أخبارالتنوع البيولوجي: ثلاثة أسئلة لخبير في التنمية المستدامة

أخبار

22 مايو

التنوع البيولوجي: ثلاثة أسئلة لخبير في التنمية المستدامة

(أجرت الحوار: هاجر الراجي)

 

الرباط – بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، الذي يتم الاحتفال به هذه السنة تحت شعار “نحن جزء من الحل”، يسلط الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بن عبو، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء​​، الضوء على التنوع البيولوجي وتأثيره المباشر وغير المباشر على البشرية، ويدعو إلى العمل الجماعي من أجل إنقاذ هذه الثروة الحيوية.

  1- ما المقصود بالتنوع البيولوجي ؟

 

يمثل التنوع البيولوجي تنوع الأحياء التي تعيش على الأرض، بما في ذلك الحيوانات والنباتات والفطريات والطحالب والبكتيريا وحتى الفيروسات، وكذلك تنوع الأفراد من نفس النوع، أي الاختلافات في الأحجام والأشكال والألوان.

كما يشمل تنوع النظم البيئية، بما في ذلك المحيطات والغابات. وقد قام العلماء بتصنيف حوالي 1.9 مليون كائن حي على الأرض، وهو ما يمثل بالتأكيد قمة جبل الجليد فقط.

وبالإضافة إلى تعريفه الكلاسيكي، يشكل التنوع البيولوجي مؤشرا حقيقيا وقابلا لقياس تطور أو تكاثر الأنواع الحيوانية والنباتية، مما يوضح ويسلط الضوء على آثار تغير المناخ على النباتات والحيوانات.

 

   2 – كيف يؤثر التنوع البيولوجي على حياتنا ؟

 

يؤثر التنوع البيولوجي بشكل كبير على الصحة وعلى نمط حياة كل واحد منا. وحيث إنه لا غنى عنه لإنتاج الغذاء والأدوية وفي قطاع الصناعة وكذا للبحث العلمي، يمثل التنوع البيولوجي على هذا النحو موردا طبيعيا ضروريا لمستقبل الجنس البشري.

وعلى مستوى التغذية، يظل صيد الأسماك والقنص من المصادر المهمة للغذاء في العديد من البلدان. وتعتمد هذه الموارد بشكل طبيعي على الاستخدام المعقلن مع احترام وتيرة التجديد من أجل ضمان الأمن الغذائي وتجنب أية عواقب بيئية.

وفي ما يتعلق بالصحة، تقدم الحياة النباتية مجموعة متنوعة من النباتات الطبية، التي تستخدم على نطاق واسع نظرا لفوائدها العلاجية في كل من الطب الحديث والتقليدي. وفي واقع الأمر، تحتوي أكثر من 40 في المئة من الجزيئات المسوقة من طرف صناعة الأدوية على منشط رئيسي من أصل بيولوجي، 61 في المئة منه مصدره النباتات، و 32 في المئة من الكائنات الدقيقة، و 7 في المئة من الحيوانات.

ومن جانبها، تستخدم الصناعة بشكل مباشر أو غير مباشر الكائنات الحية من خلال فروعها المختلفة، ولاسيما صناعة النسيج والورق والسلال ومستحضرات التجميل.

ويعتبر التنوع البيولوجي ثروة ثمينة وأساسية لحياة البشرية ولهذا السبب تعتبر خسارته بمثابة أخطر تحد بيئي في القرن الحالي.

ويعتمد عمل النظم البيئية الأرضية إلى حد كبير على تنوع أشكال الحياة التي تتكون منها. وبعبارة أخرى، كل الأنواع على هذا الكوكب تشارك بطريقة أو بأخرى في الأداء والتوازن.

ويمكن أن يكون لاختفاء أو إضافة نوع واحد إلى نظام بيئي ما تأثيرات خطيرة للغاية، من بينها تعديل جغرافية النظام البيئي.

 

   3 – كيف يمكن لكل منا المساهمة في الحل ؟

 

اليوم، خضعت ثلاثة أرباع البيئة الأرضية وحوالي 66 في المئة من البيئة البحرية لتعديلات بفعل تدخل الإنسان، في حين أن مليون نوع من النباتات والحيوانات مهددون بالانقراض.

هذا التدهور في التنوع البيولوجي والنظم البيئية قد يقف مانعا أمام تحقيق 80 في المئة من أهداف التنمية المستدامة، ومن هنا تبدو الحاجة ملحة للتحرك والعناية بالطبيعة من أجل حماية حياتنا وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

ورغم أن الإجراءات الرامية لحماية التنوع البيولوجي قد جلبت العديد من الفوائد إلى الطبيعة والبشر، فلا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به. يجب علينا تحسين عملية تدبير التنوع البيولوجي وتقليل التهديدات واستعادة النظم البيئية وخدماتها على نطاق أوسع من أجل الحفاظ على تراثنا الطبيعي.

يمكننا “أن نكون جميعا جزءا من الحل” من خلال تبني موقف مسؤول تجاه الطبيعة والمشاركة بشكل تطوعي في مشاريع ومبادرات مجتمعية لحماية الطبيعة وتجديدها. سلوكاتنا وعاداتنا لها تأثير كبير على البيئة. فلنكن حذرين !

 

اقرأ أيضا