جهاتإزالة الكربون من المناطق الصناعية ضرورة قصوى (لقاء)

جهات

12 ديسمبر

إزالة الكربون من المناطق الصناعية ضرورة قصوى (لقاء)

الرباط  – أكد مشاركون في جلسة نقاش، انعقدت في إطار الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للمناطق الصناعية، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن إزالة الكربون من المناطق الصناعية لم تعد تمثل مجرد خيار، بل تكتسي طابعا حتميا ذا ضرورة قصوى.

وشكلت هذه الجلسة، التي نظمت حول موضوع “أي عرض جهوي وترابي للمناطق الصناعية الخالية من الكربون”، مناسبة لتسليط الضوء على أهمية مسألة إزالة الكربون من المناطق الصناعية في المملكة، مع استكشاف حلول دقيقة مكيفة مع الواقع الجهوي والترابي.

وفي معرض مداخلته بهذه المناسبة، أبرز المدير العام لمؤسسة “Innovative Energy & Efficency”، التابعة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير، محمد أمين الهجهوج، الإنجازات الملحوظة التي حققها المغرب في مجال إزالة الكربون من الصناعة.

وشدد بالخصوص على الدور المركزي الذي تضطلع به عملية إزالة الكربون من الصناعة في السياق الحالي، مستحضرا المساهمة الكبيرة للاستراتيجية منخفضة الكربون على المدى الطويل (المغرب 2050)، والنموذج التنموي الجديد في تلبية هذه الضرورة البيئية.

وأضاف أن “موضوع إزالة الكربون لم يعد يقتصر على السياسات العمومية، بل بات يشكل انشغالا يوميا يتقاسمه الجميع”.

ومن جانبه، أشار نائب مدير قطب النجاعة الطاقية والطاقة المتجددة بالوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، محمد مكاوي، إلى أن إزالة الكربون توفر فرصة هامة لتحسين تنافسية المناطق الصناعية، معتبرا أن هذا التحول نحو ممارسات أكثر احتراما للبيئة يمكن أن يكون عاملا للنمو الاقتصادي.

كما أكد أنه “ينبغي أن نولي أهمية كبيرة لتوقع ضريبة الكربون، والحاجة إلى تحديد القطاعات الخضراء الجديدة كفرص يمكن استغلالها في هذا السياق الانتقالي”، داعيا إلى إرساء حوافز ضريبية للمصنعين بغية تشجيعهم على إزالة الكربون من أنشطتهم الصناعية.

كما دعا إلى تقاسم وسائل الإنتاج لإنشاء إنتاج مشترك للطاقة، واعتماد نهج يقوم على الاقتصاد الدائري، فضلا عن تعزيز الرقمنة من أجل زيادة الكفاءة التشغيلية.

من جانبها، أكدت غيثة حنان، مسؤولة مؤسسة التمويل الدولية بالمغرب، التزام المؤسسة بالدعم النشط لجهود إزالة الكربون بالمغرب من خلال عدة مبادرات، بما في ذلك التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات خلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، المنعقدة مؤخرا بمراكش.

كما سلطت الضوء على أهمية الشهادات الدولية في مجال إزالة الكربون، ولاسيما علامة “المجمعات الصناعية البيئية” (Eco Industrial Parks) التي تتيح دعما قيما لتدبير المناطق الصناعية، مساهمة بذلك في انتقالها نحو نماذج أكثر إيكولوجية واستدامة.

ومن جهته، ركز لويك جايغيرت هوبر، المدير الإقليمي لـ”إنجي” بشمال إفريقيا، على مختلف التهديدات المرتبطة بـ”عدم إزالة الكربون”، والتي تشمل الجوانب المناخية والجيوسياسية والاقتصادية، مع تسليط الضوء على تأثير ضريبة الكربون على القدرة التنافسية للمقاولات والمناطق الصناعية.

وأضاف أن “إزالة الكربون تمثل فرصة هائلة للمغرب، ورافعة كبرى تتيح للمملكة العديد من الأوراق للعب في هذا المجال”، مشيدا بالطموح الذي أبداه المغرب في السعي لتحقيق هذه الأهداف.

وبالنسبة للسيد جايغيرت هوبر، فإن إزالة الكربون ليست محض ضرورة، بل هي كذلك فرصة كبيرة للمصنعين من حيث الاستدامة والشمول الاجتماعي والمالي، مما يدعو إلى زيادة الوعي بين المصنعين فيما يتعلق بهذا التحول الحاسم.

من جهة أخرى، أشار المدير التقني لمناطق طنجة المتوسط، أيوب الرميلي، إلى أن الطاقة الخضراء تمثل أحد الشروط الأساسية في دفاتر تحملات المستثمرين الراغبين في الاستقرار بالمغرب.

وقال “إن الدور الاستراتيجي لأي منطقة صناعية يكمن في الاضطلاع بدور محاور المطور، وبالتالي تسهيل الوصول إلى الطاقات المتجددة لفائدة المستثمرين”، موضحا أن هذه المقاربة تساهم في إحداث بيئة مناسبة لإزالة الكربون وتعزيز التحول المستدام للطاقة داخل المناطق الصناعية.

وتروم النسخة الثالثة من المنتدى الدولي للمناطق الصناعية، المنظمة بمبادرة من “مجلة صناعة المغرب” تحت شعار “المناطق الصناعية المستدامة، أي تطور للعقارات المهنية المغربية من أجل دينامية اقتصادية؟”، خلق منصة للحوار بين الخبراء وصناع القرار والصناعيين، مما يتيح تبادل الأفكار والخبرات والممارسات الفضلى ذات الصلة بتطوير المناطق الصناعية المستدامة.

اقرأ أيضا