أخبارخبراء من بينهم مغربية يؤكدون بعمان ضرورة تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة والمصالح الاقتصادية

أخبار

26 يوليو

خبراء من بينهم مغربية يؤكدون بعمان ضرورة تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة والمصالح الاقتصادية

عمان – أكد خبراء بيئيون، من ضمنهم مغربية، خلال ملتقى إقليمي بعمان على ضرورة تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة من جهة، وبين المصالح الإقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، مشيرين إلى أن السياحة والأنشطة المرتبطة بها أضحت واحدة من أكثر الصناعات نموا في العالم.

ويأتي عقد هذا الملتقى الذي بدأت أعماله أمس الثلاثاء، وتنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بالتعاون مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، واللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم، حول تعزيز دور المجتمع المدني في تنمية السياحة البيئية المسؤولة، وذلك في إطار الاحتفاء بعمان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2017 عن المنطقة العربية.

وأكدت ممثلة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، لبنى الشاوي، أن السياحة تقوم على إبراز المعالم الجمالية لأي بيئة في العالم، مبرزة أنه كلما كانت نظيفة وصحية كلما ازدهرت السياحة وانتعشت.

واعتبرت أنه بالرغم من الجوانب الإيجابية للسياحة فهي تشكل مصدرا رئيسا من مصادر التلوث في البيئة، داعية في هذا الصدد إلى ضرورة تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة من ناحية وبين المصالح الاقتصادية والاجتماعية من ناحية أخرى.

وأبرزت الدور الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس للبيئة في هذا الصدد من خلال عملها على تطوير أساليب عملية مدمجة كبرامج تربوية هادفة، مشيرة إلى العديد من البرامج التي تم إنجازها في هذا الإطار.

وأشارت إلى تعدد الآثار السلبية للسياحة والتي تمس عدة مجالات كالماء والمناخ والتربة والنظم البيئية والتراث المادي واللامادي، مشددة على ضرورة وضع استدامة النشاط السياحي في إطار أهداف حماية البيئة، وكذا تضافر جميع الجهود المحلية والوطنية والدولية لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل توجيه السياسات العمومية وبلورة وإنجاز البرامج الكفيلة بالحد من هذه التأثيرات السلبية.

ومن جهته، أكد ممثل منظمة (الإيسيسكو) مصطفى عيد، أن السياحة والأنشطة المتصلة بها أصبحت واحدة من أكثر الصناعات نموا في العالم، بعد أن أدرك المجتمع الدولي، بما فيه العالم الإسلامي، أهمية السياحة كمسؤولية وطنية، نظرا لما تحققه من عائد اقتصادي باعتبارها صناعة مستقبلية، لها مكانة واعدة في النسيج الاقتصادي كقطاع إنتاجي يسهم في زيادة الدخل، وخلق فرص العمل، وتحقيق التنمية الشاملة.

وأبرز أن السياحة في بعدها البيئي تعتبر عاملا جاذبا للسياح ولإشباع رغباتهم من حيث زيارة الأماكن الطبيعية، والحياة الفطرية، والتعرف على عاداتها وتقاليدها، مشيرا إلى أن العلاقة بين السياحة البيئية هي علاقة توازن بين التنمية وحماية البيئة كما يؤكد على ذلك إعلان مانيلا 1980.

وأوضح أن (الإيسيسكو) أولت اهتماما خاصا بتنمية السياحة في الدول الأعضاء وخاصة في بعديها الثقافي والبيئي، وضمنت ونفذت في خطط عملها المتعاقبة عشرات الندوات وورش العمل والملتقيات الخاصة بالنهوض بقطاع السياحة الثقافية والتوعية البيئية، كما أفردت العديد منها للارتقاء والنهوض بالمرشدين السياحيين وتطوير مهاراتهم، بوصفهم الرأسمال الرمزي للتعريف بالمسالك الثقافية والمواقع الأثرية في الدول الأعضاء.

وأشار إلى أن إنجازات الإيسيسكو توجت جهودها بوضع استراتيجية لتنمية السياحة الثقافية في الدول الأعضاء والتي اعتمدها المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو 2009، متطلعا إلى أن يتمخض هذا الملتقى عن توصيات ونتائج خاصة في ما يتصل بالبحث في وسائل تنمية وتطوير دور المجتمع المدني وهيئاته ومنظماته العاملة في مجال البيئة، ووعيا من الجميع بما أصبح ينهض به هذا المجتمع ومكوناته من أعباء ونجاحات متتالية في نشر ثقافة السياحة البيئية المسؤولة والمستدامة في الدول الأعضاء.

وأبرز مدير الاتصال البيئي في وزارة البيئة الأردنية أحمد عبيدات، بدوره، الدور الفاعل والمهم الذي تضطلع به (الإيسيسكو) منذ تأسيسها، في تعزيز أفاق التعاون بين الأقطار الإسلامية لإيجاد شراكة حقيقية بين كافة المؤسسات البيئية والتنموية والمجتمعات المحلية، مشيرا إلى أن عقد هذا الملتقى في عمان يأتي احتفاء بها كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2017 عن المنطقة العربية.

وأضاف أن اختيار (الإيسيسكو) لعقد هذا الملتقى وتحت هذا العنوان ما هو إلا شهادة اعتزاز بما شهدته المملكة من نقلات نوعية على صعيد السياحة البيئية ودور منظمات المجتمع المدني في ازدهارها بشكل يشمل كافة عناصر البيئة، مبرزا أنه تم إشراك هذه المنظمات في العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في عدد من المجالات.

وكانت أمينة سر اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم ابتسام أيوب، ألقت كلمة أكدت فيها أهمية انعقاد هذا الملتقى في تبادل الخبرات حول السياحة البيئية والتراث الثقافي والبيئي، ودور المجتمع في تنميتها والنهوض بها من أجل تحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن السياحة البيئية تعد من أشكال السياحة الحديثة مقارنة بالسياحة الترفيهية والتعليمية والدينية، حيث أطلق عليها البعض مصطلح السياحة المستدامة نظرا لكون هدفها هو المحافظة على المواقع الطبيعية والتراثية والمساهمة في دمج المجتمعات المحلية في التخطيط للمشاريع.

ويسعى المشاركون في هذا الملتقى، الذي تستمر أعماله على مدى ثلاثة أيام، إلى التعريف بالسياحة البيئية المسؤولة والمستدامة، والبحث في أفضل السبل لتقليل الآثار السلبية للسياحة والمحافظة على الموارد الطبيعية والثقافية والاجتماعية في المناطق السياحية من جهة، ودراسة سبل الاستثمار الأمثل للمواقع السياحية وكيفية المحافظة على التوازن البيئي والتنوع الحيوي من جهة أخرى، بالإضافة إلى الارتقاء بقدرات ومؤهلات المرشدين السياحيين وأدوارها في تحويل التراث إلى ذاكرة حية.

اقرأ أيضا