أخبارسباق “الفورميلا إي” بمراكش .. مختبر لتطوير سيارات الغد في الهواء الطلق

أخبار

11 نوفمبر

سباق “الفورميلا إي” بمراكش .. مختبر لتطوير سيارات الغد في الهواء الطلق

(إعداد: محمد مجدوبي)

مراكش –  بعد احتضانه للعديد من سباقات السرعة طوال السنوات الماضية، تحول مدار مولاي الحسن الدولي لسباق السيارات بمراكش خلال الأيام الأخيرة إلى مختبر في الهواء الطلق لتطوير سيارات الغد.

بمدار عاصمة النقاش حول المناخ، لا يقتصر التنافس بين مصنعي السيارات الكهربائية، المشاركين في بطولة الاتحاد الدولي للسيارات (إف أي إيه) الخاصة بفئة “الفورميلا إي” المرتقبة يوم السبت، على الفوز بالسباق فقط، بل يسابقون الزمن للتوصل إلى أفضل حلول النقل الصديقة للبيئة.

“نحن هنا للبحث وتجريب أكثر الحلول كفاءة في مجال النقل عبر السيارات الكهربائية”، يقول مات غولد، المهندس المقيم للمجموعة العالمية “تي كونيكتيفيتي” التي تجمعها شراكة مع فريق “أندريتي” المشارك في منافسات “الفورميلا إي”.

وأوضح غولد، الذي سبق له الاشتغال كمهندس تطوير داخل قسم الفضاء والدفاع والبحرية بالمجموعة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا النوع من السباقات يوفر أرضية مثلى للتجريب بحكم ظروف المنافسة القاسية في هذا السباق والتي تتطلب أكثر الحلول ابتكارا وفعالية.

وينظر إلى البطولة، التي تعد أول سلسلة لسباقات السيارات الكهربائية بالكامل، كرؤية استشرافية لكفاءة صناعة السيارات الكهربائية وأرضية لإبراز أحدث الابتكارات في تكنولوجيا الحلول الطاقية البديلة في مجال النقل.

ومن بين هذه الحلول الوصلات الكهربائية وأجهزة الاستشعار التي يعكف غولد على تطويرها باستمرار. “هذه أكثر الوصلات الكهربائية وأجهزة الاستشعار تطورا وكفاءة”، يشرح غولد وهو يقدم لوكالة المغرب العربي للأنباء الأجزاء الداخلية للسيارة التي سيقودها سائق فريق “أندريتي” البرتغالي أنطونيو فيلكس دا كوستا في سباق الغد.

بالإضافة إلى سيارات السباق هاته، يضيف غولد، “نتوفر على سيارة أخرى برتقالية مخصصة كليا للتجريب”. وحول منهجية عمل الفريق التقني، قال غولد إن الفريق يقوم خلال السباقات بتجميع مختلف المعلومات المتعلقة بأداء مختلف مكونات سيارات السباق ليتم تطوير كفاءتها عبر تجريب أفضل الحلول الممكنة بالسيارة البرتقالية على مدار السنة قبل إدماجها في السيارات التي تخوض السباقات في الموسم المقبل من السباق”.

“هذا المرور من المنافسة إلى ابتكار أفضل الحلول هو الهدف الأساسي في المشاركة في هذه المنافسات”، يؤكد أيوب الداودي، مدير العمليات بشمال إفريقيا والمدير “تي كونيكتيفيتي” بالمغرب.

وبحسب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات جون تودت، فإن النهوض بأنظمة النقل النظيفة المتاحة للجميع تشكل إحدى مهام الاتحاد الدولي للسيارات، مضيفا أن الاتحاد يروم تشجيع تطوير واعتماد تكنولوجيات مستدامة. وفي هذا المنحى، قال إن “الفورميلا إي هي مختبر رائع سيمكن من تطوير التكنولوجيات النظيفة للجميع”.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي ل”الفورمولا إي” أليخاندور أغاغ، خلال الإعلان عن التحاق مراكش بكبريات الحواضر العالمية المحتضنة لهذا السباق مثل هونغ كونغ، وبوينوس أيريس، وموناكو، وباريس ومونتريال ونيويورك، أن “الفورميلا إي تدرك بشكل كامل التحديات والأخطار التي تطرحها التغيرات المناخية، وأن برمجتها ضمن كوب 22، هو تشريف لنا للمساهمة في مواجهة هذه الإشكالية”.

وسيعرف موسم 2017/2016 لبطولة الاتحاد الدولي للسيارات ل “الفورميلا إي” مشاركة عشر فرق وحوالي 20 سائقا سيتنافسون في إثني عشرة مدينة بالقارات الخمس من أجل التتويج ببطولة “الفورميلا إي”. وكانت بكين قد احتضنت الموسم الافتتاحي ل “الفورميلا إي” في شتنبر 2014.

وكان الموسم الثالث لبطولة الاتحاد الدولي للسيارات ل “الفورميلا إي” قد انطلق يوم 9 أكتوبر بهونغ كونغ، فيما ستقام المرحلة الأخيرة بمونتريال يومي 29 و30 يوليوز المقبل.

وإذا كان الاتحاد يفرض حاليا شروطا صارمة على المصنعين، فإنه من المتوقع أن تعرف المواسم المقبلة انفتاحا أكبر على مستوى التنظيمي من أجل إفساح المجال أمام المصنعين للتركيز على تطوير المحركات والبطاريات، الذي سيكون له بدوره، آثار على السيارات الإلكترونية الحديثة الموجهة للاستعمال اليومي.

“يمكننا الذهاب بعيدا جدا والتكنولوجيا ستلعب دورا حاسما”، يقول أغاغ، قبل أن يستطرد قائلا “لو تمكن شخص ما من حل مشكلة البطارية وزيادة قدراتها، ستكون السماء السقف الوحيد لتطوير الفورمولا الكهربائية”.

اقرأ أيضا