أحداثإبراز الدور المحوري للإعلام في دعم برامج التنمية بالمغرب في منتدى دولي بالقاهرة

أحداث

03 نوفمبر

إبراز الدور المحوري للإعلام في دعم برامج التنمية بالمغرب في منتدى دولي بالقاهرة

القاهرة – تم اليوم الأحد، بالقاهرة، إبراز الدور المحوري للإعلام الوطني في مواكبة ودعم التنمية المستدامة بالمغرب، وذلك خلال فعاليات الدورة الثالثة للأسبوع العربي للتنمية المستدامة.

واستعرض مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، السيد عبد اللطيف بن صفية، في مداخلة حول موضوع “الإعلام التنموي ودعم أهداف التنمية المستدامة”، ضمن أولى جلسات هذا اللقاء، وظائف ودور الإعلام المغربي في النهوض بالتنمية المستدامة انطلاقا من مواكبته وتغطيته للأنشطة الوطنية المرتبطة بمختلف مجالات التنمية.

وأشار السيد بن صفية إلى أن الإعلام المغربي، يضطلع بدور محوري وأساسي في مواكبة مختلف برامج التنمية، لأنه “ليس فقط آلية لتغطية مراحل تنفيذ هذه الأوراش، ولكن باعتباره وسيلة ناجعة تتيح للمجتمع الانخراط في النقاش العمومي حول أهداف هذه البرامج التنموية ووقعها على الفئات المستهدفة”.

وعلى صعيد متصل، تحدث بن صفية عن الأدوار المرتقبة للمؤسسات الإعلامية في دعم برامج ومبادرات التنمية، مؤكدا أن هذه الأدوار لا يمكنها أن تستقيم إلا في بيئة سليمة ومحفزة يعبر فيها جميع المتدخلين والشركاء عن التزامهم بالعمل التشاركي الهادف، داعيا إلى ضرورة كسب رهانيين أساسيين لخلق ومأسسة ثقافة إعلامية داعمة للتنمية من خلال اعتماد مقاربات تشاركية على جميع المستويات، والعناية بالتأهيل الإعلامي المتخصص في هذا المجال.

وأشار المسؤول المغربي إلى أن تجربة المغرب في مجال النهوض بالتنمية المستدامة أخذت منذ عقدين من الزمن منحى استراتيجيا “هاما” حيث انخرطت المملكة في توجه تنموي ممنهج سواء على المستوى الاقتصادي من خلال مخططات النهوض بالفلاحة والسياحة ومشاريع الطاقات المتجددة والإقلاع الصناعي، أو على الصعيد الاجتماعي عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وإصلاح منظومة التعليم، وإطلاق برامج للنهوض بالصحة ومعالجة الإشكاليات ذات الصلة بالهجرة.

كما يتجلى انخراط المغرب في تعزيز التنمية على المستوى المجالي، يضيف السيد بن صفية، من خلال إطلاق مخططات جماعية للتنمية، ووضع الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة (2016-2030).

وأكد في هذا الصدد، أن البرامج التنموية التي اعتمدها المغرب منذ عقدين، كانت لها نتائج إيجابية، لكن ليس بالوقع الذي كان منتظرا، مما فرض الحاجة إلى بعث النموذج التنموي من جديد وإطلاق أجيال جديدة من أوراش التنمية.

وعلى صعيد آخر، توقف السيد بن صفية عند واقع الإعلام الاقتصادي سواء في المغرب أو في باقي الأقطار العربية، مسجلا أن المواد الإعلامية المواكبة لبرامج التنمية في وسائل الإعلام غير المتخصصة، لا تستند الى تخطيط هادف وواضح المعالم، فضلا عن قلة الإعلاميين المتخصصين في الشأن الاقتصادي التنموي، وضعف التكوين المهني في توجيه استثمار العمل الإعلامي في الحقل التنموي.

كما تطرق السيد بن صفية الى التحديات التي تواجه المجتمعات العربية في هذا الشأن، مشيرا إلى أن هذه المجتمعات تعول كثيرا على المشاريع والمخططات والاستراتيجيات التنموية لمواجهة الصعوبات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية (أثر الأزمات العالمية، هشاشة، بطالة، فقر) ، فضلا عن غياب تعبئة الرأي العام عبر الترويج والمتابعة والمواكبة الإعلامية للمشاريع الاقتصادية الكبرى.

ودعا في هذا السياق، الى ضرورة استحضار البعد الإعلامي والتواصلي أثناء إطلاق المشاريع الوطنية الكبرى، واعتماد مخططات إعلامية وتواصلية لها بشكل منتظم وموازي، وإشراك مهنيي الإعلام والتواصل في إعداد المشاريع الوطنية، وتعزيز اهتمام المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة بالإعلام الاقتصادي.

من جهتهم، اعتبر إعلاميون وأكاديميون عرب، خلال هذا اللقاء، أن التنمية المستدامة، لا يمكن أن تنهض بدون وجود إعلام مهني محترف وواع بأهمية التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، أبرز وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سامي النصف، أن الأوطان تحتاج في مجال التنمية إلى تأهيل العاملين حتى يتواءموا مع الثورة الرقمية، وتطوير التدريب المهني المستمر لأطر التنمية المستدامة، وتكوين الإعلاميين، داعيا إلى التسويق الإعلامي لعملية التنمية المستدامة وتضمين أهدافها في المناهج الدراسية.

من جهته،أكد الوكيل الأسبق للهيئة الوطنية للإعلام بمصر، عبد الرحمان رشاد، على ضرورة وجود إعلام تنموي يوازي خطط التنمية باعتبار أن الإعلام لا ينتج التنمية المستدامة وإنما يوازيها ويقدمها للمجتمع والمتلقي، مشيرا إلى أن الإعلام يساهم في توعية المواطن بأهمية التنمية المستدامة عبر البرامج التحسيسية الإذاعية والتلفزيونية.

وبدوره، أكد المستشار بإمارة دبي بدولة الإمارات، أحمد النصيرات، أن الإدارة الجيدة هي الأساس في صنع التنمية، وهي الإدارة الفعالة التي تهتم بالإنسان وتستثمر في المهارات، وتعمل على التخطيط الجيد للمستقبل وترسخ الحوكمة وسيادة القانون وتستشرف المستقبل وتسهم في مكافحة الفساد.

وتناقش فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة، التي تنظمها على مدى أربعة أيام، جامعة الدول العربية بالتعاون مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، عدة مواضيع منها بالخصوص، دور الإعلام في التنمية، وثقافة الاستدامة في العالم العربي: التحديات والفرص، والشباب العربي وتعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامة، وريادة الأعمال المجتمعية بقيادة الشباب.

وفي الشقين الاقتصادي والبيئي يسلط المؤتمرون الضوء على أهمية إشراك القطاع الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وفرص وتحديات المدن المستدامة في الوطن العربي، والتكامل في تمويل التنمية المستدامة، ودور مؤسسات الأعمال في دعم الخطط طويلة المدى بالدول العربية، وتأثير تغير المناخ، والأمن المائي والتنمية المستدامة في المنطقة العربية.

ويتضمن جدول أعمال اللقاء أيضا بحث جهود الجهات الإقليمية والدولية في تحقيق التنمية المستدامة، بالمنطقة العربية ودور منظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك في تحقيق أهداف 2030، ومساهمة الاتحاد الأوروبي في أوراش التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وإلى جانب السيد بن صفية يمثل المغرب في فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة، السيد الحو بعوان إطار بوزارة الطاقة والمعادن والماء البيئة.

اقرأ أيضا