تسليط الضوء بنيويورك على التزام مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بخارطة الطريق لفائدة التنمية المستدامة
الأمم المتحدة (نيويورك) – استعرضت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بنيويورك، التزامها التام بخارطة الطريق التي أقرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة التنمية المستدامة، على مدى أزيد من عقدين.
وخلال حدث جانبي للمنتدى السياسي رفيع المستوى لسنة 2023 حول التنمية المستدامة في نيويورك، نظمته عن بعد مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بتعاون مع التمثيلية الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة، أبرزت الكاتبة العامة للمؤسسة، نزهة العلوي، أن أهداف التنمية المستدامة مترسخة ضمن فلسفة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
وأوضحت أن المؤسسة تعمل على مواءمة الأنشطة التي تنجزها من منظور أهداف التنمية المستدامة، حيث تنخرط، بشكل خاص، في إطار الهدف الرابع ضمن خطة التنمية المستدامة 2030، والمتعلق بمجال التربية والتعليم، باعتباره ركيزة أساسية من أجل تغيير تحولي.
وفي ما يتعلق بالهدف السادس ضمن هذه الخطة، تتابع المتحدثة، يتركز العمل حول زيادة الوعي بشأن ترشيد استخدام المياه، لا سيما من خلال العمل مع الشباب في إطار المدارس الايكولوجية، والمراسلين الشباب لبرامج البيئة.
وفي مجال الابتكار، تطرقت المسؤولة إلى عدد من البرامج التي طورتها المؤسسة، مستعرضة على الخصوص برنامج جوائز للا حسناء للساحل المستدام، التي تتوج الحلول المحلية المبتكرة من أجل كسب التحديات البيئية للسواحل، ومركز الشباب الإفريقي من أجل المناخ، الذي يركز على القدرة التحويلية للشباب في مجال المناخ.
كما تعمل المؤسسة، تضيف المتحدثة، على تعزيز مدن ومجتمعات مستدامة، مستعرضة في هذا الإطار عددا من المشاريع المنجزة في مدينة مراكش، خاصة في مجالي الزراعة والتنقل المستدامين.
من جهته، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في كلمة خلال اللقاء، أن مشاركة الشباب في القمة المقبلة لأهداف التنمية المستدامة، التي تنعقد بنيويورك في شتنبر المقبل، ستكون فرصة لبلورة توافق عالمي بشأن مستقبل الكوكب والأجيال القادمة.
وخلال هذا اللقاء، الذي تناول “التغيير التحويلي للكوكب والإنسان: الشباب الإفريقي يقوم بتسريع التعافي من كوفيد-19، قيادة المشاريع المبتكرة لاستعادة التوازن مع الطبيعة وتوفير الطاقة النظيفة للجميع، تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة”، أوضح السيد هلال، أن الشباب يمكن أن يشكل محركا يساهم في تعزيز التعاون، مسجلا أن إفريقيا تعد نموذجا في هذا الإطار.
وأشار إلى أن المغرب، وتحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يولي عناية خاصة لقضايا الشباب من خلال برامج تروم تعزيز الاندماج السوسيو اقتصادي لهذه الفئة، وتطوير الوصول إلى الرعاية الصحية، والتشغيل، وكذا تشجيع مبادرات الابتكار في مجالات التنمية المستدامة.
وجدد التزام المملكة، في هذا الإطار، بتسريع التعافي ما بعد كوفيد-19، من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مبرزا أهمية المشاركة في هذا الحدث الجانبي، الذي يضع الشباب في صلب استراتيجية التنمية المستدامة.
ولاحظ الدبلوماسي أن المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة أضحى منصة تتيح للشباب فرصة الانخراط والإسهام، من خلال حلول وابتكارات جماعية، في النقاشات الرئيسية المتعلقة بالتنمية المستدامة، داخل الأمم المتحدة، موضحا أن إسهام البعثة الدائمة للمملكة في هذا الحدث تروم تسليط الضوء على سبل تفعيل أهداف التنمية المستدامة، والانتقال الطاقي، والمبادرات المناخية، والقضاء على الفقر.
وأكد على أهمية مشاركة الشباب الإفريقي في القمة العالمية لأهداف التنمية المستدامة، التي تنعقد في شتنبر المقبل بنيويورك، بهدف صياغة سياسات من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
كما عبر السيد هلال عن دعم المغرب لتعيين مبعوث للأجيال القادمة، للاضطلاع بمهمة تمثيل والدفاع عن مصالح هذه الأجيال، معربا كذلك عن اليقين بأن إحداث لجنة فرعية للأجيال المستقبلية بالجمعية العامة للأمم المتحدة يعد مقترحا ملائما في هذا الصدد.
وسلطت مداخلات الخبراء والشباب المشاركين في هذا اللقاء، الضوء على عدد من المشاريع المنجزة، في مجالات متعددة، تبرز انخراط هذه الفئة النشيطة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مركزة على أهمية التوعية بضرورة بذل مزيد من الجهود لتحفيز مشاركة الشباب في مختلف المبادرات، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وذلك من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
كما تم، بالمناسبة، عرض شريط حول المركز الإفريقي للشباب من أجل المناخ.
يذكر أن قمة أهداف التنمية المستدامة يرتقب أن تنعقد يومي 18 و19 شتنبر المقبل بنيويورك، في إطار الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتشكل هذه القمة، حسب الأمم المتحدة، بداية مرحلة جديدة من التقدم المتسارع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، في ظل تأطير سياسي رفيع المستوى بشأن الإجراءات التحويلية التي تعمل على تسريع بلوغ هذه الأهداف، بحلول العام 2030.
كما تعد القمة، التي سيعقدها رئيس الجمعية العامة، بمثابة منتصف الطريق نحو الموعد النهائي المحدد لتحقيق خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.