كوب 24.. حماية البيئة ومكافحة التلوث شأن عام لن يتأتى إلا بسلوك فردي سليم ومستدام

كاتوفيتشي – أكد المشاركون في ندوة بعنوان “رهانات مؤتمر المناخ”، اليوم السبت في كاتوفيتشي (جنوب بولونيا)، أن حماية البيئة ومكافحة التلوث شأن عام، لن يتأتى إلا بسلوك فردي حكيم وسليم ومستدام.

واعتبر المشاركون في الندوة، المنظمة في إطار فعاليات مؤتمر (كوب 24) أن المحافظة على البيئة، وخاصة حماية الهواء من التلوث، ترتبط كثيرا بالسلوك الفردي قبل الجماعي، رغم أهمية هذا الأخير، وتحتم سلوكا فرديا حكيما ومتبصرا ومستداما يعي عمق ارتباط الانسان بمحيطه البيئي.

وشدد المشاركون في الندوة، التي أطرها ممثلو المجتمع المدني من القارات الخمس، أن حماية البيئة هي مسألة فردية حتى على مستوى اتخاذ القرارات الرسمية، لأن الحكومات والبرلمانات والفعاليات الصناعية وحتى المجتمعات تتشكل من أفراد ويؤثر سلوكهم الشخصي على واقع ومستقبل البيئة سلبا أو إيجابا.

ورأى جانب من الحضور أن السلوك الفردي الهام في التعامل مع البيئة يتجلى، أيضا، على مستوى دعم البحث العلمي والتكوين الضروري لمكافحة التلوث، داعين الى حتمية استثمار دول العالم في الصناعات الحديثة والاقتصاد المبتكر من أجل التوفيق بين التنمية الاقتصادية واستخدام الطاقة ورغبة وتطلع المجتمع للتقدم وضرورة حماية البيئة بشكل عام.

وأكدوا حاجة العالم إلى التقنيات الحديثة، التي هي من اختراع الانسان وعمل العلماء، والاستفادة من أفضل المعايير العالمية والسلوكات الفردية النموذجية، معربين عن أسفهم من أن قضية البيئة، ببعديها الفردي والجماعي، لم تشكل بعد لدى المجتمع الدولي “قضية مصيرية”، وهو ما يتبين من سلوك المجتمعات أو الدول والسلوك الفردي “غير السوي والمعادي للبيئة”.

وأبرز المشاركون في الورشة أن كل فرد في المجتمع يجب أن يسأل نفسه عما فعله ويفعله من أجل البيئة، وأن يمنع نفسه من ممارسة أفعال تسيئ الى البيئة قبل محاسبة الآخر.

وخلص المشاركون في الورشة الى أنه إذا التزم كل فرد بقضايا البيئة وساهم كل من موقعه بحماية محيطه الإيكولوجي وتجنب الإساءة الى الطبيعة، فإن السلوك الجماعي سيكون إيجابيا وداعما ومساندا للبيئة.

وتستمر أشغال المؤتمر الرابع والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 24) الى غاية يوم 14 من دجنبر الجاري.