التلوث الضوئي يكلف تركيا أزيد من 50 مليون دولار سنويا
إسطنبول – كشفت دراسة حديثة أن الإضاءة المفرطة في تركيا تتسبب في إهدار ما قيمته 50,19 مليون دولار (400 مليون ليرة) من الطاقة سنويا.
وأوضحت الدراسة، التي تناولت العواقب الاقتصادية والبيئية والصحية للتلوث الضوئي، أنه يتم إهدار ما يقرب من 30 في المئة من الإضاءة الخارجية، والتي تكلف سنويا ما قيمته 3,5 مليار دولار من النفايات في الولايات المتحدة و53 مليون جنيه في المملكة المتحدة.
ووفقا للدراسة، تؤدي إضاءة المناطق غير المستخدمة والإضاءة المفرطة لبعض الأماكن إلى إهدار طاقة بقيمة 400 مليون ليرة تركية، مبرزة أن مصابيح الشوارع في تركيا مفرطة في العدد وفي استخدام الطاقة.
وأضافت أن التلوث الضوئي يؤثر سلبا على الحياة البرية، لاسيما الطيور الليلية وسلاحف “كاريتا” المهددة بالانقراض التي تفقد بوصلتها بسبب الإضاءة المفرطة، وأيضا الأشجار المنتشرة في الشوراع التي تفقد توازنها البيولوجي بسبب مصباح يسلط عليها الضوء طيلة الليل.
وخلصت الدراسة إلى أن إضاءة الشوارع يجب أن تصبح أكثر محلية وتركيزا، ويجب أن تعمل بأجهزة مستشعرات الحركة أو الطاقة الشمسية.
وأشارت إلى أنه في ولاية بورصة فقط، تبلغ قيمة الموارد المهدرة 21 مليون ليرة تركية سنويا، ما دفع المسؤولين إلى إنشاء “مشروع أبحاث التلوث الخفيف في بورصة”.
وكجزء من المشروع، قامت بلدية مدينة بورصة، بالتعاون مع جمعية هواة علم الفلك، بقياس التلوث الضوئي في جميع أنحاء بورصة في 1021 موقعا مختلفا، حيث يعيش 90 في المئة من سكان المدينة ووضعت خريطة للتلوث الضوئي.
وتوصلت الدراسة إلى أن 97,8 في المئة من السكان الأتراك يعيشون تحت التلوث الضوئي.
كما أشار البحث إلى انعكاسات التلوث الضوئي على صحة الناس، مسجلة أن التعرض للضوء المفرط في الليل يزيد من مخاطر السمنة والاكتئاب واضطراب النوم والسكري وسرطان الثدي وأمراض أخرى.
وأوضحت الدراسة أن هرمون الميلاتونين الذي يتم إفرازه خلال الليل يحافظ على الساعة البيولوجية ويضبط إيقاعها، ويزيد من المقاومة الوقائية ضد السرطان، موضحة أن إطالة وقت الإنارة أو التعرض للضوء المفاجئ يمنع إفراز الميلاتونين ويوقف إنتاجه.