السيد الحجمري يسلط الضوء على المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك لفائدة دول الساحل
طنجة – سلط أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري، اليوم الخميس بطنجة، الضوء على المبادرة الأطلسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة دول الساحل، والتي تعتبر محركا للاندماج الاقتصادي على المستويين القاري والدولي.
وقال السيد الحجمري، في كلمة خلال افتتاح الدورة الثانية من قمة إفريقيا الزرقاء، إن “المبادرة الأطلسية تهيئ الأساس لإقامة منطقة كبرى تربط بين أوروبا وإفريقيا، وتفتح آفاقا واسعة للتحول الاقتصادي في المنطقة، كما تعزز دور الواجهة الأطلسية الإفريقية لدول الجوار والساحل، فتجعلها قطبًا للاندماج الاقتصادي على المستويين القاري والدولي”.
ونوه بأن هذه الدورة من القمة تروم إبراز الحمولة القيمة للمبادرة الأطلسية، التي أطلقها جلالة الملك، مبرزا أن المبادرة الملكية تدعو إلى إعادة النظر في المحيطات باعتبارها طرقا بحرية تشكل ممرات سريعة نحو جيل جديد من التعاون العالمي، وهي رؤية ضرورية لإعادة التواصل وفك العزلة وإقامة روابط عالمية جديدة.
وأضاف السيد الحجمري أن “الرؤية الملكية تدعو، قبل كل شيء، إلى التفكير في الآفاق والآمال التي تشكلها المياه باعتبارها ميزة كبرى للربط بين الأحياء”، موضحا أن المشاركين “يجتمعون اليوم من أجل إفريقيا متصلة بشكل وثيق مع أوروبا وأمريكا وآسيا، كما تندرج نقاشاتنا خلال هذه الدورة الثانية ضمن أجندة دولية محددة، وهي المشاورة الإقليمية التحضيرية لقمة الأمم المتحدة الثالثة للمحيطات، التي تنعقد بنيس عام 2025”.
وتابع بأن “المناقشات ستركز بشكل خاص على الاقتصاد الأزرق، والمعرفة العلمية بالمحيطات، والسياسات العامة التي سيتم حشدها، والمؤشرات المتعلقة بالحياة في المحيطات، بالإضافة إلى العديد من المواضيع المتعلقة بالانشغالات البيئية”.
على صعيد آخر، تطرق أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية إلى أهمية المشاريع المبتكرة في هذا المجال والتي يطلقها الشباب، معتبرا أن المبادرات المقاولاتية، التي تستكشف الثروات البحرية مع الحرص على الحفاظ على البيئة المرجانية في المحيط الهندي على سبيل المثال، أو من خلال ضمان التنوع الإحيائي أو طاقة الرياح، هي تساهم في الرفع من القدرة الشاملة على تجويد وتحسين وتغيير الحياة كما تندرج في منطق مفيد ومستدام في أفق الانتقال إلى الأجيال القادمة.
وشدد على أن “وصل أفريقيا بالقارات الأخرى بشكل كامل، عبر موانئها ومضايقها وقنواتها البحرية، في شبكة ديناميكية تربط المحيط الهندي، وقناة موزمبيق، والبحر الأحمر، والخليج، والبحر الأبيض المتوسط، وبحر الرمال (الصحراء الكبرى)، والمحيط الأطلسي هو رؤيتنا العابرة للماء، للذهاب من البر إلى المياه، ولكي يكون الماء عنصر استقرار لجميع أشكال الحياة الأرضية”.
وأشار السيد الحجمري إلى أن إفريقيا تكشف اليوم عن نفسها كقوة محيطية عظمى بعد أن اعتقدت لفترة طويلة أنها مجال “قاري”، بعيدة كل البعد عن القضايا البحرية الرئيسية، مضيفا أن “قمة أفريقيا الزرقاء تمثل بالتالي فرصة فريدة لجمع كافة الأطراف المعنية للتفكير معا في الاستراتيجيات الفعالة والشاملة.
ويشارك في الدورة الثانية لقمة إفريقيا الزرقاء، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع المنتدى العالمي للبحر وجمعية الموسم الأزرق، ما يقرب من 100 من الخبراء العلميين والفاعلين الاقتصاديين والقادة السياسيين لمناقشة التحديات والفرص التي يمثلها المحيط بالنسبة لإفريقيا.
وتروم القمة بشكل أساسي تشجيع الانتقال نحو اقتصاد ازرق، أو التدبير المستدام للموارد البحرية للمساهمة في النمو الاقتصادي، مع حماية البيئة.
وتتمحور أشغال القمة حول عدة مواضيع أساسية، من بينها على الخصوص السلامة البحرية، والإدارة المستدامة للموارد، والصيد المسؤول، وتطوير الاقتصاد الأزرق المستدام والبحث العلمي.