لحماية كلميم واد نون من الكوارث الطبيعية والحد من آثارها .. مشاريع مهمة ترى النور قريبا
(أحمد الكرمالي)
كلميم – تحسبا لتكرار المشهد “المؤلم” للفيضان الذي عرفته كلميم سنة 2014، وتفاديا لتواتر مشهد الحرائق بواحات جهة كلميم واد نون، لا سيما بإقليمي كلميم وأسا الزاك جراء التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف، كان لا بد من التفكير في حلول واقعية تلائم طبيعة وجغرافية الجهة، وبالتالي الحفاظ على المنظومة الإيكولوجية للواحات.
وللتصدي للكوارث الطبيعية، التي تقع بدون سابق إنذار ، تتضافر جهود الجميع، محليا وجهويا ووطنيا، للقيام باجراءات مستعجلة، ووضع برامج ومشاريع للحد من آثار أي كارثة طبيعية “محتملة”، لا سيما على المناطق الفلاحية والواحات بالجهة .
ولم يكن أمام الجهات المعنية، كل من موقعه (السلطات الولائية والمجالس المنتخبة والمصالح الخارجية…)، سوى التعبئة لوضع الآليات الكفيلة لحماية كلميم،خاصة من الفيضانات، وأسا وواحات أخرى بكلميم من الحرائق، وتثمينها اقتصاديا وسياحيا وثقافيا بالعمل على أن تكون تنميتها تنمية مستدامة.
وفي هذا السياق، وفي إطار التزامه بتنزيل المخطط الجهوي للتنمية، صادق مجلس جهة كلميم واد نون ، مؤخرا، على اتفاقية سيتم بموجبها، وبشكل جماعي وتشاركي مع مختلف الشركاء والمتدخلين، تسطير برنامج لتنفيذ مشاريع ستساهم ، بلا شك، في الحد من الخسائر على مستوى المنظومة الواحية .
وسيتم بموجب هذه الاتفاقية، التي تبلغ تكلفتها الإجمالية 20 مليون درهم تنفيذ مشاريع استصلاح وإنشاء المسالك الفلاحية بالمناطق والواحات المتضررة من الكوارث الطبيعية، وخلق نقط ماء جديدة وتهيئة الخطارات (تقنية قديمة في الرقي) والسواقي، وتوسيع شبكة الكهرباء وتعميمها بهذه المناطق، وتجديد قنوات الماء الصالح للشرب للاستجابة للتدخلات الآنية والضرورية بالمناطق المعنية (لاسيما الواحات)، فضلا عن دعم المشاريع المدرة للدخل بها.
ولطبيعة الموضوع ، وباعتباره من القضايا الشائكة بجهة كلميم واد نون، فقد وقع هذه الاتفاقية مع كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري و التنمية القروية والمياه والغابات، وزارة الطاقة والمعادن والبيئة – قطاع البيئة -، وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية بالمملكة، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الأركان (أندزوا)، وولاية الجهة.
وتعتبر أرقام سبق للقيادة الجهوية للوقاية المدنية بجهة كلميم واد نون أن قدمتها السنة الماضية حول حرائق الواحات بالجهة ، بمثابة “ناقوس خطر”، بتأكيدها أن الحرائق خلفت سنة 2019 بواحات إقليم كلميم، لوحده، 1325 نخلة وشجرة مثمرة وأشجار أخرى، هذا فضلا عن 33 بإقليم أسا وفي نفس الأشجار التي تعتبر ثروة يجب الحفاظ عليها.
وفي قراءة سريعة لواقع الحرائق بواحة تيغمرت ، التي لا تبعد إلا بحوالي 20 كيلومتر عن حاضرة جهة كلميم واد نون ، يسجل حجم الخسائر التي تتعرض المنظومة الواحية والبيئية بإقليم كلميم، إذ أتى حريق، السنة الماضية، على 850 نخلة مغروسة على مساحة تقدر ب 94 هكتارا بدواوير تيغمرت (أيت الخنوس وأيت بكو وأيت مسعود ).
وتكرر نفس المشهد، وبنفس الواحة، هذه السنة (غشت 2020 ) بعد أن أتى حريق مهول على أعداد كبيرة من النخيل (تجاوزت الألف) والمواشي وحتى بعض المنازل التي التهمتها النيران بالكامل.
وارتفعت، منذ مدة، أصوات غيورة (باحثون وساكنة وجمعيات بيئية ..) على منظومة الواحات لما تختزنه من ثروة بيئية وثقافية (متاحف وأنظم عريقة للري وعيون …) تدعوا الى الاسراع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومعالجة الخلل.
ومن مطالب هذه الأصوات، نجد تكثيف نقط الماء بالواحات وإحداث أحواض مائية داخل الواحات لتزويد شاحنات الإطفاء بالمياه المطلوبة أثناء إخماد الحرائق، وإحداث طرق سالكة ومعبدة لتسهيل وصول سيارات الانقاذ والإطفاء.
يذكر أن الواحات تغطي بإقليم كلميم مساحة تقدر ب 4773 هكتار وتتواجد بكل من جماعات أداي وبويزكارن وإفران الأطلس الصغير وتاغجيجت وأسرير وفاصك ولقصابي .
أما بأسا الزاك فتقدر المساحة التي تغطيها الواحات ب 152 هكتار ، وتتواجد بكل من جماعات تويزكي وأسا والزاك و عوينة الهنا وعيونة إغمان .