أخبارالعلاج البيئي: خمسة أسئلة للخبيرة والمعالجة البيئية ماري لارشي إيصاميت

أخبار

27 مايو

العلاج البيئي: خمسة أسئلة للخبيرة والمعالجة البيئية ماري لارشي إيصاميت

(أجرت الحوار: فدوى الغازي)

 

الرباط – فوائد التواصل اليومي مع الطبيعة لا تحتاج لإثبات. فالعلاج البيئي على سبيل المثال، الذي يعتبر علاجا يعتمد على الطبيعة بشكل أساسي، هو استعمال التفاعل بين الإنسان والطبيعة في إطار عملية علاجية تهدف إلى النهوض بالصحة النفسية والراحة الجسدية للأشخاص. وهو الموضوع الذي تسلط الضوء عليه الباحثة والمعالجة البيئية، ماري لارشي إيصاميت.

1- بداية، هل هناك تعريف لـ”العلاج البيئي” ؟

 

العلاج البيئي، الذي يطلق عليه أيضا العلاج القائم على الطبيعة، هو استخدام تفاعلنا مع الطبيعة في إطار عملية علاجية تروم تعزيز الصحة النفسية والراحة الجسدية للأشخاص. تؤكد هذه الممارسات أن إعادة ربط الاتصال بالطبيعة أمر ضروري ليس فقط للحفاظ على العالم المادي (الموائل والحيوانات والنباتات والمناظر الطبيعية والثقافات) وإنما من أجل الرفاه والصحة أيضا.

   2- كيف يمكننا ممارسة هذا التوجه الجديد للرفاه ؟

 

يعتبر العلاج البيئي مجالا واسعا من حيث الممارسة، لأنه يشتمل على ممارسات علاجية أكثر تخصصا مثل: العلاج بالنباتات، العلاج بالغابة … هناك إذن العديد من طرق الممارسة وذلك حسب ما يناسبنا أكثر في إطار تفاعلنا مع الطبيعة.

وتجدر الإشارة إلى أن الأمر يتعلق عموما بعلاج، وكأي علاج فهذا التدخل يتطلب تأطيرا بإشراف معالج (طبيب نفسي أو معالج نفسي أو طبيب أمراض عقلية) أو طاقم طبي، يرافقه إذا لزم الأمر متخصص في هذا التفاعل إذا كان المعالج غير متخصص.

 

   3- هل هناك موانع استعمال أو احتياطات يتعين اتخاذها قبل ممارسة العلاج البيئي ؟

 

كما قلت سابقا، يتعين أن تكون هذه الممارسة مؤطرة وأن يتم تكوين الأشخاص من طرف متخصص، لأن هذه العلاجات مخصصة في الأساس لأشخاص ذوي حساسية خاصة، وبالتالي لا يمتلك الجميع بالضرورة المهارات الكافية لضمان السير المثالي للممارسة والتفاعل. بالإضافة إلى ذلك، من المهم معرفة الجمهور المستهدف جيدا، لا سيما بيئتهم، والضغوط الخاصة بهم ورغباتهم من أجل تجنب حالات التوتر وعدم الراحة.

على سبيل المثال، في حالة العلاج بالغابة، يجب تجنب إحضار الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو القلق الشديد إلى الغابات حيث يكون الضوء أقل من 50 بالمائة، وحيث تكون كثافة الأشجار لكل متر مربع مرئية بشكل كبير، خاصة إذا كانت نباتات الغابة كثيفة أيضا.

وبالتالي، يجب أن يعرف المعالج أيضا بيئة عمله جيدا من أجل التكيف قدر الإمكان أثناء الجلسة، ولكن أيضا لإضفاء شعور بالأمان على الشخص الذي لم يتعود على التطور في هذه البيئات أو مع هذه الحيوانات.

 

   4- كيف يمكننا الاستفادة بشكل جيد من الطبيعة يوميا ؟

 

يعتمد هذا الأمر على المكان الذي نعيش فيه: إذا كان حضريا، فقد ثبت أنه لكي تشجع المساحات الخضراء الناس على زيارتها ويكون لها تأثير إيجابي على صحتهم، يجب أن تكون هذه المساحات على بعد 300 متر من مسكنهم. ويضطلع شكل هذه الفضاءات وتهيئتها، وطريقة الولوج إليها، والتنوع البيولوجي داخلها بدور هام في نسبة ارتيادها من طرف المواطنين. لذلك يتعين بذل مجهود كبير على مستوى التهيئة الحضرية لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من هذه المساحات من طرف السكان. إذا كان مكان العيش قرويا، فإن الوصول إلى المناطق الطبيعية يكون سهلا (باستثناء المناطق الفلاحية)، لكن الرؤية التي قد يكونها هؤلاء السكان لهذا التنوع البيولوجي وما يجلبه لهم لا ترتبط دائما بالصحة النفسية والجسدية والاجتماعية (اقتصادية في الغالب).

لذلك، من الضروري تحسيسهم ب”امتياز” آخر يمكن أن توفره هذه الفضاءات لهم، ودراسة إمكانية إضفاء طابع يجمع بين ما هو اقتصادي وصحي وبيئي متنوع من خلال تثمين أراضيهم.

 

   5- ما هو تأثير العلاج البيئي على الصحة الجسدية والنفسية ؟

 

يمكن أن يشكل هذا السؤال موضوع أطروحة، حيث توجد الكثير من الأجوبة التي يمكن تقديمها، لكن باختصار:

– نفسيا: الرفع من تقدير الذات، وتعزيز الصلابة في مواجهة المواقف الصعبة، والتقليل من حالات المزاج السلبية (مثل التوتر والقلق والغضب والعداء والتعب والارتباك)، وتحسين الوظائف المعرفية (التركيز والذاكرة…). لكن تجدر الإشارة إلى أن بعض الأشخاص سيتأثرون أكثر من غيرهم بالعلاج البيئي اعتمادا على مدى تقبلهم للبيئة.

– جسديا: التقليل من تركيز الكورتيزول اللعابي (الهرمون المرتبط بالتوتر)، والتقليل من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتعزيز الاستجابة المناعية في البيئة الغابوية. كما أن المشي في الغابات يزيد بشكل كبير من النشاط العصبي الودي. تجدر الإشارة إلى أن كل ممارسة لها تأثيرها الخاص على صحتنا.

 

اقرأ أيضا