أخبارالأرجنتين: لوس إيستيروس ديل إيبيرا، جنة طبيعية فوق أحد أكبر خزانات المياه العذبة في العالم

أخبار

Los Esteros del Iberá
17 أكتوبر

الأرجنتين: لوس إيستيروس ديل إيبيرا، جنة طبيعية فوق أحد أكبر خزانات المياه العذبة في العالم

(بقلم: هشام الأكحل)

كوريينتيس (الأرجنتين) – تشكل لوس إيستيروس ديل إيبيرا محمية طبيعية تقع في قلب إقليم كورينتس شمال شرق الأرجنتين، أو لنقل إنه مكان بروعة استثنائية ليس لكونه يعج بالحيوانات والنباتات الخضراء الأكثر تنوعا في العالم، بل لأنه جنة طبيعية فريدة من نوعها تقع فوق واحدة من أكبر احتياطيات المياه العذبة في العالم.

وتعني إيبيرا ، “الماء المتلألئ” بالغوارانية، وهي لغة إحدى الشعوب الأصلية التي كانت تقطن المنطقة. وتبلغ المساحة الاجمالية لهذا الفضاء الأخضر نحو 12 ألف كيلومتر مربع يميزه تنوعه البيولوجي كما يشكل واحدا من أكثر المناطق التي تستهوي عشاق سياحة المغامرة في أمريكا الجنوبية.

وتعرف لوس إيستيروس ديل إيبيرا بكونها خزانا للمياه الراكدة، بعمق لا يتجاوز ثلاثة أمتار ، مع وجود كمية كبيرة من الغطاء النباتي للأنواع العائمة التي تغطي سطح البحيرات.

وتشكل هذه الجنة الخضراء التي تستقطب السياح من مختلف أنحاء المعمور واحدة من أكبر الأراضي الرطبة على الكوكب، حيث أنه وبحكم وجودها في منطقة معزولة، يصعب الولوج إليها ، ظلت إلى حد ما بمنأى عما تقترفه أيدي البشر من جرائم في حق البيئة.

ومع ذلك، وعلى مدى سنوات، فقد أدى الصيد الجائر وتسويق جلد بعض الأنواع من الحيوانات كالتماسيح والنمر الأمريكي ، إلى جعل العديد منها على شفا الانقراض، لولا أن ساهمت الجهود المبذولة في إعادتها إلى موائلها الطبيعية، لا سيما مع تنامي الوعي بضرورة التصدي لمشكلة تغير المناخ، خاصة وأنه بات هناك إدراك كبير بالأهمية التي تكتسيها الأراضي الرطبة أو المستنقعات في تنظيم ضبط درجة الحرارة.

ولكن لا يستقيم أي حديث عن لوس إيستيرو ديل إيبيرا دون التوقف عند خزان غواراني للمياه الجوفية والذي يمتد على مساحة مليون كيلومتر مربع، ويزود المنطقة بالمياه العذبة سواء لأغراض الشرب أو الري الزراعي.

وفي هذا السياق، ينبغي الإشارة إلى أن طبقة المياه الجوفية تمتد إلى ما وراء حدود لوس إستيروس ديل إيبيرا، حيث تغطي جزءا من أراضي البرازيل والأرجنتين والباراغواي والأوروغواي.

يتعلق الأمر، إذن، بواحدة من أكبر احتياطيات المياه العذبة المعروفة على سطح الأرض، فبالنسبة لبعض المتخصصين، وبالنظر إلى حجمها فهي الأكثر أهمية على المستوى العالمي، أما، بالنسبة لآخرين، فهي واحدة من بين ثلاثة أكبر خزانات للمياه الجوفية في العالم، حيث تضم 30 ألف كيلومتر مكعب من المياه العذبة.

ويعكس حجم خزان غواراني من المياه الجوفية دوره الهام في النظم الإيكولوجية للمياه في أجزاء مختلفة من أمريكا الجنوبية والذي، على عكس مصادر المياه العذبة الأخرى، بسبب موقعه تحت الأرض، يتمتع بحماية أكبر من تأثير تغير المناخ والتلوث ، ما يشكل مصدرا أساسيا للمياه في المستقبل، وبالتالي وجب إدراج حمايته ضمن أولوية الأولويات، كما يوصي بذلك الخبراء البيئيون وأهل الاختصاص.

فإذا كانت محمية لوس استيروس دل إيبيرا وخزان غواراني للمياه الجوفية يعتبران مصدرا هاما للثروة المائية والتنوع البيولوجي في أمريكا اللاتينية والعالم فقد وجب الحفاظ على هذه الموارد وحمايتها للأجيال القادمة، وهي مهمة ينبري لها شباب العالم بكثير من الاصرار والعزيمة من أجل إنقاذ كوكب الأرض من التغيرات المناخية التي تبدو انعكاساتها جلية، لاسيما في العقود الأخيرة الماضية.

 

 

اقرأ أيضا