زيت زيتون منطقة واومنة: إنتاج ذو جودة متفردة في حاجة للتثمين
واومنة-خنيفرة – يولي سكان قرية واومنة، اهتماما كبيرا لشجرة الزيتون أهم منتوج زراعي تزخر به المنطقة، والذي أصبح حاليا يعرف طريقه للتصدير.
فهذه القرية الواقعة في جبال الأطلس المتوسط على بعد 40 كلم من مدينة خنيفرة، تعرف منذ القدم بجودة إنتاجها من زيت الزيتون، بفعل مناخها الجاف وتربتها الغنية.
وكانت لمشاريع التأهيل والتطوير التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة بالخصوص زراعة مساحات إضافية من أشجار الزيتون وإحداث معاصر حديثة ووحدات عصرية للإنتاج وقع كبير في النهوض بهذا القطاع وتحويل المنطقة إلى مجال رائد في إنتاج الزيتون وتثمين جودته.
يقول الحسين أشفري وهو أحد أبناء المنطقة الذي استثمر في إقامة معصرة حديثة ويقوم بتصدير إنتاجه، إن جودة زيوت المنطقة لا مثيل لها فهي تتميز بذوق ولون يميزانها ناتجين عن عدة عوامل اهمها الخصائص المناخية التي تميز المنطقة من دون المناطق اضافة لطرق انتاج الزيتون واستخراجه.
كما تفتقد زيوت المنطقة للحموضة ولديها مردود جيد.
وأكد ضرورة تثمين منتوج المنطقة من زيت الزيتون وتمكينه من علامة المنشأ باعتباره منتوجا مميزا ومتفردا.
كما شدد على أهمية تنظيم المنتجين في إطار تعاونيات وجمعيات، من أجل تثمين المنتوج المحلي، وتطوير الجودة وتنظيم عملية الولوج للأسواق الدولية.
وتعد المعصرة العصرية التي أحدثها الحسين أشفري الأولى من نوعها على المستوى المحلي، وهي حاصلة على اعتماد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وقد تمكن خلال هذه السنة من الشروع في تصدير منتوجه للسوق الفرنسي ويطمح في أن يمثل ذلك انطلاقة فعلية لولوج مختلف الأوساط الدولية.
وترى وداد بوقلي رئيسة مركز الاستشارة الفلاحية ببنخليل، أن آفاق القطاع واعدة في المستقبل وإن كانت تبقى رهينة بمزيد من تنظيم المزارعين والمهنيين وتثمين المنتوج.
وتضيف في حديثها لشبكة الأخبار المغربية ”إم 24“ التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء إن منطقة واومنة وآيت إسحاق معروفة بجودة زيت الزيتون وذلك راجع للاهتمام التاريخي بهذه الشجرة من مرحلة الغرس والتسميد والتلقيم، غير أن المنطقة تعرف مشاكل مرتبطة بالتسويق وتثمين المنتوج.
وأضافت أن مركز الاستشارة الفلاحية ببنخليل يسعى لتقديم الدعم ومواكبة جهود الفلاحين في المنطقة لتطوير الإنتاج وتحديث وسائله، ويأمل في أن يعرف القطاع تطورا هاما مع الشروع في تنفيذ مخطط الجيل الأخضر.
وتتوفر منطقة واومانا على 84 وحدة عصرية وشبه عصرية لإنتاج زيت الزيتون من بينها خمسة فقط حاصلة على اعتماد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
واستفادت سلسلة الزيتون بالمنطقة من مخطط المغرب الأخضر حيث شهدت غرس 5000 هكتار إضافية بأشحار الزيتون لفائدة نحو 800 مزارع.
ويبلغ إنتاج المنطقة سنويا من الزيتون 40 ألف طن، 80 في المائة منه يوجه لإنتاج زيت الزيتون.
وتمثل سلسلة الزيتون بإقليم خنيفرة رقم معاملات سنوي من 100 مليون درهم غالبيتها العظمى بمنطقة واومنة وآيت إسحاق كما توفر أكثر من 500 الف يوم عمل.
غير أن القطاع يعرف عددا من المشاكل التي تعود لضعف الهيكلة والتنظيم المهني وعدم وجود تعاونيات في هذه المنطقة التي تعرف تقليديا بكونها منطقة رعوية.
كما يعاني زيت المنطقة من مشكل التسويق وعدم توفره على علامة منشأ تثمن جودته، علاوة على كون الغالبية العظمى من المزارعين بالمنطقة من الفلاحين الصغار الذين يحتاجون للمواكبة والتتبع عبر برامج دعم تركز حول طرق الإنتاج والتسويق والتثمين.