أخبارحماية طبقة الأوزون.. 5 أسئلة للأكاديمي البريطاني والخبير في علوم الغلاف الجوي بول يونغ

أخبار

15 سبتمبر

حماية طبقة الأوزون.. 5 أسئلة للأكاديمي البريطاني والخبير في علوم الغلاف الجوي بول يونغ

(أجرى الحوار محمد أشرف الأعرج)

الرباط – حذر الأستاذ المحاضر بجامعة لانكستر في المملكة المتحدة والخبير في علوم الغلاف الجوي، بول يونغ، من مخاطر ظاهرة استنفاد طبقة الأوزون.

وسلط الخبير الدولي، المؤلف الرئيسي للتقييم العلمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون، الضوء على الوضع الحالي لهذه الطبقة، وإمكانيات التخفيف من المخاطر التي تتعرض لها.

1-ما هي طبقة الأوزون، ومن ماذا تتكون ؟

طبقة الأوزون هي جزء من الغلاف الجوي الذي يحتوي على أكبر الكميات من غاز الأوزون الطبيعي، ورمزه الكيميائي “o3″، وتقع طبقة الأوزون على ارتفاع 15 إلى 35 كلم فوق سطح الأرض، وهي تحيط بكل أرجاء العالم، وهذه الطبقة مهمة جدا لأنها تمتص الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة الناجمة عن الشمس، والتي لولا طبقة الأوزون لكانت ستضر بالحياة على الأرض.

الأوزون موجود كذلك بالقرب من سطح الأرض، حيث يمكن أن تزيد مستوياته بسبب انبعاثات ملوثات الهواء الناتجة عن الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء أو وسائل النقل. فالأوزون في حد ذاته أحد المكونات الملوثة للهواء، ( أو ما يسمى الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي)، والذي قد تكون له آثار ضارة على صحة الإنسان والنظم البيئية. باختصار، الأوزون ضروري أعلى سطح الأرض (في طبقة الأوزون)، وضار بالقرب من سطح الأرض (الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي)

2- ما هي أسباب تكون ثقب في طبقة الأوزون؟

ثقب الأوزون هو ظاهرة من صنع الإنسان، وتحدث من شتنبر إلى نونبر فوق القارة القطبية الجنوبية، وتصف المرحلة التي فقدت فيها طبقة الأوزون جزءا كبيرا (في بعض الأحيان معظم) الأوزون.

ويعود سبب بدء رؤية هذا الثقب إلى الغازات التي تم استخدامها في العديد من المنتجات الاستهلاكية والعمليات الصناعية، بما في ذلك تكييف الهواء والعوالق الهوائية، وتسمى هذه المواد الكيميائية مركبات الكلورو فلورو كاربون.

تحمل الرياح هذه المواد إلى الغلاف الجوي وتصل إلى طبقة الأوزون، وتنشرها حول العالم، وفي هذه المرحلة، يتم التعرض لضوء الشمس عالي الطاقة (وهو نفس ضوء الشمس الذي يحمينا منه الأوزون)، مما يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تدمر الأوزون.

ومع ذلك، فإنه بفضل الجهود العالمية، لحظر المواد الكيميائية الضارة بالأوزون، فإن طبقة الأوزون تتعافى وتتقلص ثقوب الأوزون.

3-ما هي الآثار الناجمة عن استنزاف طبقة الأوزون؟

تقلص سمك طبقة الأوزون يعني ارتفاع مستويات الأشعة فوق البنفسجية على السطح في العديد من المناطق، مما يهدد صحة الإنسان والنبات، من خلال التسبب في سرطان الجلد، واضطرابات العين، كما أن هذه الزيادات في الأشعة فوق البنفسجية كانت أكبر بعيدا عن المناطق المدارية.

وساهم استنفاد طبقة الأوزون في تغير مناخنا. على الرغم من أنها ليست مهمة مثل ارتفاع ثاني أكسيد الكربون، إلا أن ثقب الأوزون كان له تأثيرات معقدة على الرياح السطحية، وهطول الأمطار ودرجات الحرارة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي في الصيف.

4- ما مدى تعرض المغرب لهذه المخاطر؟

كونه قريب من المناطق الاستوائية، لم يتأثر المغرب بشكل كبير من استنفاد طبقة الأوزون، ومع ذلك فإن مستويات الأشعة فوق البنفسجية مرتفعة بالفعل في المغرب، ويمكن أن يؤثر تغير المناخ في المستقبل (أي الذي لا يتعلق بمركبات الكلورو فلورو كربون) على سمك طبقة الأوزون فوق المناطق الاستوائية.

5- هل هناك طرق للتخفيف من هذه التأثيرات وتقليص الثقب في طبقة الأوزون؟

اجتمع العالم سنة 1987، واعتمد عبر الأمم المتحدة بروتوكول “مونريال”، الذي وضعنا على طريق الحد من المواد الكيميائية التي تضر بطبقة الأوزون، مثل مركبات الكلورو فلورو كربون. وتم تعزيز هذه الاتفاقية الأولية على مدار السنوات التالية، وتم حظر أو التخلص نهائيا من العديد من المواد الكيميائية الضارة، ونتيجة لذلك، تتعافى طبقة الأوزون ونتوقع أن تعود إلى مستويات سنة 1980 بحلول منتصف القرن.

وكان الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان قد وصف المعاهدة الدولية المؤدية لهذا التطور بأنها “ربما تكون أنجح معاهدة بيئية دولية على الإطلاق”. وتعد حماية طبقة الأوزون نجاحا كبيرا للعلم، والسياسة، والتكنولوجيا، والتي يأمل الكثيرون في تكرارها لحل المشكلة الأكبر لتغير المناخ.

اقرأ أيضا