الفلاحة البيولوجية.. قطاع في طور الازدهار يتطلع للاحترافية
-إعداد ..الحَسن بن يحيى-
الرباط – تخطو جهة الرباط-سلا-القنيطرة، التي تشتهر بتربتها الخصبة وإمكانياتها المقدرة في الري، بخطى ثابتة نحو تطوير الفلاحة البيولوجية، رغم ما يعترض هذا القطاع الواعد من تحديات من حيث اعتماد أساليب احترافية لترصيده وتجويده.
ففي ظرف ثلاث سنوات (2020-2022)، بلغ متوسط المساحات المزروعة من الفلاحة البيولوجية المعتمدة أكثر من 3000 هكتار، بإنتاج سنوي قارب حوالي 22 ألف طن يغطي بشكل خاص الحوامض، والأشجار المثمرة، وأشجار الزيتون، وأشجار الخروب، والحبوب، والفواكه الحمراء، إضافة إلى النباتات العطرية والطبية، وذلك بحسب المديرية الجهوية للفلاحة.
وبلغ حجم الصادرات في موسم 2020/2021 ما يقارب 7000 طن، 4800 طن منها تخص المنتوجات الفلاحية المحولة (أغلبها مجمدة)، و2000 طن من المنتوجات الطازجة خاصة الفواكه الحمراء، والأفوكادو، إضافة إلى 200 طن من الحوامض.
ويرى رئيس الجمعية البينمهنية “المغرب بيو”، سليم القباج، أن جهة الرباط -سلا -القنيطرة تتوفر على كل الإمكانيات للتموقع بين أكثر المناطق القادرة على الصمود في مواجهة الجفاف السائد حاليا، مشيرا، في هذا الصدد، إلى إطلاق العديد من المشاريع المبتكرة بهذه الجهة، عبر الاعتماد على شراكات قوية مع الجامعات، والمعاهد، ومدارس التكوين، وكذا مختبرات الأبحاث.
وأوضح السيد القباج، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الطريق لا يخلو من عراقيل، إذ لا تتوفر سلسلة الفلاحة البيولوجية بالجهة بعد على اليد العاملة المؤهلة وعلى التقنيين المتخصصين في هذا النمط من الإنتاج.
وأشار إلى أنه تم بذل مجهودات مشهودة في هذا المجال من قبل مديرية التعليم والتكوين والبحث، بشراكة مع الجمعية البينمهنية “المغرب بيو” والعديد من الجمعيات المحلية.
وسجل أن معاهد التكوين العالي تتوفر أيضا على مشاريع بمثابة دورات متخصصة للاستجابة لاحتياجات الأطر، والمديرين التنفيذيين، ومحدثي المقاولات في هذا القطاع، وذلك بهدف تنسيق مختلف المبادرات لإنجاح الاستراتيجية المندمجة، وفق ما ينص عليه عقد البرنامج 2023-2030.
وقال إن الهيئة البيمهنية تقوم بعمل جاد في هذا الصدد، مسجلا وجود حاجة ماسة إلى جعل المنتوجات البيولوجية أكثر وفرة في السوق.
وتابع أن النماذج الحالية القائمة على إفساح المجال للعرض البيولوجي في المحلات الكبرى والمتوسطة والمتاجر المتخصصة “ماضية في التطور”، مشيرا، في هذا السياق، إلى أن “ماروك بيو” أعملت التفكير في إرساء شبكة وطنية خاصة للمحلات الصغرى المتخصصة في المنتوجات البيولوجية، والتي من شأنها استيعاب إنتاج علامة “صنع في المغرب”، لاسيما في ظل التوجه نحو تخصيص نحو 100 ألف هكتار للفلاحة البيولوجية في أفق سنة 2030.
وبمنطقة الخميسات، أفاد رئيس الجمعية الجهوية لمنتجي المنتوجات الفلاحية البيولوجية، عبد الجواد العلمي العروصي، بأنه يطور منذ زهاء 15 سنة زراعة الخروب البيولوجي، من خلال استغلال أزيد من 60 ألف شجرة.
وكشف السيد العلمي العروصي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجمعية تنكب على تشجيع فلاحي الجهة، لاسيما الشباب منهم، على الاستثمار في هذه السلسلة، بالنظر لمنافعها الصحية، حتى وإن كانت الأرباح المتحصلة منها تظل، في الوقت الراهن، دون الانتظارات مقارنة مع الفلاحة التقليدية.
وفي هذا الصدد، يتم تنظيم دورات تحسيسية وورشات تكوينية بشكل دوري، تستهدف فلاحي الجهة، وتتناول مواضيع تهم تطوير المنتوجات البيولوجية، وتتوخى أساسا تمكين الفلاحين من العدة اللازمة للاستجابة لشروط المراقبة والإشهاد ولنظم الجودة الخاصة بهذه المنتوجات، فضلا عن تمويل الأنشطة المتصلة بها.