اختتام المنتدى العالمي الثامن للماء ببرازيليا بعد نقاشات مستفيضة حول القضايا المائية

برازيليا – اختتمت اليوم الجمعة ببرازيليا فعاليات المنتدى العالمي الثامن للماء الذي استقطب مشاركة 172 بلدا، وذلك بعد نقاشات مستفيضة حول القضايا المائية وسبل الحفاظ على هذه المادة الحيوية لفائدة الأجيال المقبلة.

وتوجت هذه الدورة، المنعقدة تحت شعار “تقاسم الماء”، بإقرار العديد من الوثائق والإعلانات التي تعكس، بحسب رئيس المجلس العالمي للماء، البرازيلي بينيديتو براغا، ” التزاما فعليا بحماية وحسن تدبير الماء”.

وهكذا، صادق المنتدى، الذي ستحتضن السنغال دورته المقبلة سنة 2021، على “إعلان وزاري” أطلق “نداء مستعجلا للقيام بعمل حاسم” وإرساء تعاون دولي أكبر من أجل بلوغ هدف الولوج الكوني للماء وخدمات الصرف الصحي الأساسية الوارد ضمن أهداف أجندة 2030 للتنمية المستدامة للأمم المتحدة (مبادرة تتضمن 17 هدفا جديدا تتعلق بالتنمية المستدامة).

ويدعو هذا الإعلان، الذي حظي بدعم المغرب، إلى ضرورة تشجيع الحكومات على إرساء أو تعزيز السياسات والمخططات الوطنية المندمجة لتدبير الموارد المائية، من ضمنها استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية، من أجل ضمان ولوج كوني ومنصف للماء الصالح للشرب وخدمات الصرف الصحي.

كما توجت هذه التظاهرة ب “إعلان برلماني” اعترف فيه ممثلو المؤسسات البرلمانية للدول المشاركة في هذه الدورة بأهمية جهود المؤسسات التشريعية في ضمان الأمن المائي.

وتطالب هذه الوثيقة، الذي أعدها 134 برلمانيا من عشرين دولة، بتبادل الاستفادة من الابتكارات والتجارب والسياسات العمومية والأطر القانونية والممارسات الجيدة بالدول المشاركة، من أجل ضمان النجاعة في استغلال الماء.

كما أقر المنتدى، الذي استقطب مشاركة 100 ألف شخص، “إعلان القضاة والمدعين العامين للبيئة” الذي أرسى عشرة مبادئ رئيسية ترمي إلى تعزيز العدالة المتعلقة بالماء من خلال تفعيل القوانين التي تنظم هذه المادة واحترام الدول للحقوق البيئية.

وقدم ممثلو الحكومات المحلية والإقليمية المجتمعين ببرازيليا في إطار المؤتمر الخامس للسلطات المحلية والإقليمية حول الماء، خمس توصيات تصب في اتجاه تعزيز الممارسات المندمجة في مجال الماء وتفعيل التشريعات التي تضمن استغلالا منصفا وناجعا ومستداما للموارد المائية والرفع من التمويل غير الممركز للمشاريع المائية وخدمات الصرف الصحي.

وسيتم خلال الأيام المقبلة إصدار وثيقة شاملة تتضمن كافة الالتزامات التي أخذتها مختلف الأطراف على عاتقها والتوصيات المنبثقة عن نحو 600 حلقة نقاش و300 مؤتمر نظم في إطار هذا المنتدى الذي افتتح يوم الاثنين الماضي.

وتميزت هذه التظاهرة الدولية بالمشاركة الهامة للمغرب في مختلف فقراتها سواء على المستوى الوزاري أو البرلماني أو القضائي، وكذا على مستوى الخبراء، فضلا عن المعرض العالمي للماء، الذي شاركت فيه المملكة للمرة الأولى من خلال رواق خصص لابراز التجربة المغربية في مجال الماء والسياسات المائية.

وتم خلال هذا المنتدى، الذي نظمه المجلس العالمي للماء والسلطات البرازيلية، تسليم جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء في نسختها السادسة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في شخص أمينها العام، أنخيل غوريا.