أخبارشجرة الأركان .. ثلاثة أسئلة لرئيس المركز الجهوي للبحث الزراعي بأكادير، عبد العزيز ميموني

أخبار

09 مايو

شجرة الأركان .. ثلاثة أسئلة لرئيس المركز الجهوي للبحث الزراعي بأكادير، عبد العزيز ميموني

(أجرت الحوار : مريم حراق)

    الرباط – عشية الاحتفال بالذكرى الثانية لليوم العالمي لشجرة الأركان، قدم رئيس المركز الجهوي للبحث الزراعي بأكادير، عبد العزيز ميموني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، الفيزيولوجيا البيئية لهذه الشجرة “النادرة”، التي تستوطن الجنوب الغربي للمغرب.

كما سلط الخبير المغربي الضوء على النظام البيئي المحدد الذي تنمو فيه شجرة الأركان، ومقاومتها للجفاف والتصحر، فضلا عن توقفه عند سبل النهوض بقطاع الأركان.

   1/ ما هي طبيعة النظام البيئي الذي يكفل تطور ونمو شجرة الأركان؟

تعتبر شجرة الأركان من الفصائل شديدة التحمل، وهي تنتمي إلى عائلة (Sapotacées ) الاستوائية، والتي تعتبر الممثل الشمالي الوحيد لها في منطقة البحر الأبيض المتوسط. توجد هذه الشجرة في المغرب بمنطقة سوس ماسة وتمتد من وادي تانسيفت شمالاً إلى تزنيت وتافراوت جنوباً وحول جبل صروة (سيروا) شرقاً. كما توجد أشجار الأركان بملوية السفلى (Basse-Moulouya) في منطقة بني زناسن في الشمال الشرقي من البلاد وعلى أطراف الصحراء في درعة، وكذا في المناطق التي تتباين فيها معدلات هطول الأمطار بدرجة كبيرة.

ينمو شجر الأركان من مستوى سطح البحر إلى غاية ارتفاع يقارب حوالي 1400 متر. وترتبط أشجار الأركان الحالية بالعديد من الوحدات والمراحل المناخية الحيوية التي تتراوح ما بين المناطق شبه القاحلة الباردة والمناطق شبه الرطبة في جبال الأطلس الكبير إلى المناطق المعتدلة في الجنوب مع درجات حرارة يمكن أن تصل إلى 45 درجة مئوية.

ويبدو أن شجرة الأركان تتلاءم مع الهواء الرطب بتأثير محيطي، لكنها تختفي في المناطق الجبلية ذات درجات حرارة منخفضة لفترات طويلة.

2/ كيف يساهم شجر الأركان في مكافحة ظاهرة التصحر والتعرية؟

تعتبر شجرة الأركان متساهلة من حيث نوع التربة مع وجودها في أنواع مختلفة من التربة تتراوح بين التربة ضعيفة التطور أو الرملية أو التربة الثقيلة أو التربة ذات الملوحة. نتيجة لذلك، تلعب شجرة الأركان دورًا رئيسيًا في مكافحة التصحر بخصائصها الفزيولوجية والبيئية. كما أن هذه الشجرة فريدة من نوعها في تحملها وتكيفها مع تغير المناخ.

في الواقع، تتمتع شجرة الأركان بآليات فريدة للتكيف والمقاومة لندرة المياه مقارنة بالأنواع الأخرى. فخلال فترات الجفاف الطويلة التي تعاني منها غالبية منطقتها الجغرافية، تتكيف شجرة الأركان مع آليات مختلفة حيث تتساقط أوراقها وثمارها، ومع هطول الأمطار الأولى تعود إلى الحياة على عكس شجرة الزيتون وشجرة اللوز.

ولذلك، فإنه في المناطق القاحلة وشبه القاحلة حيث تنمو، لا يمكن الاستغناء عن شجرة الأركان تقريبًا في الحفاظ على التربة ومكافحة تآكلها.

وتحمي شجرة الأركان أيضا التربة من التعرية بفعل الرياح والجريان السطحي، فضلا عن دورها الرئيسي في تحسين خصوبة التربة من خلال إثرائها بعناصر التسميد وقبل كل شيء زيادة مادتها العضوية، مما يساهم في عزل الكربون وبالتالي التخفيف من آثار تغير المناخ.

 

3/ ماهي خطط وبرامج وزارة الفلاحة لتطوير هذا القطاع؟

تنص استراتيجية التنمية الفلاحية الجديدة “الجيل الأخضر” التي وضعتها وزارة الفلاحة على مجموعة من الإجراءات لتحسين إنتاجية وربحية واستدامة نظام الأركان في مواجهة تغير المناخ.

ومن بين الأنشطة الرئيسية من المخطط، تسريع برنامج زراعة أشجار الأركان في الغابة من خلال رفع هدف عام 2020 لإعادة تأهيل غابة شجرة أركان من 146.000 هكتار إلى 400.000 هكتار.

ومن المقرر أيضًا زراعة 50.000 هكتار من الأركان من أجل تخفيف الضغط البشري والصناعي على غابات الأركان الطبيعية ولتثبيت الإنتاج وتحسين جودة الإنتاج من 5600 طن من زيت الأركان في عام 2020 إلى 20.000 طن في عام 2030.

وتهدف الإستراتيجية أيضًا إلى تسريع البحث وتطويره من خلال الاستفادة من التطورات التقنية، لا سيما فيما يتعلق بتكاثر الأصناف الجديدة المختارة وعالية الأداء.

وفي الواقع ، تعد الأصناف أو المستنسخات عالية الأداء نقطة أساسية يجب مراعاتها لضمان إنتاجية مستدامة ومثالية لشجرة الأركان.

حاليًا، يشكل البحث عن الأنماط البيئية والمستنسخات عالية الأداء، إما عن طريق استغلال التنوع الجيني الحالي أو عن طريق التحسين الوراثي، حاجة ضرورية للحفاظ على قطاع الأركان وتطويره.

من هذا المنظور، يجب أن تتطور النماذج البيئية أو الأصناف المستنسخة التي تتسم بجودة الآداء والمقاومة لتغير المناخ من أجل تلبية احتياجات المهنة والمزارعين. وعلاوة على ذلك، من بين المطالب ذات الأولوية للمهن المشتركة، والبستنة، ومنظمات التنمية ( الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان والمديريات الجهوية للفلاحة والمديريات الإقليمية للفلاحة)، وما إلى ذلك، والمزارعين، اختيار المواد النباتية المختارة عالية الأداء من خلال إنشاء أنواع ذات إمكانات عالية وفقًا لاحتياجات المزارعين والمستثمرين.

كما تتيح إستراتيجية “الجيل الأخضر” الموارد المتاحة للمؤسسات المهنية لتعزيز وتحديث أداة المعالجة والتعبئة والتغليف على مستوى الوحدات المحلية والوطنية من خلال حوافز لإصدار الشهادات والتسويق والبحث عن شركاء أعمال جدد ومنافذ جديدة .

وبهذا المعنى، تروم استراتيجية “الجيل الأخضر” زيادة كميات زيت الأركان المعبأ من 20 في المائة إلى 50 في المائة، وأيضًا دعم وتشجيع تصدير زيت الأركان.

ومن أجل تحسين الربح والإنصاف والاستدامة لقطاع أركان، تقترح الاستراتيجية هيكلة نسيج المنتجين حول مجموعات متكاملة مع دعم بروز المجموعات ذات المصالح الاقتصادية المتكاملة التي تجمع التعاونيات وتوحيد الإنتاج والمعالجة ومراقبة الجودة والتسويق.

كل هذه الإجراءات يمكن أن تكون رافعة لاستدامة وتحديث قطاع الأركان في السنوات العشر القادمة.

 

اقرأ أيضا