أخبارالإشكالية البيئية: التزام راسخ للمغرب من أجل التربية على التنمية المستدامة

أخبار

17 مايو

الإشكالية البيئية: التزام راسخ للمغرب من أجل التربية على التنمية المستدامة

(مراد الخنشولي)

الرباط – إزاء الإشكالية البيئية العالمية، جاءت الاستجابة المغربية في مستوى رهان يرتبط بمختلف جوانب المجتمع: شاملة، طموحة وحازمة. التزام تجسد، مرة أخرى، من خلال الانخراط في الإطار العالمي الجديد حول “التربية من أجل التنمية المستدامة: نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة” أو “التربية من أجل التنمية المستدامة في أفق 2030” المعتمد في نونبر 2019 من طرف الدورة 40 للمؤتمر العام لليونسكو، والذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وينضم هذا الإطار الجديد الذي يروم تكثيف العمل في إطار عقد الأمم المتحدة من أجل التربية في خدمة التنمية المستدامة (2014- 2005) وبرنامج العمل الشامل للتربية من أجل التنمية المستدامة (2019- 2015)، إلى العمل الذي تقوم به صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء التي جعلت من التربية على التنمية المستدامة المهمة الرئيسة لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. فجميع البرامج التي تباشرها المؤسسة تتوخى تحقيق هذا الهدف الحيوي.

ويؤكد برنامج التربية من أجل التنمية المستدامة 2030 على مساهمة التربية في تنزيل أجندة 2030 والأهداف ال 17 للتنمية المستدامة. وهو يتوخى إعادة توجيه التربية والتعلم بغية المساهمة في التنمية المستدامة وتعزيز التربية والتعلم للجميع.
وينطلق هذا الإطار من خلاصة واقعية: التحديات البيئية مرتبطة على نحو وثيق بجميع جوانب معيش مجتمعاتنا، بما فيها أنظمتنا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وتبعا لذلك، فإن إعادة بناء مجتمعاتنا في الحدود الإيكولوجية المطلوبة للحياة على كوكب واحد تقتضي مقاربة شاملة لمجتمع في مسار التحول، تبتدئ بالتربية والتعلم.

وقصد الاستجابة لهذه التحديات، يقترح برنامج التربية من أجل التنمية المستدامة دعم الجهود التي تسعى إلى تمكين المتعلمين من معارف ومهارات وقيم وسلوكيات ضرورية للمساهمة في عالم أكثر اندماجا وعدالة وسلما واستدامة.
ويُنتظر أن يتم إطلاق هذا الإطار الجديد رسميا خلال المؤتمر العالمي لليونسكو حول التربية في خدمة التنمية المستدامة، الذي ينعقد من 17 إلى 19 ماي الجاري. وكان المؤتمر مقررا في يونيو 2020 قبل أن يؤجل بسبب جائحة كوفيد- 19.

وتم إطلاق خارطة الطريق خلال الاجتماعات الجهوية الخمس عن بعد، المنظمة في نونبر 2020، والتي تابعها 8000 شخص عبر العالم. ومكنت هذه الفعاليات ممثلي الحكومات والمؤسسات الوطنية والإقليمية من تبادل الرأي حول تجاربها وأنشطتها الجارية والصعوبات الرئيسية والالتزامات المستقبلية قصد تفعيل برنامج التربية من أجل التنمية المستدامة.
وهي تحدد خمسة مجالات ذات أولوية للتدخل: النهوض بالسياسات، تغيير بيئات التعلم، تقوية قدرات المربين، تعبئة الشباب وتسريع الحلول المستدامة على الصعيد المحلي.

وباستهداف صناع القرار، المدراء المؤسساتيين، المتعلمين، الآباء، المربين، الشباب والجماعات، فإن اليونسكو تسعى إلى تحسيس الرأي العام العالمي بتحديات التنمية المستدامة، وخصوصا الأزمة المناخية، وفقدان التنوع البيئي وباقي التحديات البيئية، والدور المحوري للتربية كعامل محوري لإنجاز أهداف التنمية المستدامة.
ويتعلق الأمر برهان حاسم في سياق الأزمة الصحية الحالية التي حملت العالم على التفكير في أنماط العيش الحالية والعيش المشترك ووسائل تلبية الحاجيات المعيشية والتقاسم على سطح الكوكب. إنها مناسبة خاصة أيضا لإعادة التفكير في مجتمعاتنا وتربية نساء ورجال الغد على حماية البيئة.

وهي مهمة ليست بغريبة على مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي انخرطت في هذا الأفق منذ بداية هذا العقد، خصوصا عبر برامج موجهة كليا نحو التربية. ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى برنامج “المدارس الايكولوجية” المعتمد لدى المدارس الأولية والابتدائية، وبرنامج “الصحفيين الشباب من أجل البيئة” بالنسبة للإعداديات والثانويات، وإدماج إشكاليات الاستدامة في المقررات الدراسية وتكوين صحفيين شباب من خلال منصة للتعليم عن بعد وكذا تطوير أدوات بيداغوجية عن بعد.

ومن أبرز إنجازات المؤسسة إحداث المركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في مجال البيئة، الذي تفضل بتسميته جلالة الملك محمد السادس، وتشرف عليه صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء. وهو بنية موجهة نحو التحسيس والتربية على البيئة لفائدة الفئات المستهدفة من أطفال ومجتمع مدني ومقاولات وإدارات وجماعات ترابية. وهو أيضا تتويج لعشرين سنة من التزام صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، وشركائها وكذا مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة منذ إحداثها سنة 2001. وكانت سموها قد دشنت المركز في يونيو 2019، كآلية أكاديمية وبنية رئيسة في إطار تدخلها.

واليوم، بهذا الإطار الجديد للتربية على التنمية المستدامة، ترتسم أمام مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة واليونسكو، فرصة تعزيز شراكتهما الموصولة والمثمرة.
إن التزام المؤسسة وانخراطها في عمليات التحسيس والتربية على حماية البيئة يضعها في موقع شريك محوري لإنجاح مشروع واسع النطاق يرفع لواء التربية على التنمية المستدامة- 2030.

اقرأ أيضا