمنطقة لبطانة جنوب حوض درعة ويقع داخل منخفض لبطانة بين جبل ورقزيز في الشمال وحمادات تندوف في الجنوب (إقليم أسا الزاك).

وتتواجد بالموقع ، حسب الدراسة، تشكيلات نباتية وغابوية تمتد على مساحة 6300 هكتار (الطلح، اكوار، اييشت، أتيل..) وكذا تنوع بيولوجي ونباتي يصل إلى 45 نوعا من النباتات جلها من أصل صحراوي.

أما بخصوص التنوع الحيواني، فيتواجد بالموقع 97 نوعا من الطيور (عصافير، طيور جارحة ، طيور مائية)، و24 نوعا من الطيور المهاجرة (خاصة خلال فصل الشتاء على مستوى سد تويزكي)، إضافة إلى 39 نوعا من الثدييات ، و39 نوعا من البرمائيات والزواحف (35)، وخمسة أنواع من الأسماك بكلتة تويزكي (3 أصلية و2 دخيلة).

اقرأ أيضا