أخبارتأثير الفصول على الجسم البشري: خمسة أسئلة للمعالجة البيئية ماريان غراسيلي ماير

أخبار

27 مايو

تأثير الفصول على الجسم البشري: خمسة أسئلة للمعالجة البيئية ماريان غراسيلي ماير

(أجرت الحوار: فدوى الغازي)

الرباط  – تؤثر التغيرات المناخية لمختلف الفصول على الجسم البشري، بما أن الإنسان يعيش منغمسا وسط الطبيعة التي تحيط به.

وفي هذا الصدد، توضح ماريان غراسيلي ماير، المتخصصة في العلاج البيئي والعلاج بالموسيقى وصاحبة مؤلف “الطبيعة المعالجة، ممارسات ملهمة في مجال العلاج البيئي” (منشورات لوكوريي دو ليفر 2021)، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، تأثير الفصول على الكائنات البشرية.

   1- ما هو تأثير الفصول على جسم الإنسان ؟

 

يستفيد الجسم من الطقس الملائم للخروج إلى الطبيعة من أجل استعادة بعض من طاقته. فالجسد يعيش منغمسا في قوى الطبيعة التي تحيط به، ولا يمكنه عزل نفسه عنها. لذلك يعتبر تأثيرها قويا للغاية. وفي اللحظة التي ندرك فيها علاقتنا المتبادلة مع الكائنات الحية، والحياة المشتركة، نتغير إثر ذلك، ونتقبل حينها تقلباتنا المزاجية واحتياجاتنا للراحة.

   2- لماذا نبدو “سعداء” في الصيف و “مكتئبين” في فصل الشتاء ؟ هل بسبب قلة أشعة الشمس ؟

 

نعم بالطبع، فالإضاءة والدفء مهمان: إذا تساءلنا حول تمثلاتنا لهذين الفصلين، فإننا نلاحظ أننا نستبيح خلال الفترة الصيفية فعل كل شيء وعيش كل شيء، في حين أنه يخيل لنا أننا نفقد استقلاليتنا و”نخسر الحياة ” عندما يحل فصل الشتاء. لكن الأمر لا يعدو كونه تمثلا، فالحقيقة أننا لا نخسر شيئا، وعلينا أن نعيش بشكل مختلف، ونعيد ربط العلاقة مع مميزات هذا الفصل البارد وما يقدمه لنا من تجارب عيش مختلفة.

نحن مهووسون بأنفسنا إذا أمكننا القول، فقد فقدنا مفهوم التنوع والاختلافات الداخلية. لماذا لا نستفيد بطريقة مختلفة مما تقدمه لنا الطبيعة ؟

   3- ما هو تأثير العلاج البيئي على الصحة الجسدية والنفسية ؟

 

يعتمد العلاج البيئي على العديد من الأساليب، انطلاقا من التجول في الطبيعة، والنزهات في الغابة والطقوس البيئية. يتعلق الأمر باستعادة العلاقة مع البيئة، وعدم البحث عن تغيير النفس، بل تقبلها وعيش كل لحظة من دورة الحياة. لدى الكائنات الحية دورات النمو والتطور والتراجع والاضمحلال ثم الموت الظاهر. فنحن نشعر بكل هذه المراحل على أنها فراق وخسارة وحداد. وتسمح مراقبة الطبيعة والاندماج فيها مرة أخرى بعيش هذه المراحل على أنها انتقالية وباعتبارها دليلا واضحا على أننا على قيد الحياة.

   4- هل النساء أكثر هشاشة مقارنة مع الرجال إزاء تغيرات الفصول ؟

النساء أكثر وعيا بالتقلبات الدورية، لأنهن يعشن هذه التقلبات كل شهر، خلال الدورة الشهرية، المرتبطة بالقمر. لذلك، لا يمكنهن إلا اتباع الطبيعة بداخلهن. أما الرجال فينشأون على اتباع مسار محدد وخطي. ويعيش الرجال الدورة السنوية مثل النساء، لكنهم يعيرونها اهتماما أقل. وتشغل اهتمامهم أولويات أخرى اجتماعية واقتصادية. لكن الإرهاق، والاكتئاب يأخذ منهم، بسبب عدم العيش وفق إيقاع الطبيعة.

   5- ما هي الطقوس البيئية ؟

تنشأ الحاجة للطقوس البيئية عند الرغبة في التصرف إزاء حالة ما، أو تلقي الدعم في لحظة انتقال. إذا كانت الديانات قد ميزت دائما المراحل المهمة في الحياة، فإن التسارع الحالي أدى إلى حدوث العديد من مراحل الحداد، والتي لا يمكننا ترسيخها : أي إعطاء معنى لها، والشعور بما يعيش الفرد في نفسه والانفتاح على الموارد الشخصية.

على سبيل المثال، انفصال الأزواج، والتحولات المجتمعية والمهنية، والانتقالات نحو بلدان أخرى، والاندماج في ثقافات أخرى. نحن بحاجة إلى استعادة الطقوس في حياتنا، للإبقاء على النشاط الداخلي. يتم ابتكار طقوس بيئية مع الأشخاص المعنيين، بشكل فردي وخاص. وتهدف هذه الطقوس إلى السماح بهذه الاحتفالات مع ملاحظة كيفية استجابة الطبيعة لها. ستعكس الطبيعة، من خلال مقترحات الملاحظات وسلوك متجاوب، طلب الشخص. ستقدم حلولا وموارد سيعرف المشرف على هذه الطقوس كيفية فك شفرتها خلال هذه المواكبة. سيربط الشخص الذي يعيش طقسا بيئيا الاتصال بكيانه الداخلي، مجردا من أي أنماط، ليجد نفسه محبوبا، ومحترما، ومعترفا به من طرف الكون. في هذا البحث عن الانتماء الكوني، يشعر الشخص -خلال الطقوس البيئية- بأنه موحد مرة أخرى.

ت/

اقرأ أيضا