اليوم العالمي للنحل.. أربعة أسئلة لخبيرتين في المجال

(أجرت الحوار : يسرا بوكربة)

الرباط – تجيب السيدة ستيفاني كريستمان، الباحثة البارزة بالمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، والسيدة إيمان تهامي علمي، مديرة البحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للنحل، عن أربعة أسئلة حول أسباب اختفاء النحل وتأثير ذلك على التنوع البيولوجي والأمن الغذائي.

1- ما هي أسباب اختفاء النحل ؟

تعتمد الزراعة اعتمادا كبيرا على الملقحات، ولكنها في المقابل تمثل أكبر تهديد لهذه الأخيرة، إذ إن استعمال المواد الكيماوية، والزراعة الأحادية، والحرث المتكرر والعميق يعرض النحل للخطر.

الملقحات البرية لا تطير بعيدا، حيث يمكنها الطيران من 50 إلى 2000 متر عن العش. لذلك إذا كان العش بعيدا عن المزارع، فلن تتمكن الملقحات من أداء عملها وستموت جوعا.

من جانب آخر، يعشش حوالي 70 في المائة من النحل البري في الأرض، وهكذا فإن جميع عمليات الحرث التي تتم خلال الصيف تدمر هذه الأعشاش. بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب المواد الكيميائية التي تتراكم في التربة، في قتل إناث النحل التي تحفر في التجاويف لوضع البيض.

كما أن الخشب القديم والجذوع المجوفة، التي تعد مهمة لتعشيش أنواع النحل الأخرى، أصبحت نادرة في الزراعة الأحادية.

من جهة أخرى، يشكل تغير المناخ تهديدا متزايدا للنحل والملقحات البرية الأخرى، بما في ذلك الفراشات والذباب والدبابير.

2- ما هو تأثير اختفاء النحل على التنوع البيولوجي ؟

تعتمد 87 في المائة من النباتات المزهرة على خدمات النحل والملقحات الأخرى. وتعد عملية التلقيح مرحلة رئيسية في دورة تكاثر النباتات المزهرة، من أجل تجددها وتكيفها مع تغير المناخ (التلقيح المتبادل يزيد من التنوع الجيني وبالتالي يرفع من فرص التكيف).

وسيؤدي اختفاء النحل إلى اختفاء جزء كبير من هذه ال87 في المائة من النباتات المزهرة وكذا اختفاء جميع الخدمات التي تقدمها للنظام الإيكولوجي. وهكذا، ستحدث تغييرات كبيرة على الموائل والنظام الإيكولوجي.

كما تشكل هذه النباتات المزهرة غذاء للعديد من الحيوانات التي ستختفي بدون هذا الغذاء.

ونظرا لأن النحل والملقحات الأخرى تعد أيضا فريسة للحيوانات، فإن سلاسل غذاء الحيوانات والإنسان ستزداد سوءا، حيث سينخفض ​​التنوع البيولوجي عند مستوياته الثلاثة: التنوع الجيني، وتنوع الأنواع، وتنوع الموائل.

3- كيف يمكن لاختفاء النحل أن يؤثر على الأمن الغذائي ؟

تعتمد ثلاثة أرباع المحاصيل الأكثر أهمية للاستهلاك البشري على الملقحات، على غرار الشاي والقهوة والكاكاو والمكسرات والفواكه والخضروات والتوابل والبذور الزيتية.

وتوفر هذه المحاصيل العديد من العناصر الغذائية التي لا تتوفر في المحاصيل الرئيسية الأخرى التي لا تعتمد على الملقحات، مثل الأرز والذرة والقمح والشعير، لذلك فإننا سنعاني من سوء التغذية.

4- أين يتجلى دور عملية التلقيح في الفلاحة ؟

تعد الملقحات البرية عاملا مهما في عملية الإنتاج، لكنها لا تحظى بالاهتمام اللازم. فبدون الملقحات، ستنخفض مردودية العديد من الخضروات والفواكه، فعلى سبيل المثال سينخفض إنتاج القرع الأخضر، واليقطين والبطيخ، بنسبة 90 في المائة، بينما سينخفض ​​إنتاج التفاح والكرز واللفت والأفوكادو والمشمش بنسبة 40 إلى 90 في المائة.

غالبا ما تتمتع المحاصيل الملقحة جيدا بمذاق أفضل، بالإضافة إلى شكل وحجم أفضل (الخيار، الفراولة، الباذنجان، التفاح…).

من جهة أخرى، فإن زراعة أربعة إلى ثمانية نباتات مختلفة قابلة للتسويق على طول حواف الحقول يحسن الموائل، ويجذب الملقحات ويزيد بشكل كبير من الغلات ومداخيل الفلاحين.