أخبارسيرو سانتا لوسيا، إحدى أكثر المنتزهات العمومية استقطابا للزوار في العاصمة سانتياغو

أخبار

09 ديسمبر

سيرو سانتا لوسيا، إحدى أكثر المنتزهات العمومية استقطابا للزوار في العاصمة سانتياغو

سانتياغو-تعتبر سيرو سانتا لوسيا، التي تقع على تلة بارتفاع 630 مترا و تمتد على مساحة إجمالية تقدر ب 65 ألف و 300 متر مربع وسط العاصمة الشيلية، سنتياغو، واحدة من المنتزهات العمومية الأكثر رمزية واستقطابا للزوار بالمدينة.

و قبل وصول الإسبان، كانت التلة معروفة باسم “هيلين”، وهي كلمة تعني باللغة المابوتشية “الألم و الكآبة و الحزن”، و أطلق عليها الإسبان سانتا لوسيا في 13 دجنبر 1540، و هو التاريخ الذي استولى فيه بيدرو دي فالديفيا على التلة و الذي تصادف مع الاحتفال بيوم “سانتا لوسيا”.

و بعد ذلك تم بناء معابد فيرجن ديل سوكورو سنة 1543، و باترونا دي لاس أرماس و سانتا لوسيا، و قاعدة كونفينتو دير لا ميرسيد و لاحقا سان ساتورنينو. و استطاعت سيرو سانتا لوسيا، التي يحدها من الجنوب شارع ألاميدا ديل ليبرتادور برناردو أوهيجينس (حيث توجد محطة مترو الأنفاق التي تحمل الاسم ذاته)، ومن الجهة الغربية شوارع سانتا لوسيا و ميرسيد، أن تتخلص من طبيعتها البرية عام 1872، وذلك بفضل عمدة سانتياغو، بينخامين فيكونيا ماكينا، الذي حولها إلى منتزه جذاب.

و خلال فترة إعادة استيلاء اسبانيا على البلد الجنوب أمريكي (1814-1817)، جعل كاسيميرو ماركو ديل بونت، وهو آخر حاكم إسباني في الشيلي، من التلة حصنا منيعا للدفاع من خلال بناء قلعتي ماركو (كاستيو غونثاليس) وسانتا لوسيا (كاستيو إيدالغو). و ستشهد الفترة الممتدة من 1840 إلى 1862 بناء أول مرصد فلكي على قمة التلة و الذي سيتم نقله لاحقا إلى كينتا نورمال بإشراف من إغناسيو دوميكو.

و بالإضافة إلى الاشجار المختلف أنواعها، و الزخارف ذات الطراز الاوروبي و المآثر المنتمية إلى الماضي الاستعماري للشيلي، فسيرو سانتا لوسيا تزخر بفضاءات جذابة مثل كاستيو إيدالغو، و شرفات نبتونو وكاوبوليكان.

و في القرن التاسع عشر عرفت سيرو سانتا لوسيا تحولات كبيرة بسبب العديد من المخططات الحضرية التي شملتها، كما أنه في سنة 1910، تاريخ الاحتفال بالذكرى المائة للاستقلال، شهد المنتزه إحداث ممرات وساحات ونوافير، ومنصة بنيت في الأعلى، فضلا عن إعادة التشجير.

ومع بداية القرن الحادي والعشرين تم استبدال نظام الإنارة العمومية و بنيت المطاعم، و سارت طلقات المدافع تعلن من أعلى قمة التلة عن حلول منتصف النهار من الاثنين إلى الجمعة، عدا أيام العطل.

و تم في 16 دجنبر 1983 تصنيف سيرو سانتا لوسيا معلما تذكاريا بموجب مرسوم وزاري، و تبقى شرفة نبتونو من أبرز الأماكن المتواجدة بالمنتزه.

و بين سنتي 1897 و 1903 شرع المهندس المعماري الفرنسي، فيكتور فينوف، في تصميم و بناء هذه الشرفة لتزيين مدخل سيرو سانتا لوسيا انطلاقا من شارع ألاميدا و هو المشروع الذي عمل على إتمامه المهندس الشيلي بنجامين مارامبيو. و تواصل نبتونو، من موقعها الرائع، صب المياه في نافورة كبيرة تمنح الحياة وسط سانتياغو.

و تسافر الممرات المرصوفة لسيرو سانتا لوسيا بزوارها إلى فترات من التاريخ الذي تحكيه المعالم الأثرية والنوافير المزخرفة، التي تؤثث هذا المكان الساحر وفير الخضرة و جميل العمارة التاريخية.

(بقلم: إبراهيم صلاح الدين أمحيل )

اقرأ أيضا