التطبيقات التقليدية لتدبير الماء لازالت تستأثر بإهتمام الأجيال الصاعدة (أحمد التوفيق)
مراكش-أكد وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية السيد أحمد التوفيق مساء أمس الخميس بمراكش، أن التطبيقات التقليدية لتدبير الماء لازالت تستأثر باهتمام الأجيال الصاعدة.
وأضاف في ندوة حوارية حول موضوع “التدبير التقليدي للماء، رافـعة الإدارة الرشيدة للموارد المائية في المغـرب”، احتضنها متحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، أن جميع المتدخلين مطالبين بضرورة التعريف بهذا الموروث التقليدي الوطني والحفاظ عليه، مذكرا، بأن تدبير الماء كان تاريخيا قبل فترة الإستعمار، وتشرف عليه وزارة الأحباس.
وبعد أن شدد على نهي السنة النبوية عن الإسراف في استعمال الماء أثناء الوضوء، أبرز السيد التوفيق أن اتباع السنة النبوية في هذا المجال سيفضي إلى الإقتصاد في الماء بحصة تصل إلى 10 ملايين متر مكعب في اليوم، مذكرا بأن هذه المادة الحيوية تم النصيص عليها 60 مرة في القرآن الكريم.
كما استحضر أهمية الماء في تاريخ الحضارات، حيث كانت تشكل هذه المادة الحيوية مصدر تأجيج الصراعات وأيضا الحفاظ على السلم داخل المجتمعات وتضبط استغلال الأراضي.
من جهتها، أوضحت كاتبة الدولة المكلفة بالماء السيدة شرفات أفيلال، أن المغرب تبنى، منذ مدة، سياسة ناجعة في مجال تدبير الماء، عبر إنجاز بنيات هيدرولوجية مكنت المملكة المغربية من تجاوز المراحل الصعبة والاستجابة لحاجياتها من الموارد المائية، مما ساهم في تحسين مؤشرات ولوج المواطنين إلى الماء.
ونوهت في كلمة ألقاها نيابة عنها المدير العام لوكالة الحوض المائي لتانسيفت السيد عبد المجيد النعيمي، بالإنجازات التي حققها المغرب في هذا المجال، في أفق بلوغ أهداف الألفية للتنمية المتعلقة بالماء، مستعرضة مختلف الحلول لمواجهة تحديات الخصاص في الماء في بعض المناطق، ضمنها تطوير العرض المائي عبر اللجوء إلى الموارد المائية غير التقليدية كتحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة وتعزيز الفرشة المائية اصطناعيا.
أما نائبة رئيس شركة المياه المعدنية “أولماس” السيدة مريم بنصالح شقرون، فأكدت من جهتها، أن الغاية من هذا التجمع هو تبادل الآراء والتحسيس وطرح بعض المبادرات الناجعة الكفيلة بالمحافظة على الموارد المائية، معبرة عن رغبة واستعداد هذه المؤسسة في تعزيز الحوار بين مختلف الفاعلين في هذا المجال للمضي قدما في إتجاه المحافظة على الموارد المائية.
وسجلت أن المغرب، الذي يتوفر على حوالي 21 مليار متر مكعب من الموارد المائية، سيواجه خلال العقود المقبلة ندرة في هذه الموارد، مذكرة بأن المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وضع استراتيجية محكمة تروم عصرنة وترشيد تدبير الماء.
من جانبها، أكدت منسقة المنظمة الغير حكومية “شبكة المجتمع المدني الإفريقي للماء”، السيدة ساريم مالك، أن التدبير التقليدي للماء لا يقتصر فقط على المغرب وإنما يهم القارة الإفريقية كذلك، مبرزة ضرورة الجمع بين الأصالة والعصرنة في مجال تدبير الماء مع التركيز على مبدأ الحكامة في هذا المجال، وكذا ضرورة إرساء شراكة بناءة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني.
أما منسقة وممثلة الصندوق العالمي للطبيعة بالمغرب السيدة يسرى مدني، فأكدت من جهتها، أن المغرب يواجه تحديا كبيرا بخصوص ندرة المياه في أفق 2050 ، موضحة أن التطبيقات التقليدية في الماء تعد تراثا ماديا للإنسانية وآلية ناجعة للحفاظ على النسيج المجتمعي والموارد الطبيعية وتحقيق التضامن والتماسك الإجتماعيين، مما من شأنه تقليص الهجرة القروية وضمان استقرار المواطنين.
وخلصت الفاعلة الجمعوية إلى القول أن شفافية التطبيقات في مجال تدبير الماء واقتسامه بشكل عادل من شأنه تعزيز روح المسؤولية لدى المستعملين وتجنب الاستعمال المفرط للموارد المائية.
يشتر إلى أن هذا اللقاء نظم بمبادرة من شركة المياه المعدنية “أولماس” بشراكة مع الصندوق العالمي للطبيعة بالمغرب وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للماء.