برنامج “إحياء” بجهة الشرق: لقاء بوجدة لتقييم التقدم المحرز وتطوير الاستراتيجيات
وجدة – شكلت مواصلة الجهود الرامية إلى دعم التنمية الفلاحية والقروية، من خلال تعزيز التشغيل وريادة الأعمال في القطاعين الفلاحي وشبه الفلاحي، محور الاجتماع الثاني للجنة التنسيق الجهوية لبرنامج “إحياء” بجهة الشرق، والذي عقد اليوم الخميس بوجدة.
ويتم تنفيذ هذا البرنامج من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وبشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية، والاتحاد الأوروبي في المغرب.
ويندرج الاجتماع الثاني للجنة التنسيق الجهوية، الذي جمع فاعلين مؤسسيين وجهويين لمناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بالتنمية الشاملة والمستدامة في المناطق القروية، في إطار الجهود المتواصلة التي يرتكز عليها البرنامج في دعم التنمية القروية من خلال تعزيز التشغيل وريادة الأعمال في القطاعين الفلاحي وشبه الفلاحي.
وأبرز المتدخلون خلال هذا الاجتماع، أنه خلال سنة 2024، مكن التعاون المثمر بين الشركاء الفاعلين في المجال، العديد من التعاونيات من الاستفادة من برامج تعزيز القدرات والتأطير والتجهيز وكذا المواكبة.
وفي هذا الصدد، يتم مواكبة 391 من الشباب حاملي المشاريع في مجال الخدمات الفلاحية وشبه الفلاحية. كما عرف البرنامج إطلاق دعم خاص للفلاحة الإيكولوجية والبيولوجية.
وأكد المدير الجهوي للفلاحة بجهة الشرق، محمد اليعقوبي، أن “لجان التنسيق الجهوية تمنحنا فرصة استثنائية لبناء حلول مبتكرة تتماشى مع الاحتياجات الحقيقية للساكنة”، مشيرا إلى أن نجاح برنامج “إحياء” يتوقف على هذه الديناميكية الفعالة من التعاون والانخراط المتبادل.
وأضاف أنه بالنسبة لسنة 2025، سيتم تخصيص ميزانية تقدر بـ52 مليون درهم لدعم مبادرات البرنامج في جهة الشرق، مضيفا أن هذه الميزانية ستُوجه، على الخصوص، نحو تجديد البنية التحتية للتكوين المهني وتحديث المعدات الفلاحية.
وسيتم أيضا تخصيص جزء لتعزيز قدرات الفاعلين المحليين، ومواكبة التعاونيات الفلاحية والاستغلاليات الفلاحية العائلية في تكييف ممارساتها مع التغيرات المناخية، وإدخال المرونة في أنظمة الإنتاج، وتحسين تسويق منتجاتها.
من جهتها، قالت المديرة العامة للوكالة الفرنسية للتنمية في الرباط، بنسنت كيتوريه، إن “شراكتنا مع وزارة الفلاحة تعد جزء من التزامنا بدعم فلاحة أكثر مرونة وابتكارا وشمولية”، مبرزة أن “التقدم المحقق في جهة الشرق يعكس أهمية هذه الديناميكية في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها المناطق القروية.”
وفي نفس السياق، أكدت رئيسة قسم التنمية الترابية والاجتماعية في بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، ليز باتي، أن “الالتزام الأوروبي بدعم برنامج إحياء يأتي ضمن جهودنا لتعزيز التنمية الفلاحية والقروية المستدامة بجهة الشرق”.
وأضافت أن هذا التعاون “يشكل ركيزة أساسية لبناء فلاحة قادرة على مواجهة الصدمات وشاملة، مع تمكين الشباب المقاولين وتعزيز التعاونيات المحلية.”
ويعد هذا الاجتماع الثاني للجنة التنسيق الجهوية، مرحلة محورية في تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لبرنامج إحياء لسنة 2025، ويهدف إلى تقييم التقدم المحرز وتطوير استراتيجيات جديدة لضمان تحقيق الأهداف المحددة. كما يوفر فرصة لتعزيز التنسيق والشراكة بين مختلف الفاعلين الجهويين لتنفيذ البرنامج بنجاح.
ويندرج برنامج “إحياء”، الموجه نحو دعم المناطق القروية من خلال التشغيل وريادة الأعمال في القطاعين الفلاحي وشبه الفلاحي، في إطار مقاربة ترابية تتماشى مع مبادئ الاستراتيجية الوطنية للجيل الأخضر 2020-2030.
ويرتكز البرنامج في غايته المثلى على تحقيق تنمية قروية مستدامة للمناطق القروية في المغرب من خلال خلق فرص شغل محلية، والدفع بدينامية المبادرات الاقتصادية، وتشجيع ريادة الأعمال.