الرباط.. افتتاح أشغال الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي حول “المواد الطبيعية والتنمية المستدامة”
الرباط – افتتحت، اليوم الخميس بالرباط، أشغال الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي حول “المواد الطبيعية والتنمية المستدامة”، الذي يروم تثمين مجهودات البحث في مجال المحافظة على المواد الطبيعية، والتطرق لمختلف تطبيقاتها في مجالات الصحة والزراعة والتغذية والتجميل.
ويشارك في هذا المؤتمر الدولي، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “التطبيقات الصحية والغذائية والتجميلية”، ثلة من الخبراء والمختصين والأساتذة والطلبة الباحثين، بالإضافة لممثلين عن مقاولات ومؤسسات اقتصادية وفعاليات من المنظمات غير الحكومية.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، أهمية هذا الحدث الدولي الذي تشارك فيه شخصيات علمية بارزة، ويأتي في سياق التحولات العميقة التي تعرفها البشرية على المستوى الديمغرافي والبحث العلمي.
وفي هذا الصدد، شدد السيد سالم بن محمد المالك على ضرورة توحيد الجهود، وتبني رؤية مشتركة لتطوير البحث العلمي في مجال المواد الطبيعية من أجل ضمان الأمن الغذائي للبشرية جمعاء مستقبلا، مشيرا إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الإيسيسكو للمحافظة على البيئة وتطوير البحث العلمي، وكذا دورها في تعزيز التنمية المستدامة في مجال المواد والمنتجات الطبيعية.
كما أبرز أن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تحث الدول الأعضاء بها على ضرورة إدماج البحث العلمي في خططها التنموية وتطويره من أجل استشراف آفاق واعدة.
من جهته، أكد مدير التغيرات المناخية والتنوع البيولوجي والاقتصاد الأخضر بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، بوزكري رازي، على ضرورة تبني الممارسات الفضلى والتدبير المتوازن في مجال استغلال المواد الطبيعية.
وأضاف أن التنمية المستدامة، التي توجد في صلب استراتيجية التنمية بالمغرب، من شأنها أن تمكن من تحقيق توازن دقيق بين التنمية الاجتماعية والتنمية المستدامة، من أجل ضمان ظروف العيش الكريم للمواطنين والنهوض بالمبادرات المستدامة.
وذكّر في هذا الإطار، بالتزام المملكة المغربية خلال قمة الأرض في ريو بالمحافظة على التنوع البيئي من خلال المصادقة على اتفاقية التنوع البيولوجي، مسجلا الأهمية القصوى التي يوليها المغرب للنظم البيئية والأنواع الحية.
ومن جانبه، أبرز رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، فريد الباشا، أن المغرب أصبح نموذجا في مجال تنفيذ المبادرات والمقاربات المستجيبة للتنمية المستدامة، مشيرا إلى أهمية هذا الحدث الدولي الذي يشكل مناسبة لتسليط الضوء على المجهودات التي يبذلها المغرب في مجال المحافظة على المواد الطبيعية والارتقاء بمجالها.
وسجل بالمناسبة، أن جامعة محمد الخامس تولي أهمية كبيرة للتنمية المستدامة على مستوى بنياتها البيداغوجية وتلك المتعلقة بالبحث العلمي.
وبدوره، قال عميد كلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، محمد الركراكي، إنه في ظل عالم يواجه تحديات بيئية خطيرة، بات من الضروري تبني ممارسات تحافظ على الكوكب وتحرص على عدم الإخلال بالتوازن البيئي.
وأضاف أن المغرب يزخر بالعديد من النباتات ذات الخصائص الطبية والعلاجية يمكن الاستفادة منها من خلال نهج يحترم البيئة، مشيرا إلى أن كلية العلوم أطلقت عددا من المبادرات البحثية الخاصة بالزعفران وزيت التين الشوكي، لفهم خصائص وفوائد هذه المواد، وبالتالي تطوير استراتيجيات مستدامة لاستغلالها بشكل سليم ومعقلن.
كما دعا السيد الركراكي إلى ضرورة الرفع من وعي العموم بشأن الاستغلال السليم للمنتجات الطبيعية واستخدامها بشكل مسؤول.
أما هناء المنفلوطي، عن مؤسسة ابن رشد للنهوض بالبحث العلمي والابتكار والتنمية المستدامة ، فأكدت أن المواد الطبيعية تشهد اهتماما متزايدا في جميع أنحاء العالم وتشكل فرصة اقتصادية واعدة، مبرزة أن استخدام المواد الطبيعية يجب أن ينبني على الاستغلال العقلاني للتنوع البيولوجي، في نهج يجمع بين التنمية المستدامة والنمو الأخضر.
يشار إلى أن مقر الايسيسكو يحتضن على مدى يومين أشغال الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي حول “المواد الطبيعية والتنمية المستدامة” الذي تنظمه مؤسسة ابن رشد للنهوض بالبحث العلمي والابتكار والتنمية المستدامة ، وجامعة محمد الخامس بالرباط وكلية العلوم بالرباط، بشراكة مع الإيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي.
وبحسب المنظمين، تعتبر هذه التظاهرة فرصة لتعزيز التعاون والشراكة في هذا المجال بين البلدان المشاركة: (ألمانيا، فرنسا، البرتغال، إيطاليا ، هولندا، سويسرا، كندا، اليابان، الصين، باكستان، الهند، مدغشقر، جزر القمر، الكونغو، كوت ديفوار، بوركينافاسو، تونس، المملكة العربية السعودية).
كما يتوخى المؤتمر، في نسخته الثالثة، المساهمة بفعالية في تثمين وإبراز المعرفة العلمية والتطبيقية وأيضا الابتكارية وكل ما يتصل بها من توصيات وخلاصات للدراسات المطروحة، وخلق بيئة مواتية لتبادل التجارب والخبرات.
وسيتم على غرار الدورات السابقة، تنظيم حفل لتكريم وتتويج شخصيات أكاديمية وعلمية مغربية بارزة ساهمت في إشعاع مجال البحث العلمي والابتكار .