سلا.. تقديم كتاب “دليل البستنة البيئية”
سلا – تم، يوم الخميس، بمدرسة البستنة “أبي رقراق ميد أو ميد” بسلا، تقديم كتاب “دليل البستنة البيئية”، وهو من تأليف مهندسة المناظر الطبيعية، كاري دونكان، وذلك بحضور مجموعة من الشخصيات الفاعلة في المجالات الجمعوية والثقافية والنشر.
ويعتبر هذا الكتاب، الذي يقع في 292 صفحة، والذي نشر بالتعاون مع دار النشر “كولت إيديشنز”، مرجعا رئيسيا للمسؤولين عن التكوين في مجال البستنة التجديدية بالمغرب. وتم إصدار المؤلف بلغتين (الفرنسية والعربية) بهدف نقل معارف وخبرات مدرسة البستنة “أبي رقراق ميد أو ميد”، خصوصا في ما يتعلق بالبستنة المستدامة والتجديدية، لفائدة المكونين المغاربة والبستانيين المحترفين والهواة.
ويعد هذا الكتاب انعكاسا للمنهاج التعليمي الذي تقدمه المدرسة، وهي مشروع تكوين مهني تم بلورته وإدارته من طرف “مؤسسة الثقافة الإسلامية” لدعم الشباب. ويراعي الكتاب الخصوصيات المناخية المتنوعة والأنظمة البيئية المختلفة التي يتميز بها المغرب، مقدما حلولا عملية تتلاءم مع هذه الخصوصيات.
ويتألف الكتاب من سبعة فصول تغطي مختلف جوانب تعلم مهنة البستنة، بما في ذلك إصلاح وتصميم الحدائق، وإنتاج النباتات، والبستنة البيئية، والتوعية البيئية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكدت كاري دونكان، مهندسة المناظر الطبيعية ومؤلفة الكتاب، أن الهدف من هذا الإصدار هو تعزيز الوعي بأهمية تبني نماذج جديدة لتصميم المناظر الطبيعية التي تتماشى مع التغيرات المناخية والاجهاد المائي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مع الحفاظ على طابعها الجمالي.
وأوضحت دونكان أن الكتاب يحتفي بالتنوع البيولوجي الغني للمغرب وبالتحول المستمر في أساليب تصميم الحدائق، كما يدعو إلى اعتماد ممارسات بيئية تسهم في إحداث نظام بيئي متوازن وقادر على التنظيم ذاتي.
من جهتها، أشارت إيناس إليكسبورو، مديرة التواصل بمؤسسة الثقافة الإسلامية، إلى أن مدرسة البستنة “ميد أو ميد” تعد مشروعا اجتماعيا وبيئيا يسعى إلى إدماج الشباب المغربي اقتصاديا واجتماعيا، مضيفة أن المدرسة توفر تكوينا مهنيا يمتد لثلاث سنوات، يشمل متابعة ودعما للإدماج المهني.
وتتواجد مدرسة البستنة “أبي رقراق ميد أو ميد” بالقرب من موقع المطرح القديم المعاد تأهيله بـ”الولجة” في سلا، وتتميز بطابعها الاجتماعي والبيئي والثقافي. وتمنح المدرسة شهادة مهنية معتمدة من وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، ضمن قطاع التكوين المهني.
كما تنتمي المدرسة إلى الشبكة الدولية “ميد أو ميد: مناظر ثقافية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط”، والتي تضم 23 بلدا من المنطقة، وتهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي وتعزيزه، إلى جانب تحقيق التنمية المستدامة.