أخبارالبرازيل..بعد حرائق الأمازون تجتاح الفيضانات جنوب البلاد وتدمي قلوب البرازيليين

أخبار

فيضانات
30 يناير

البرازيل..بعد حرائق الأمازون تجتاح الفيضانات جنوب البلاد وتدمي قلوب البرازيليين

(بقلم .. خالد التوبة)

برازيليا – عشرات القتلى و المفقودين و آلاف النازحين و آخرين من دون مأوى ، هذه بعض من مخلفات العواصف الرعدية القوية والفياضانات التي تعرضت لها البرازيل ، التي دخلت في حداد على إثر هذه الكوارث الطبيعية.

فالمشاهد الفظيعة للجثث التي طمرتها الانهيارات الأرضية والمنازل التي جرفتها السيول تبعث على الحزن والأسى.

وفضلا عن الفيضانات و الانهيارات الأرضية ، أسفرت العواصف التي ضربت بيلو أوريزونتي (تسبب فيها تزامن نادر بين تيار مطري و نظام ضغط منخفض فوق الأطلسي) عن فيضان عدد من الأنهار إلى جانب تساقط الأشجار و أعمدة الكهرباء و انهيار المباني.

وبعد كارثتين كبيرتين تكالبتا على البلاد في ظرف سنة واحدة هما الحرائق التي التهمت الأمازون ، وانتشار بقع نفطية فوق مجمل سواحل البلاد الأطلسية ، استأنفت أكبر قوة بأمريكا اللاتينية كفاحها ضد كوارث طبيعية جديدة.

وخلال أربعة أيام ، لقي ما لا يقل عن 54 شخصا مصرعهم و فقد نحو 15 آخرين بسبب العواصف التي شهدتها ولاية ميناس غيرياس (جنوب شرق) حيث دفعت الانهيارات الأرضية و الفيضانات الجارفة 30 ألف شخص نحو النزوح والتشرد.

أما المحظوظون الذين نجوا من هذه المأساة فيتكبدون في الوقت الحالي تداعيات الفيضانات التي دمرت في طريقها آلاف المنازل التي بني معظمها بشكل فوضوي بمناطق ليست آمنة ، لقد غمرت الأوحال ممتلكاتهم وبناياتهم التي خرجت منها الأجهزة المنزلية

لتجوب فوق المياه الأزقة أمام أنظارهم العاجزة.

وأعلنت ولاية ميناس غيرايس ، ثاني أكبر ولاية برازيلية من حيث عدد السكان ، حالة الطوارئ بأزيد من مائة مدينة تابعة لها تضررت من التساقطات الغزيرة التي دفعت الحكومة الفدرالية إلى تعبئة مساعدات ب 4ر21 مليون دولار.

ولمواجهة هذه النكبة ، تقرر أن تسري حالة الطوارئ ل 180 يوما لفسح المجال بشكل سريع أمام معالجة تداعيات الخسائر الناجمة عن الفيضانات وتقديم المساعدة للساكنة من قبل مختلف أجهزة الدولة في إطار عملية يشرف عليها جهاز الدفاع المدني التابع للولاية.

وقد أعلن البنك الفدرالي للإدخار ” كايكسا ” عن عدد من الإعفاءات و التسهيلات لصالح الزبناء والساكنة والمقاولات والأفراد بالمناطق المتضررة من التساقطات الكبيرة التي تهاطلت على ولايات ميناس جيرياس وإسبيريتو سانتو وريو دي جانيرو.

وبالموازاة مع ذلك ، باشر الدفاع المدني والصليب الأحمر ومنظمات غير حكومية حملات لجمع التبرعات لفائدة النازحين والأشخاص من دون مأوى ، وهذه التبرعات عبارة عن مواد للنظافة ومياه معدنية وأغذية وملابس وأغطية.

وتركزت العواصف على الخصوص على مستوى بيلو أوريزونتي ، عاصمة ولاية ميناس غيرايس ، والبلديات الواقعة بمحيطها حيث سجلت أغلبية الوفيات ، وفي بيلو أوريزونتي قتل 13 شخصا بسبب هذه الكارثة.

وبدت السلطات متجاوزة من قبل التساقطات الأكبر من نوعها التي تسجل خلال يوم واحد (8ر171 ملم يوم الجمعة الماضي) من قبل المعهد الوطني للأرصاد الجوية منذ شروعه في قياس كميات الامطار قبل 110 سنوات.

وتمثل تساقطات يناير الجاري أزيد من نصف كمية التساقطات السنوية التي تتهاطل على بيلو أوريزونتي (نحو 1602 ملم).

ويبدو أن الكارثة لن تتوقف عند هذا الحد ، ولهذا حذر منسق الدفاع المدني بالولاية ، فلافيو غودينهو من أن التساقطات الغزيرة قد تتهاطل مجددا على المنطقة الأسبوع الجاري.

وبولاية إسبيريتو سانتو ، خلفت الأمطار القوية مصرع عشرة أشخصا ودفعت 9 آلاف آخرين إلى مغادرة منازلهم ، على الخصوص بمدن إيكونها وريو نوفو دو سول وفارجيم ألتا وألفريدو تشافيز، الأكثر تضررا من العواصف.

ويتعلق الأمر بتحدي جديد أضيف للإشكاليات الاقتصادية والبيئية التي يواجهها العملاق الجنوب أمريكي بعد حرائق الأمازون التي كلفت البرازيل الشيء الكثير في ما يتعلق بعلاقاتها مع المجتمع الدولي والتلوث النفطي على سواحلها الذي أثر على أنشطة السياحة والصيد البحري.

اقرأ أيضا