أخبارالنموذج المغربي يحظى باهتمام كبير في ” حوار برلين حول الانتقال الطاقي “

أخبار

11 أبريل

النموذج المغربي يحظى باهتمام كبير في ” حوار برلين حول الانتقال الطاقي “

(فاطمة تيمجردين)

برلين – حظي النموذج الطاقي المغربي باهتمام كبير خلال المؤتمر الدولي “حوار برلين حول الانتقال الطاقي”، الذي اختتم أشغاله أول أمس الثلاثاء، ببرلين، حيث أكد المشاركون على نجاعة السياسة التي تنهجها المملكة في هذا المجال، معربين عن أملهم في تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين المغرب وألمانيا، خاصة في ما يتعلق بالطاقات المتجددة.

وشارك الوفد المغربي، الذي ترأسه وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة السيد عزيز رباح، في مختلف النقاشات والتظاهرات المنظمة في إطار هذا المؤتمر الذي يعد أحد أكبر المنتديات حول التحول في نظام الطاقة العالمي، والذي شهد هذه السنة حضور أزيد من 2000 مشارك وأزيد من 50 وفدا حكوميا رفيع المستوى من جميع القارات.

وسلط أعضاء الوفد الضوء على تجربة المملكة في مجالات الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والانتقال الى التصنيع الطاقي وتطور البحث العلمي والشراكات مع المنظمات والدول والاتفاقات المستقبلية، وموقع المغرب كقاعدة للتبادل الطاقي والاستثمار.

كما شكل المؤتمر الذي نظم على مدى يومين، فرصة للوفد المغربي لاثارة التحديات المستقبلية من قبيل رقمنة النظام الكهربائي، وتخزين الطاقة الكهربائية المتأتية من الطاقات المتجددة، والطاقات المستقبلية التي بدأت تثير اهتمام المغرب مثل الهيدروجين وصناعة البطاريات.

من بين التحديات الأخرى التي تم طرحها، الربط الكهربائي الذي يشهد تقدما متسارعا وكيفية استفادة الدول الصاعدة من الاقتصاد الطاقي والصناعة الطاقية والبحث العلمي ، وإمكانية تحول بعض البلدان مثل المغرب الى دول مصدرة للكهرباء والطاقة.

وعقد وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة سلسلة من الاجتماعات والمباحثات الثنائية على هامش أشغال المؤتمر، مع عدد من الوزراء من مختلف البلدان المشاركة ومسؤولي منظمات دولية وفاعلين بارزين في مجال الطاقة.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال السيد رباح إنه كان هناك اهتمام كبير بالتجربة الطاقية المغربية، مضيفا أنه خلال اجتماعاته مع العديد من الوزراء المشاركين في المؤتمر، تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون وبرمجة بعض الانشطة المشتركة في المستقبل.

ولفت إلى أنه عقد اجتماعين مهمين الاول مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة حيث تم الاتفاق على برنامج لعرض التقرير حول المغرب قريبا والاتفاق على التعاون الثلاثي بين المغرب والوكالة وافريقيا، والثاني مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقات المتجددة فرانسيسكو لا كاميرا والذي تمحور حول التعاون بين الجانبين وحضور المغرب في هاتين المنظمتين.

وأشار فرانسيسكو لا كاميرا خلال لقائه بالوزير المغربي إلى أن الوكالة ” بلورت مقاربة تنبني على الفعل وأنها ستعتمد على المغرب، البلد النموذجي الذي أثبت أن كل شيء ممكن، من أجل تنزيل هذه المقاربة “.

من جانبه، قدم رباح للوكالة مقترحات ملموسة ستتم دراستها في الاسابيع المقبلة.كما اتفق الجانبان على عقد جلسات عمل قريبا لمواصلة التبادل وتفعيل المبادرات المشتركة في مجال الطاقات المتجددة.

وفي إطار فعاليات المؤتمر، شارك الوزير في جلسة نقاش حول “مستقبل محطات توليد الطاقة”، والتي أكد خلالها على أن المغرب يسعى الى أن يصبح مركزا إقليميا لإنتاج الطاقة والطاقات المستقبلية وتصديرها.

وأبرز السيد رباح أن المغرب يعد حاليا نموذجا للنجاح في مجال الانتقال الطاقي، حيث رفع من سقف طموحاته لبلوغ نسبة 42 في المائة من حصة الطاقات المتجددة في أفق 2020 و52 في المائة في أفق 2050.

وسجل المغرب حضوره أيضا في جلسة نقاش حول تحويل الطاقة، من خلال برنامج “الاقتصاد الدائري” للمكتب الشريف للفوسفاط، حيث أكد السيد كريم سعود، مدير الماء والطاقة بالمكتب، على الفرص الهامة التي أتاحها انخفاض تكاليف الطاقة الكهربائية المتجددة في المغرب.

وأطلق المكتب الشريف للفوسفاط برنامج الاقتصاد الدائري قبل عام لتسريع وتحقيق أهداف طموحة للغاية في ما يتعلق بالتنمية المستدامة.

كما حدد المكتب تحويل الطاقة كإحدى الفرص والتي أطلق بخصوصها دراسات جدوى. ويتعلق الأمر بنظام يحول الكهرباء إلى طاقة أخرى مثل الحرارة أو الغاز أو الهيدروجين.

ومن أقوى لحظات هذه الفعالية الدولية، الحدث الموازي “حوار الأعمال -الحكومة” الذي نظمته الحكومة الالمانية بتنسيق مع “الشراكة الطاقية المغربية الألمانية”، والذي خصص هذه السنة للمغرب حيث أتيح للوفد المغربي الالتقاء برجال الأعمال الألمان في سعي لتحفيزهم على الاستثمار في المغرب في مجال الطاقة.

وتم بهذه المناسبة، تقديم المنظومة الطاقية بالمغرب وانجازات مختلف القطاعات الحكومية والهيئات الفاعلة في مجالات إنتاج الطاقة والطاقات المتجددة و النجاعة الطاقية والبحث العلمي.

وأكد الوفد المغربي خلال هذا اللقاء على أن المغرب أطلق سياسة الطاقات المتجددة في وقت مبكر حيث أن أول مركز لتطوير الطاقات المتجددة يعود الى سنة 1982، وأولى المحطات الريحية تعود الى 2002.

من جانبهم، أكد مشاركون ألمان في هذا الحدث أن ألمانيا والمغرب لديهما مؤهلات كبيرة لتعزيز التعاون وإقامة شراكات بفضل تجربة الشركات الالمانية والخبرة والريادة المغربية في مجال الطاقة ولاسيما الطاقات المتجددة.

وأبدى مقاولون ألمان اهتمامهم بالاستثمار في المغرب في مختلف مجالات الطاقة مثل الالواح الشمسية والكتل الحيوية والتعاون في مجال الابحاث وتطوير مشاريع مشتركة في ما يخص التكوين والشباب.

يشار إلى أنه تم إطلاق الشراكة الطاقية المغربية الألمانية في عام 2012 بالتوقيع على إعلان نوايا على المستوى الوزاري لاتاحة تبادل الممارسات الفضلى والخبرات بين الجهات الفاعلة في البلدين.

وتعد هذه الشراكة المنبر الرئيسي للحوار السياسي حول سياسة الطاقة بين البلدين. وتروم المضي قدما في عملية الانتقال الطاقي من خلال دعم جهود المغرب في هذا المجال.

كما انخرط البلدان في العمل معا من أجل مستقبل مستدام قائم على الطاقات المتجددة في أفق 2050.

وترتكز أهم محاور هذه الشراكة على تنمية مصادر إنتاج الطاقة خصوصا الطاقات المتجددة، الربط الكهربائي، استقرار الشبكة، واشراك وتعاون الفاعلين في مجال الاقتصاد وتجويد النجاعة الطاقية.

وضم الوفد المغربي مسؤولين بالوكالة المغربية للطاقة الشمسية وشركة الاستثمارات الطاقية، ومعهد الابحاث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية ، والمكتب الشريف للفوسفاط.

يشار الى أن مؤتمر “حوار برلين حول الانتقال الطاقي” الذي افتتح أشغاله وزيرا الشؤون الخارجية والاقتصاد والطاقة الالمانيان، ناقش الآثار الجيوسياسية والاقتصادية التي تنجم عن التحول في نظام الطاقة العالمي.

وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس دعا إلى شراكة وثيقة مع دول شمال إفريقيا في مجال الطاقة قبيل انعقاد المؤتمر الدولي “حوار برلين حول الانتقال الطاقي”.

وكتب ماس في مقال بمجلة “فيرتشافت فوخه” الألمانية المتخصصة في الاقتصاد، أنه بفضل الطاقة الشمسية يمكن لدول شمال إفريقيا أن تصبح من المصدرين المهمين للطاقة في المستقبل.

اقرأ أيضا