أخبارحلول فلاحية.. حوار مع وصال بنموسى، الشريك المؤسس للمقاولة الناشئة “Sand to green”

أخبار

07 مايو

حلول فلاحية.. حوار مع وصال بنموسى، الشريك المؤسس للمقاولة الناشئة “Sand to green”

أجرى الحوار: يسرى بوكربة

مكناس – تستضيف النسخة الخامسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM) ، الذي افتتحت أشغاله يوم الثلاثاء الماضي بمكناس، مجموعة من المقاولات الناشئة الناشطة في مجال الفلاحة، لا سيما تلك التي تقدم حلولا لتطوير الفلاحة واستعادة التنوع البيولوجي والتكيف مع آثار التغير المناخي.

وفي هذا السياق، تسلط الشريكة المؤسسة للمقاولة الناشئة “Sand to Green”، وصال بنموسى، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء الضوء على الخدمات التي تقدمها مقاولتها، ودوافع اختيار الفلاحة الحراجية وتحلية مياه البحر كإحدى الحلول، والتأثير المناخي والاجتماعي والاقتصادي المتوقع.

حدثينا عن مشروعك والخدمات التي تقدمها مقاولتك؟

تنشط مقاولتنا الناشئة في مجال إنعاش المناطق الجافة من خلال الاعتماد على ثلاثة ركائز، ويتعلق الأمر باستخدام تحلية المياه بالطاقة الشمسية مع تدبير المياه المالحة،، وبإنشاء مناطق للحراجة الفلاحية، وهي مزيج ذكي من أنواع مختلفة من الأشجار مع الزراعة البينية.

كما يتعلق الأمر بالابتكار المالي حيث سيتم تقديم زراعاتنا كاستثمار لتدبير الأصول الخضراء، أي ما يطلق عليه الصناديق المشتركة، وهي أداة تمويل خاصة.

زراعاتنا قابلة للحياة لأنها ستخلق قيمة فلاحية مضافة، لا سيما في الفاكهة والمحاصيل المرتبطة بها. وجميع المحاصيل التي تم اختيارها هي محاصيل ذات قيمة مضافة عالية، سواء الزراعات البينية أو مزيج الأشجار.

وعلى مستوى الأشجار، اخترنا فقط الأنواع المتوطنة محليا والتي تتكيف مع هذه البيئة، حيث أطلقنا مؤخرا أول زراعة لنا على مستوى الشاطئ الأبيض بمنطقة كلميم، لكننا نقوم بالبحث والتطوير في منطقة كلميم منذ 5 سنوات، والذي تمكنا بفضله من وضع تصميم من أنواع للأشجار ومحاصيل بينية خاصة وهو الأمر الذي مكننا من الحصول على نتائج جيدة للغاية في مواجهة الجفاف.

ما السبب وراء اختيار الفلاحة الحراجية وتحلية البحر كحل من الحلول؟

بخصوص تحلية مياه البحر، كنا في حاجة إلى مصدر مياه متجدد، لا سيما مع الاستخدام المفرط للمياه الجوفية للمناطق القاحلة إلى شبه القاحلة والتي أصبحت لا تتجدد كما كان في السابق. لذلك وجدنا في تحلية المياه حلا يتيح لنا الوصول إلى المياه المتجددة أو التي لا ترتبط بالضرورة بتساقط الأمطار.

بالمقابل، تكمن المشكلة الكبرى لتحلية المياه كحل تقني، في تدبير المحلول الملحي، وهو منتوج مشترك لتحلية المياه.

في الحالة الخاصة بنا، نثمن هذا المحلول الملحي من خلال زراعة الطحالب والنباتات الملحية، والتي نعيد إدماجها في علف الماشية. وهكذا، نحاول إنشاء حلقة مغلقة حول تحلية المياه.

وفيما يتعلق بالحراجة الزراعية، يتم استخدامها لأنها نظام مرن يعتمد على الشجرة، حيث تمثل الواحات نموذجا ملموسا و أنظمة صامدة وسط الصحراء للفلاحة الحراجية.

من جهة أخرى، ستساعد الشجرة التربة على التجدد، وستحدث التآزر والحياة بين مختلف الكائنات الحية الدقيقة في التربة، وبفضل جذورها ستكون الشجرة قادرة على رفع رطوبة التربة ورفع العناصر الغذائية إلى الطبقات العليا والحفاظ على رطوبة جيدة.

وأثمرت الاختبارات التي أجريناها على أنظمة الفلاحة الحراجية في مزارعنا في الجنوب نتائج جيدة للغاية، وهو الأمر الذي دعم اختيارنا.

ما هو الأثر الاجتماعي والبيئي للمقاولة الناشئة؟

في ما يتعلق بالأثر البيئي، فإن الهدف من الفلاحة المتجددة هو تجديد النظم الإيكولوجية والأراضي، ما يعني إعادة الحياة إلى الأرض.

وفي نظام الحراجة الفلاحية، نحرص على توفير المساحات اللازمة لاستيعاب التنوع البيولوجي، بحيث يمكن توطينه أو إعادة توطينه في هذه المناطق، وحتى نتمكن أيضا من إعادة إدخال بعض الأصناف.

أما بالنسبة للتأثير السوسيو الاقتصادي، فيتمثل في الاستقرار بمناطق غير فلاحية بهدف إنشاء أراضٍ صالحة للفلاحة.

ويتجسد هذا التأثير السوسيو اقتصادي، في تشغيل الساكنة المحلية، والعمل معها من خلال تزويدها على وجه الخصوص بالتكوين في الفلاحة الإيكولوجية، والمواكبة وتتبع الفلاحين الصغار في المنطقة، وكذا توفير الأدوات اللازمة للتكيف مع الظروف المناخية التي أصبحت أكثر قسوة مع فترات الحرارة الطويلة، ونسبة التساقطات النادرة ومعدل الرياح القوية.

تحقيقا لهذه الغاية، توصلنا إلى حلول بسيطة التقنية وسهلة، حيث نحاول إضافة تقنيات وتكنلوجيات جديدة بفضل المعرفة التقنية والعلمية المتاحة حول التربة وتجديد التربة.

تحدثي لنا عن نشاطك في منطقة كلميم؟

استقرت مقاولتنا في كلميم منذ 5 سنوات، وهي فترة تم خلالها إجراء الاختبارات والبحث والتطوير، منها على سبيل المثال اختبارات على مزيج الأشجار والمحاصيل والأنواع المختلفة، وعلى التربة، وعلى المدخلات الفلاحية على مستوى الأرض. نحن الآن نتطور بجهة كلميم – واد نون، مع قطعة أرض مساحتها 20 هكتارا على ساحل الشاطئ الأبيض.

أنحدر من كلميم، وأؤمن كثيرا بإمكانيات هذه المنطقة، لاسيما على مستوى الموارد و البشرية، وأظن أن العمل في مجال الفلاحة في منطقة ليست مخصصة بالضرورة للفلاحة، سيشجع السكان المحليين على البقاء بهذه المنطقة، وتطوير العالم القروي، وذلك بالنظر لعدد القرى التي هاجرت بالكامل في الجنوب، بسبب الأضرار المناخية والهجرة القروية.

أطمح إلى إظهار دور الفلاحة في إنشاء سلسلة قيمة مثيرة للاهتمام، وخلق حلقة كاملة حول هذه الفلاحة الاجتماعية والتضامنية التي ستساعد لا محالة في تثمين مهنة الفلاحة، والمنطقة والعالم القروي.

اقرأ أيضا