الدار البيضاء .. خبراء يؤكدون أهمية تثمين الموارد المائية لمواجهة ما يعرفه العالم من شح في هذه المادة الحيوية
الدار البيضاء – أكد مشاركون، في مائدة مستديرة نظمت اليوم الجمعة بالدار البيضاء، في موضوع “الماء الشروب والتطهير بالمغرب ورهانات الصحة العمومية”، على أهمية تثمين وحماية الموارد المائية، خاصة مع ما يعرفه العالم من شح في هذه المادة الحيوية.
وشددوا خلال هذه المائدة، التي نظمتها جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض ومؤسسة ليدك والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة لجهة الدار البيضاء – سطات، على ضرورة تسهيل ولوج الجميع للماء، وتكثيف الجهود لحماية الثروة المائية.
وبهذه المناسبة، أوضح مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء – سطات، السيد عبد المومن طالب، أنه تماشيا مع الاستراتيجية العامة للدولة تسعى الأكاديمية ضمن الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 للوزارة، إلى تفعيل برامج جهوية للتدبير الجيد للماء بالمؤسسات التعليمية، مثل برنامج المدارس الإيكولوجية الذي يخص السلك الابتدائي، وبرنامج المؤسسات المواطنة بيئيا الذي يخص السلكين الإعدادي والتأهيلي.
وأضاف أن دورة برنامج الصحفيين الشباب من أجل البيئة بالجهة لهذه السنة ركزت على موضوع الزراعة المستدامة، التي يعتبر الماء العامل الحيوي والمحرك الأساسي لمردوديتها، حيث بلغت عدد المشاركات 280 مشاركة في صنفي الصورة والتحقيق الصحفي.
ومن جانبه، قال رئيس الجمعية السيد عبد الرحيم كسيري، إن الهدف من هذه المائدة المستديرة يتمثل أساسا في الوقوف على الوضع الحالي للولوج للماء الشروب والنظافة والتطهير بالمغرب، وتقاسم التجارب والخبرات المرتبطة بموضوع الماء من أجل تبني مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار مكونات دورة الماء في كليتها.
وأبرز كسيري اختيارات المغرب في هذا المجال،والقائمة على اعتماد سياسة تحكم في الثروة المائية، والتي انخرطت فيها المملكة منذ فترة طويلة عبر إنجاز العديد من البنيات التحتية المائية الهامة، مؤكدا أن هذه الاختيارات آتت أكلها في العديد من القطاعات.
وأشار إلى أن التغيرات المناخية التي عرفها العالم في السنوات الأخيرة، خاصة مع الفيضانات التي شهدتها بعض مناطق العالم، فضلا عن الاستهلاك المفرط لهذه المادة الحيوية طرح مشكل ندرة المياه ونقص في التزود بالماء الصالح للشرب .
وتم، بهذه المناسبة، توزيع جوائز على الفائزين في مسابقة (أكوا فيديو) التي عرفت مشاركة 150 فيديو، وتروم تشجيع المواطنين على المساهمة في الحفاظ على الماء، ومن بين هذه المشاركات اختير 54 فيديو، عرضت للتصويت عبر الأنترنيت (بلغ عددهم أربعة آلاف) لاختيار أحسنها.
وهكذا عادت الجائزة الأولى الطالب أمين خطيب من مدرسة الشيخ (النواصر)، والجائزة الثانية للطالب أناس بنطيفور من إعدادية (لا سيتي)، والجائزة الثالثة ظفرت بها الطالبة مريم موزول من مدرسة لحلو.
وحسب معطيات لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، فإنه رغم المجهودات المبذولة من طرف الدول والفاعلين الدوليين، – حسب معطيات للجمعية – فإن 1ر2 مليار شخص لا يتوفرون على الماء الصالح للشرب بسكناهم. ويعتبر الأطفال هم الشريحة المجتمعية الأكثر تعرضا لهذه الوضعية، بحيث نجد أن مدرسة واحدة من بين أربع مدارس لا تلج إلى الماء الشروب.