ابن جرير..توقيع اتفاقية لإحداث مركز للتكوين في البناء البيئي
ابن جرير (إقليم الرحامنة) – جرى أمس الأربعاء بابن جرير (إقليم الرحامنة)، توقيع اتفاقية-إطار لإحداث مركز للتكوين في البناء البيئي والزخرفة التقليدية، بهدف صون غنى التراث المعماري والنهوض بالسياحة الإيكولوجية.
ويروم هذا الاتفاق، الذي وقعته المديرة العامة للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل، السيدة لبنى اطريشا، وعامل إقليم الرحامنة، السيد عزيز بوينيان، ورئيسة جمعية مبادرات نسائية بالرحامنة، السيدة رحمة رقيق، خلق أول مركز للتكوين مخصص لمهن البناء البيئي على الصعيد الوطني، تجسيدا لإرادة المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل في توفير تكوينات تحترم الخصوصيات المجالية وتنفتح على مهن جديدة متصلة بالبيئة والتنمية المستدامة.
ويسعى هذا المركز إلى الاستجابة لحاجيات المقاولات والقطاع العمومي في مجال البناء البيئي والهندسى المعمارية المستدامة، والعمل بشكل مشترك، قصد ضمان تنمية مستدامة تخلق فرصا للشغل.
وسيضطلع هذا المركز، الذي سيوفر تكوينات في مجال بناء الأرض والأحجار والزخرفة التقليدية (النجارة والجبص والصباغة الإيكولوجية …)، بتكوين كفاءات من خلال تنظيم دروس مكثفة وتدريبات نظرية وعملية موجهة لمختلف الفئات العمرية والخلفيات، والمشاركة في أنشطة التعاون التقني الدولي، ورسملة المعارف ونشرها عبر خلق دعائم وصياغة وثائق تقنية، ودلائل لقواعد فن المنتوج، أو عمليات بناء تدمج معدات محلية.
وبمقتضى هذه الاتفاقية، سيتكلف مكتب التكوين المهني بالتركيب الهيكلي والبيداغوجي للمركز، وتطوير برامج التكوين، والتجهيز، ومعدات وأدوات الإنتاج، والتكوين الأولي وتدبير المركز، فيما ستعبئ عمالة الرحامنة الوعاء العقاري بناء هذا المركز وستمول الدراسات وأشغال البناء.
من جهتها، ستعمل جمعية مبادرات نسائية على بناء المركز في إطار مشروع “تمكين للتنمية”، موضوع اتفاقية مبرمة بين الوكالة الفرنسية للتنمية والجمعية وعمالة الإقليم.
وفي كلمة بالمناسبة، أشار السيد بوينيان إلى أن إقليم الرحامنة يتسم بهيمنة العالم القروي (689 قرية)، الأمر الذي يقتضي وضع تنمية المجال القروي ضمن سياسات التنمية المجالية بهدف صون تراث غني، لاسيما في مجال الهندسة المعمارية التقليدية والسكن القروي.
وذكر المسؤول الترابي بالمبادرات التي أطلقت بالإقليم في مجال إنشاء تعاونيات للبناء الإيكولوجي وبلورة تكوينات ذات جودة عالية تقدمها مدرسة الهندسة المعمارية داخل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وتنظيم معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة لمباراة حول البناء البيئي.
وأضاف أن هذه الشراكة مع مكتب التكوين المهني حول مهن البناء البيئي ستساعد في المحافظة وتثمين خصوصياتنا واستثمار مؤهلات التنمية السوسيو-اقتصادية، مشيرا إلى أن إطلاق هذا المركز يعد سابقة وطنية، تروم إدماج البناء القروي التقليدي ضمن التنمية المستدامة.
من جانبها، أشادت السيدة اطريشا بإبرام هذه الشراكة التي تخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقوي من كفاءات الشباب بالإقليم، مشيرة إلى أن هذه الشراكة تجسد لمقاربة جديدة لمكتب التكوين المهني بتعاون مع المهنيين والقطاع الخاص والجهات، تروم تغيير الممارسات وتوجيهها نحو عرض يستجيب للطلب.
وتابعت أن هذه المقاربة تستهدف هيكلة عرض التكوين على مستوى الإقليم للإجابة عن الحاجيات الحقيقية للمجالات، وكذا إرساء ثلاثة مشاريع هيكلية (مدرسة جديدة للبرمجة تبدأ في العمل شتنبر 2021، والإطلاق الفعلي لتكوينين في مهن السمعي البصري وبناء أول مركز للتكوين المخصص لمهن البناء البيئي).
من جانبها، أكدت السيدة رقيق أن هذا المركز من شأنه أن يعطي دفعة جديدة لبعض مهن البناء المهددة بالاندثار، مبرزة الجمالية المعمارية للبناء الإيكولوجي.