جهاتالفضاءات الإيكولوجية.. وجهات مفضلة للصائمين والباحثين عن انتعاشة خضراء

جهات

27 أبريل

الفضاءات الإيكولوجية.. وجهات مفضلة للصائمين والباحثين عن انتعاشة خضراء

فاس – تستقطب الفضاءات الخضراء أينما وجدت، الصائمين في سفر مؤقت يقربهم شيئا ما من موعد الإفطار الذي ينشده كل صائم.

وتشتد الحاجة إلى متنفس بيئي وصحي وترفيهي مع ارتفاع درجة الحرارة وتأخر موعد الإفطار، لتمضية الوقت والاستمتاع بالنسيم العليل، واستنشاق هواء صحي خصوصا في موسم الربيع الذي تخضر فيه المزارع والغابات.

وفي فاس، حافظت حديقة “جنان السبيل” التاريخية على سحرها وجاذبيتها المعروفة، في فتح أبوابها للزوار والرواد والصائمين لقضاء وقت ممتع في حضرة وسحر الجمال الأخضر، واسترجاع ذكريات سنوات طويلة صمدت فيها الحديقة واستمرت منبعا وخزانا بيئيا قويا، ومقصدا لأسر تقطن بالمدينة القديمة لفاس.

ويحتشد “جنان السبيل” مع اقتراب امتحانات الباكالوريا والامتحانات الجامعية، بطلاب وتلاميذ يجذبهم جمال الحديقة وفضاؤها الشاسع، والصمت الذي يخيم على مرافقها، من أجل حفظ الدروس وتحضير الامتحانات بعيدا عن الضوضاء والضغط النفسي.

وتتوجه أنظار الصائمين نحو بعض المرافق البيئية الأخرى الحديثة مثل حديقة “أمريكا اللاتينية” و”حديقة للأمينة”، و”حديقة الطيور”، وحديقة “النبات”.

وتفضل بعض الفئات الاجتماعية اختيار غابة عين الشقف التي تقع ضواحي مدينة فاس، لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة خاصة منها رياضة الجري، قبل موعد الإفطار بوقت قليل.

واذا كان هذا حال عدد من الصائمين الذين يقصدون حدائق ومتنفسات إيكولوجية معروفة، فإن فئة عريضة منهم تقصد حدائق القرب والفضاءات الخضراء بالشوارع الكبيرة (شارع الحسن الثاني، شارع محمد السادس، شا ع علال بن عبد الله…) القريبة من أماكن سكناهم، طلبا للراحة والسكينة والهدوء.

ويرى يونس الجرديوي، فاعل بيئي، رئيس فرع فاس لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن حلول شهر رمضان يحفز عادة الساكنة من مختلف الفئات العمرية على ارتياد الفضاءات الخضراء، كمتنفس طبيعي لممارسة أنشطة رياضية محددة، أو لمجرد تجاذب أطراف الحديث على إيقاع رياضة المشي.

وحسب الحرديوي، فإن الحدائق المتواجدة وسط المدينة أو المساحات الخضراء المترامية على أطرافها، تشكل فضاء جذابا لممارسة مختلف الرياضات الفردية أو الجماعية، ليوضح أن مجموعة من الدراسات العلمية كشفت وجود علاقة إيجابية بين التردد على الفضاءات الخضراء وتحسن الحالة الصحية للفرد، “فهي تزيد من استفادته من الهواء النقي، وتنقص من حدة التوتر، دون إغفال دورها الفعال في تحسين الحالة النفسية والعصبية للشخص”.

ويقول الجرديوي إن المساحات الخضراء تعتبر أيضا، فضاءا اجتماعيا بامتياز، فهي ملتقى الأصدقاء، ومكان تجتمع فيه مختلف الشرائح العمرية، مما يمكن الأشخاص الأكثر انعزالا، ككبار السن، من استرجاع الرابط الاجتماعي وتشجيعهم على خلق علاقات جديدة.

ويثني أغلب رواد الفضاءات الإيكولوجية على أهمية المتنفسات الخضراء، آملين في الإكثار منها وتطويرها، للمساهمة في نشر الوعي البيئي وتربية الأجيال على سلوكات صحية ومواطنة.

 

اقرأ أيضا