أخبارمية بلكورة فنانة الفضاءات الخضراء

أخبار

07 مارس

مية بلكورة فنانة الفضاءات الخضراء

الرباط – تقوم مية بلكورة ، المرأة ذات يد الخضراء التي تصمم الحدائق والفضاءات الخارجية، بالمزاوجة بين الإبداع والجمال في أعمالها .

ففي تصميمها لهذه المساحات الحديثة والمبتكرة على حد سواء، تستحضر هذه الشابة المفعمة بالحماس والحيوية دائما العنصر البيئي بحيث تحرص على أن يكون المشروع صديقا للبيئة .

مية بلكورة دقيقة جدا في اختياراتها، وتفضل المواد المستدامة مثل الخشب والرخام والحجر والحصى، بالإضافة إلى الصلب كورتن ، علاوة على طرق الصيانة الصديقة للبيئة.

نشأت مية، التي تنحدر من مدينة الرباط، في كنف أب محب للنباتات، وهو الحب الذي دفعه لامتلاك مشتل.

بعد حصولها على شهادة في التواصل من جامعة أوتاوا بكندا، حاولت الشابة مية إيجاد مسار لها ، غير أنه سرعان ما انجذبت إلى عالم تصميم المناظر الطبيعية، حيث تلقت تكوينا في هذا المجال توجته بدبلوم في تصميم الحدائق من جامعة مونتريال في عام 2008.

عند عودتها إلى المغرب بعد عام، تمكنت مية من فرض نفسها والتألق في ميدان مزدهر وسوق لم ينضج بعد. حيث استقرت بمسقط رأسها، وفتحت وكالة لتصميم المناظر الطبيعية.

استطاعت الشابة التي تعشق الضوء وتفضل الروائح والألوان للتعبير عن حبها للطبيعة، أن تنتشل نفسها من قيود المهنة، والانفتاح على آفاق جديدة من خلال حدائق ذات تصاميم هندسية مدهشة وأشكال مختلفة.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، قالت مية التي تقدم النصائح لإنشاء فضاء أخضر خاص، إن “كل مشروع فريد من نوعه” .

وكشفت أن التصميم يكون حسب احتياجات الزبون والفضاء المخصص لذلك، في احترام تام للطبيعة، مضيفة أن أي مساحة خضراء قادرة على إيواء التنوع البيولوجي وبالتالي تكوين نظام بيئي خاص بها. ومن هنا تأتي الحاجة، تؤكد مية ، إلى خبير متمرس في عالم الأحياء والنباتات وعلى دراية بالظروف التقنية المتعلقة بالتضاريس (نوع التربة، المناخ، الغطاء النباتي، الري).

وأكدت ،خلال لقاء معها في فناء أحد رياضات مدينة الرباط، تحيط به النباتات من كل مكان ، أن “عمل مهندس الحدائق يعتبر تقنيا للغاية ويتطلب معرفة بتاريخ الحدائق وتحديد التباعد بين النباتات وكثافتها، وتقاطعات القوام والارتفاعات المختلفة”.

وبخصوص مهمة مهندس المناظر الطبيعية، أشارت مية إلى أن هذا العمل يتطلب الدقة والصرامة والحالة البدنية الجيدة، لأنه يشمل التعامل مع النباتات والكائنات الحية والمعقدة، والعمل في الهواء الطلق في ظروف مناخية قاسية أحيانا. وهو تحد تفخر به مية.

وقالت مية ، التي تأثرت بشدة بمصممات المناظر الطبيعية المغربية مثل مونيا بناني، صاحبة كتاب “مدن – مناظر طبيعية في المغرب”، إنها فخورة بأن هذه المهنة “أصبحت أكثر فأكثر أنثوية” في المملكة، مشيرة إلى أن الكفاءة النسائية المغربية تحظى باحترام كبير، هنا وفي أي مكان آخر، لا سيما في هذا المجال.

ففي تصميمها للمشاريع التي تشتغل عليها ، تقوم مية بفسح المجال للخيال، مع الانغماس في عالم النباتات ، بحيث “أتخيل حديقة حقيقية ، تحترم الهندسة المعمارية والطبيعة في نفس الوقت” .

وأوضحت “لا أتردد في المزاوجة بين ما هو معدني وما هو نباتي، باقتراح حدائق جافة ذات أغطية أرضية مختلفة بين الحصى والغطاء والنحت الصخري، بدلا من الحشائش”.

وأضافت أن الاختيار يمكن أن يتعلق أيضا بالنباتات التي لا تتطلب الكثير من الصيانة والقص وتستهلك كميات قليلة جدا من الماء، مثل زويسيا تينوفوليا، وهو عشب قوي ومعمر يقاوم الجفاف أو الحرارة العالية أو الدوس. وهو حل حقيقي للمروج في المناطق الحضرية لتقليل استهلاك المياه .

وفي هذا الصدد، سلطت الضوء على الوعي بمشكلة توفير المياه، لا سيما في ما يتعلق بتطوير السياسات الحضرية وأهمية موقع المساحات الخضراء في تحسين البيئة المعيشية في المناطق الحضرية، مشيرة إلى الجهود المبذولة في هذا الاتجاه لجعل الرباط “مدينة خضراء”.

وتتجلى هذه البيئة المعيشية التي يطمح إليها كل مواطن مغربي في المعمار المعاصر الذي يسمح من خلال النوافذ الزجاجية بالتنقل بين الداخل والخارج.

وقالت “بمجرد أن يكون لديك 2 أو 4 أو 6 أمتار مربعة، يمكن أن يولد مشروع حديقة ذات مناظر طبيعية، يتجاوز بكثير تنسيق بسيط لأصيص الزهور”، مضيفة أن التصميم يختلف وفقا لنوع الحديقة الجافة، الحديقة الاستوائية، الحديقة الآسيوية ، حديقة عربية أندلسية…

اقرأ أيضا