اقتصاد منخفض الكربون وسریع الاستجابة للمتغیرات یشكل فرصة هامة للقارة الافريقية (عبد اللطيف زغنون)

مراكش – أكد المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير السيد عبد اللطيف زغنون اليوم الأربعاء بمراكش أن اقتصادا منخفض الكربون وسریع الاستجابة للمتغیرات یشكل فرصة هامة للقارة الافريقية.

وعبر السيد زغنون في كلمة له خلال لقاء نظمه صندوق الإيداع والتدبير بشراكة مع الوكالة الفرنسیة للتنمية تحت شعار ” صناعة الحلول الخاصة بالمناخ” عن الالتزام الواضح والثابت للصندوق الذي يعد اول مستثمر مؤسساتي بالمغرب لصالح المناخ، معددا الالتزامات الإستراتیجیة التي أخذها على عاتقه من أجل دعم وتأطیر جهود تطویر اقتصاد یكفل في ذات الآن الرخاء والمسؤولیة الاجتماعية.

ويتعلق الالتزام الأول حسب السيد زغنون، بأخذ الرهانات المناخیة بشكل تلقائي مأخذ الجد عند اتخاذ قرارات التمویل التي يتخذها الصندوق ، وبشكل عام عند صیاغة استراتیجیة تنمیته، فيما يهم الثاني قیاس بصمة الكربون في محفظة أنشطة صندوق الإیداع والتدبیر وفروعه، والذي سيقود الى صیاغة مخطط عمل یروم هدفا طموحا یتمثل في تخفیض الفاتورة الطاقیة بحوالي 20 بالمائة في أفق 2020 .

أما الالتزام الثالث،يضيف السيد زغنون، فيتعلق بوضع مخطط نجاعة طاقیة بشراكة مع فاعلین أساسیین في مجالين حيويين هما المباني والإنارة العمومیتين مشيرا الى أن صندوق الإیداع والتدبیر سيساهم بمعیة شركائه في إنجاز الأهداف الوطنیة ذات الصلة بالنجاعة الطاقیة للوصول بها إلى نسبة 12 بالمائة في أفق سنة 2020 ورفع النسبة إلى 15 بالمائة في متم سنة 2030، كما سيعمل بالموازاة مع ذلك ، ومن اجل تغطیة جمیع حلقات سلسلة القیم، على وضع خط قروض حصریة لهذا الغرض بشراكة مع مؤسسات مالیة للتنمیة.

ويهم الالتزام الرابع ، وفقا للمدير العام لصندووق الايداع والتدبير ،استدامة عمله لصالح المناخ، إذ يعتزم باعتباره عضوا في النادي الدولي لتمویل التنمیة ، من جهة، الانخراط في شبكة المستثمرین المسؤولین اجتماعیا وفق “مبادئ الإسثتمار المسؤول”، مكرسا بذلك رغبته في جعل المناخ إحدى أهم انشغالاته الكبرى، و من جهة أخرى، یلتزم بإنعاش اقتصاد ومالية المناخ، على المستويين الوطني والإقلیمي.

وأوضح السید زغنون الجدوى الذي تكتسیها مالية المناخ، وقناعته الراسخة بأن استراتیجیة موجهة نحو الطاقات المتجددة یمكن أن تشكل بدورها استراتیجیة مدرة للقیمة الاقتصادية المضافة ولمناصب الشغل.

و ینخرط صندوق الإيداع و التدبير الذي ارتفعت حصیلته المدعمة برسم سنة 2015 إلى 206 ملیار درهم (أي ما یعادل 19 ملیار أورو)، في تعبئة الفاعلین المؤسساتیین الماليين العمومیین والخواص، وطنیین كانوا أو دولیین، من أجل المناخ.

واتخذت المؤسسة خلال السنوات الأخيرة حزمة من الإجراءات العملية ذات الصلة بالمجال البيئي إذ تعد صاحبة اول مشروع بالمغرب یحصل على العدید من علامات المصادقة الدولیة في مجال الجودة البیئیة العالیة (والجودة والسلامة والبیئة (فضلا عن شهادة ” الكوكب الأخضر” بالنسبة للمرافق السیاحیة الثلاث التي تتشكل منها محطة تاغازوت للسیاحة البیئیة.

وفي نفس السياق، فالمجموعة بصدد تهیئة مدینة صدیقة للبیئة على مستوى زناتة بالنفوذ الترابي لجهة الدار البیضاء، وفق تصور تهیئة یحقق اهداف الإستدامة البیئیة كما ترعى المؤسسة “البرنامج الوطني المغربي للتعويض الطوعي للكربون”.